توقيت القاهرة المحلي 02:51:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الواقع والخيال فى البيان الختامى للقمة

  مصر اليوم -

الواقع والخيال فى البيان الختامى للقمة

بقلم : عماد الدين حسين

 أحلم بأن تصبح البيانات الختامية للقمم العربية واللقاءات الثنائية بين القادة العرب، مطابقة للواقع، أو حتى قريبة منه، وليست منفصلة عنه تماما.

مبعث هذا الحلم هو البيان الختامى الذى صدر فى ختام القمة العربية العادية رقم ٢٩، والتى انعقدت ليوم واحد فى مدينة الظهران بالمملكة العربية السعودية، يوم الأحد الماضى.

فى الفقرة الأولى الاستهلالية من البيان جاءت العبارات والكلمات الآتية: «نحن القادة المجتمعون نؤكد على أهمية تعزيز العمل العربى المشترك، المبنى على منهجية واضحة وأسس متينة، تحمى أمتنا من الأخطار المحدقة بها، وتصون الأمن والاستقرار، وتؤمن مستقبلا مشرقا واعدا يحمل الأمل والرخاء للأجيال القادمة، وتسهم فى إعادة الأمل لشعوبنا. وقد أدركت الأمة ما يحاك ضدها من مخططات تهدف إلى التدخل فى شئونها الداخلية، وزعزعة أمنها والتحكم فى مصيرها، الأمر الذى يجعلنا أكثر توحدا وعزما على بناء غد أفضل».

انتهى الاقتباس، وللأسف الشديد فإن المقدمة بعيدة تماما عن الواقع، فالقادة المجتمعون مختلفون على أسس وثوابت جوهرية. والعمل العربى المشترك، لا وجود له على أرض الواقع فعليا الا ما ندر.

تتحدث المقدمة عن المؤامرات الأجنبية وهى موجودة فعلا، لكن سببها الرئيسى أن بعض الحكومات العربية المشاركة فى القمة، هى التى سهلت إنجاح هذه المؤامرات، بل إن ضرب سوريا مثلا يتم من قواعد موجودة فى قطر على سبيل المثال.

ومن المقدمة إلى البنود فإن القرارات السبعة الأولى، تتحدث بصورة عظيمة عن القضية الفلسطينية، وتؤكد على أنها قضية العرب الأولى والمركزية، وان القدس عاصمتها الأبدية، وترفض القمة قرار دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس. هذا كلام طيب جدا، لكن على أرض الواقع، فهو مجرد كلام إنشائى لم يعد يجدى نفعا، على أرض الواقع صارت إسرائيل صديقا حقيقيا للعديد من البلدان العربية، وتراجعت القضية الفلسطينية لتصبح مجرد «مكلمة» للأسف.

كنت اتمني الا نطلق علي الدورة اسم "القدس" ،علي ان تكون هناك اجراءات عملية لدعم الفلسطينين من جميع الدول القادرة، علي غرار ما حدث بالفعل في تخصيص السعودية لاموال للاوقاف الاسلامية في القدس و ومنظمة "اونروا".
فى البند ١١ رفض للتدخل فى الشئون الداخلية العربية ورفض لإثارة النعرات الطائفية والصراعات المدهبية. والواقع يقول إن إيران تفعل ذلك فعلا، لكن هناك أكثر من دولة عربية صارت غارقة فى تأجيج الصراع المذهبى. وبالتالى فالمشكلة موجودة داخلنا أيضا، وعلينا ان نحارب ذلك قولا وفعلا، خصوصا فى بعض بلدان الخليج وسوريا والعراق ولبنان واليمن، حيث تقدم الصراع المذهبى على العديد من القضايا المهة مثل التهديدات الإسرائيلية والتنمية والعدالة والحريات.

فى البند ١٣ تأكيد على الحفاظ على وحدة سوريا وحماية استقلالها وسيادتها، وضرورة انهاء وجود الجماعات الإرهابية فيها، ومن سوء الحظ أن بعض الدول العربية تورطت فعليا فى دعم الإرهابيين فى سوريا، منذ عام 2011. بعضها صحح موقفها وبعضها مايزال يصر عليه!!

فى البند ١٧ تشديد على أهمية دعم المؤسسات الشرعية الليبية، لكن هناك دول عربية تدعم المنظمات الإرهابية فى ليبيا، إضافة لبعض دول الجوار الإقليمية مثل تركيا.

بالطبع هناك بنود جيدة ومنطقية فى البيان الختامى الذى اشتمل على ٢٩ بندا أو قرارا أو توصية، لكن ما أقصده هو ضرورة أن نتعامل مع الواقع وأن نفكر بصورة عملية فى ضرورة أن يقتصر أى بيان ختامى قادم للقمة العربية، أو أى لقاءات عربية ثنائية أو جماعية، على كلمات قليلة معبرة ودالة وتحترم عقول المواطنين العرب.
ما هو الداعى لاستخدام تعبيرات فضفاضة يعرف الجميع، أنها غير واقعية؟ ولماذا يعتقد من يكتبون هذه العبارات المطاطة أن المواطنين يصدقونها؟!

لماذا لا يكون البيان مركزا على نقاط الاتفاق الحقيقية؟!

نعرف أننا نحتاج إلى وقت لكى تكون البيانات حقيقية وتعبر عن نقاط الاتفاق والخلاف الفعلية، لكن وإلى أن نصل إلى هذا اليوم، فعلى الأقل علينا ألا نضحك على المواطنين العرب ونخدعهم، ويخرج بعض العرب ليتحدث مثلا عن التضامن مع سوريا فى تحرير الجولان المحتل من إسرائيل، فى حين أنه يؤيد

نقلا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الواقع والخيال فى البيان الختامى للقمة الواقع والخيال فى البيان الختامى للقمة



GMT 02:45 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

القصور تكتظ بهنَّ

GMT 02:41 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

طمأنينة الحج وفسوق السياسة

GMT 02:37 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

أحلام كسرى وفلتات الوعي

GMT 02:33 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

مأساة السودان وثقافة إنكار النزاع الأهلي

الأميرة رجوة بإطلالة ساحرة في احتفالات اليوبيل الفضي لتولي الملك عبدالله الحكم

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:11 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

مدافع الأهلي ياسر إبراهيم يحتفل ببطولاته مع الفريق المصري

GMT 23:17 2020 الإثنين ,07 أيلول / سبتمبر

مؤشرا البحرين العام والإسلامي يقفلان على ارتفاع

GMT 01:16 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

مجد القاسم يطرح أحدث أغنياته الجديدة "أنا نادم" ‏

GMT 06:08 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

شريف إكرامي يرد على مدحت العدل

GMT 01:32 2020 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

فايلر طلب من مسؤلي الأهلي تأجيل قمة الدوري المصري

GMT 00:35 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

شيرين رضا أناقة ما بعد الخمسين بأسلوب بنات العشرين

GMT 20:29 2019 الجمعة ,05 تموز / يوليو

ننشر الأسعار الجديدة لتذاكر النقل العام

GMT 23:41 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مؤشر سوق مسقط يغلق منخفضًا الثلاثاء

GMT 09:52 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

إلينا سانكو تفوز بلقب "ملكة جمال روسيا" لعام 2019
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon