توقيت القاهرة المحلي 00:11:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا لا ننجح فى بقية القضايا؟!

  مصر اليوم -

لماذا لا ننجح فى بقية القضايا

بقلم: عماد الدين حسين

سؤال: إذا كنا قد نجحنا وأبهرنا العالم فى تعويم السفينة البنمية الجانحة «إيفر جرين» فى قناة السويس، ثم أبهرنا العالم أكثر بحفل نقل المومياوات الملكية من المتحف المصرى بالتحرير، إلى متحف الحضارة بالفسطاط، فلماذا لا يكون ذلك هو النموذج المطبق فى التعامل مع جميع قضايانا ومشاكلنا المعلقة منذ عشرات السنين؟
فى أقل من أسبوع قدمت مصر للعالم أجمع صورة بهية وباهرة ومتحضرة ومتعلمة وراقية.
فى قناة السويس تمكنت الأيادى المصرية الخالصة من حل أزمة السفينة البنمية الجانحة، التى سدت مجرى القناة وعطلت جزءا كبيرا من التجارة العالمية وجعلت العالم يضرب أخماسا فى أسداس.
كثيرون راهنوا على فشل مصر فى حل المشكلة، والبعض عرض المساعدة بإخلاص، والبعض الآخر «تمنظر علينا» حينما قال: «نملك أفضل المعدات التى لا تملكها دولة أخرى»!!.
المصريون تعاملوا مع المشكلة بعلم وخبرة وتم التخطيط جيدا، فكانت النهاية السعيدة.
فى موكب المومياوات الملكية انبهر العالم أجمع بما شاهده. نجحنا لأن كل عناصر الحفل كانت مكتملة من أول تصميم عربات نقل المومياوات، وصولا إلى الأوركسترا المتألقة لنادر عباس وفريقه. كل شىء جرى التخطيط له بدقة ونظام وعلم فجاءت النتيجة بهذا الشكل المتميز.
وزارة الآثار والسياحة تعاملت مع الأمر بأفضل صورة ممكنة، والدولة والحكومة وجميع الأجهزة والمؤسسات لم تبخل بأى دعم. وبالتالى رأينا هذا النجاح الاستثنائى.
نعود لما بدأنا به. لماذا لا نتعامل مع مشاكلنا الكبرى بنفس المنطق الذى تعاملنا به مع تعويم «إيفر جرين» أو نقل المومياوات؟ لماذا تستمر بعض المشكلات العالقة لعشرات السنوات؟
العقل يتوقف عن التفكير أحيانا، حينما يرى الهمة المصرية العظيمة، التى تألقت فى القناة وموكب المومياوات، فى حين تعجز عن تنظيم التوك توك فى شوارع البلاد وحواريها؟!
اقتراحى هو أن نحدد بعض المشكلات المستمرة معنا منذ سنوات طويلة، ونبدأ فى التعامل معها بنفس الطريقة التى تعاملنا بها مع السفينة العالقة ونقل المومياوات.
قد يعترض البعض، ويقول إن المقارنة لا تجوز وإن كل مشكلة لها طبيعة مختلفة، وتفرعات اجتماعية واقتصادية وسياسية.
وهذا كلام صحيح، ولكن ما أقصده هو أن ندرس هذه المشكلات بهدوء ونضع حلولا عملية لها، حتى نقضى عليها، طالما أننا نجحنا فى القناة ومتحف الحضارات.
النقطة المحورية فى هذا الأمر هو العلم والتخطيط وإسناد الأمر لأهله من الخبراء والمتخصصين، وليس للموظفين والفهلوية.
على سبيل المثال فإن نجاح عملية نقل المومياوات هى أفضل إعلان تم عن السياحة المصرية منذ عشرات السنين. لم نصرف مليما واحدا فى الخارج عن السياحة، ولم نستأجر أكبر الوكالات الإعلانية والترويجية العالمية، ولكن نفذنا عملية النقل ببراعة فانبهر العالم واندهش، وأعاد اكتشاف الوجه المشرف لمصر وحضارتها ورقيها.
نفس الأمر فإن نجاح المصريين فى حل مشكلة السفينة الجانحة هو أفضل دعاية للعامل والمهندس والمرشد المصرى، وشهادة جديدة بأنه متميز وقادر على حل أى مشكلة حينما يقرر ذلك، هذا النجاح يعالج الصورة المشوهة عن العمالة المصرية فى العديد من دول المنطقة.
إذا الوصفة بسيطة، أن يعمل كل شخص فى تخصصه، وأن يدرس ويخطط بطريقة علمية، وأن يتلقى التدريب والتأهيل المستمر فى مجاله. وألا نسمح لأهل الثقة بالوجود فى مقدمة الصفوف، إلا إذا كانوا فاهمين ومؤهلين.
النجاح فى القناة وموكب نقل المومياوات الملكية يعطينا الأمل والثقة أننا نستطيع التعامل مع بقية مشاكلنا المعقدة والعويصة والمتلتلة، بكفاءة ونجاح، إذا طبقنا نفس المنهج وهو العلم والتخطيط ووضع الرجل المناسب فى المكان المناسب.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا لا ننجح فى بقية القضايا لماذا لا ننجح فى بقية القضايا



GMT 04:56 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران

GMT 04:15 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الغضب الساطع آتٍ..

GMT 04:13 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

جبر الخواطر.. وطحنها!

GMT 04:11 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

عامٌ يبدو أنه لن يكون الأخير

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

خسائر خام برنت تتفاقم إلى 24% في هذه اللحظات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon