توقيت القاهرة المحلي 00:00:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قلب مصر مع سوريا.. وجزء من عقلها مع الواقع المر!!!

  مصر اليوم -

قلب مصر مع سوريا وجزء من عقلها مع الواقع المر

بقلم - عماد الدين حسين

المزاج المصرى العام معارض للعدوان الثلاثى الأمريكى البريطانى الفرنسى، على سوريا فجر السبت الماضى. قد يكون هناك مصريون مختلفون مع نظام بشار الأسد، لكنهم حينما تتعرض سوريا لقصف ثلاثى بالطريقة الفجة التى تمت بها، فإنهم يصطفون ضد هذا العدوان بطريقة آلية.
عقب العدوان الثلاثى صدر بيان من الخارجية المصرية. عندما قرأته، تخيلت الشخص أو الفريق الذى قام بكتابته وصياغته ومراجعته وتدقيقه، وكم من الوقت استغرقوه، وكم من الحيرة والأخذ والرد واجهوها، حتى يصلوا إلى هذه الصيغة!!.

المواقف العربية فى المجمل مأساوية وكارثية، لأنها انعكاس طبيعى للواقع على الأرض. وبالتالى فمن يحاول تقييم الموقف المصرى، عليه أن يقرأه فى إطار وسياق عام لعلاقات مصر مع القوى الإقليمية والدولية المنخرطة أو المتورطة فى المأساة السورية، وموازين القوى على الأرض.
من الخطأ البالغ محاسبة الموقف المصرى بطريقة «مع أو ضد». هو موقف حاول الموازنة والمواءمة والتوفيق بين نقيضين كبيرين: الموقف الأول التضامن مع سوريا وجيشها وشعبها وحكومتها، حينما قال البيان إنه «قلق من التصعيد العسكرى الراهن وما ينطوى عليه من آثار على سلامة الشعب السورى الشقيق، ويهدد ما تم التوصل إليه من تفاهمات حول تحديد مناطق خفض التوتر. البيان أكد أيضا على ضرورة الحفاظ على المقدرات الوطنية وسلامة ووحدة أراضى سوريا، والحل السلمى للأزمة، وكل المعانى السابقة ترضى غالبية الشعب السورى وحكومته وكذلك الموقفين الروسى والإيرانى.

فى المقابل لم يغفل البيان الرفض القاطع لاستخدام أى أسلحة محرمة دوليا على الأراضى السورية. وهو أمر يرضى إلى حد ما الموقف الغربى وبلدان الخليج، لكنه أشار إلى الأسلحة الكيماوية فى العموم ولم يتهم الحكومة السورية بها، مطالبا بإجراء تحقيق دولى شفاف.

يقول بعض «الحنجوريين»: ولماذا لم تقم مصر بإدانة العدوان الثلاثى بصورة واضحة وسافرة وقاطعة؟!. الإجابة ببساطة هى أن الأمور ليست بهذه البساطة. فهناك علاقات ومصالح لمصر مع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، وبقية القوى الأوروبية المؤيدة للعدوان، وبالتالى يصعب الدخول فى مواجهة سافرة مع هذه القوى. كما أن هناك علاقات ومصالح قوية جدا بين مصر وبلدان الخليج خصوصا السعودية والإمارات، ومعظمهم سارع إلى تأييد العدوان الغربى بصورة مكشوفة. بل إن بعض القاذفات انطلقت من القواعد الأمريكية فى قطر لضرب سوريا.
فى المقابل فإن موقف العراق ولبنان كان واضحا فى معارضته، وبقية المواقف العربية غير مهتمة أو غير مكترثة أو غير مؤثرة. فى حين أن الموقف الأردنى الرسمى كان قريبا من الموقف المصرى.

السؤال: هل الموقف المصرى الذى جاء فى بيان الخارجية هو الموقف النهائى والمبدئى؟!
الإجابة هى: لا، هناك فرق بين الموقف الرسمى الذى يراعى التوازنات والمصالح والمواءمات، والتحالفات، وبين الموقف الفعلى الذى أعتقد أنه يتضامن مع سوريا الشقيقة قلبا وقالبا ضد العدوان الثلاثى.

الحكومة المصرية تدرك تماما أن محاولات تدمير سوريا، هى مقدمة لاستهداف مصر، مثلما تقول دائما وقائع التاريخ. لسان حال الحكومة يقول كما قرأته على بعض مواقع التواصل الاجتماعى: «ستنتصر الحضارة والإنسانية على أولئك الغوغائيين الذين يستعيضون عن فقرهم الحضارى بالاستخدام المفرط للقوة لعلهم يضمنون خروجا آمنا من وحل غرقوا فيه مع سبق الإصرار والترصد.. الإقليم يشهد نهاية مثيرة لرواية كتبت خارجه وقام بتمثيلها ــ للأسف ــ بعض ممن ينتمون إليه.. التغيرات ستصبح أكثر ديناميكية ودراماتيكية.. وسينتصر التاريخ وتفوز الجغرافيا وسيذهب من لا يملكهما إلى مزبلة التاريخ غير مأسوف عليه.. ستنتصر سوريا». هذا الكلام قريب مما تفكر فيه الحكومة لكن لا تجاهر به رسميا.

والمفارقة المهمة أن بعضا من معارضى الحكومة والنظام، كان موقفهم رافضا بصورة قاطعة، للعدوان الثلاثى، وهو ما يظهر توافقا مبدئيا على خطورة التهديدات الغربية للمنطقة العربية. وإن ما كانت تحذر منه الحكومة وأجهزتها طوال السنوات الماضية من خطورة التهديد الخارجى لمصر والمنطقة، لم يكن كله محض اختراع، وأن له أساسا من الواقع.

السؤال هو: إلى متى تستطيع الحكومة المصرية السباحة وسط أمواج متلاطمة تمتلئ بالحيتان المفترسة فى بحر المنطقة الهائج، ومتى يظهر دورها المبدئى مطابقا لموقفها المعلن؟!.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قلب مصر مع سوريا وجزء من عقلها مع الواقع المر قلب مصر مع سوريا وجزء من عقلها مع الواقع المر



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الأميرة رجوة بإطلالة ساحرة في احتفالات اليوبيل الفضي لتولي الملك عبدالله الحكم

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:11 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

مدافع الأهلي ياسر إبراهيم يحتفل ببطولاته مع الفريق المصري

GMT 23:17 2020 الإثنين ,07 أيلول / سبتمبر

مؤشرا البحرين العام والإسلامي يقفلان على ارتفاع

GMT 01:16 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

مجد القاسم يطرح أحدث أغنياته الجديدة "أنا نادم" ‏

GMT 06:08 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

شريف إكرامي يرد على مدحت العدل

GMT 01:32 2020 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

فايلر طلب من مسؤلي الأهلي تأجيل قمة الدوري المصري

GMT 00:35 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

شيرين رضا أناقة ما بعد الخمسين بأسلوب بنات العشرين

GMT 20:29 2019 الجمعة ,05 تموز / يوليو

ننشر الأسعار الجديدة لتذاكر النقل العام

GMT 23:41 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مؤشر سوق مسقط يغلق منخفضًا الثلاثاء

GMT 09:52 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

إلينا سانكو تفوز بلقب "ملكة جمال روسيا" لعام 2019
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon