توقيت القاهرة المحلي 10:18:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طوابير الخارج.. وانتخابات الداخل

  مصر اليوم -

طوابير الخارج وانتخابات الداخل

بقلم : عماد الدين حسين

  بكل المقاييس فإن كثيرين من المراقبين والمتابعين لم يتوقعوا وجود طوابير طويلة نسبيا أمام 139 لجنة انتخابية في 124 دولة موزعين علي 123 سفارة و16 قنصلية مصرية ،فى أول يوم من بدء انتخابات رئاسة الجمهورية فى الخارج التى بدأت أمس الأول الجمعة وتنتهى اليوم الأحد.

طبعا، كل كلامنا فى هذا الصدد سيكون تقديريا، فى انتظار معرفة نسبة المشاركة النهائية فى المرحلة الأولى من الانتخابات، والتى هى أغلب الظن ستكون المرحلة النهائية، ويصعب تماما تخيل وجود إعادة بين المرشحين عبدالفتاح السيسى وموسى مصطفى موسى.

غالبية التقديرات والتوقعات التى سبقت الانتخابات كانت تتشكك فى وجود نسبة مشاركة كبيرة فى الانتخابات. الأسباب التى استند اليها هؤلاء مختلفة، لكن أهمها العامل النفسى المتمثل فى إيمان غالبية المصريين بأن فوز السيسى أمر محسوم، وبالتالى فإن ذهابهم أو عدم ذهابهم لن يفرق كثيرا.

هذا العامل كان هو الأسوأ على الإطلاق ضد نسبة المشاركة، لأن المتضرر الحقيقى منه هو الرئيس السيسى، باعتبار أن ما يشغله ليس هو الفوز المضمون، بل نسبة المشاركة.

ونعلم جميعا أن كل المعارضين باختلاف توجهاتهم يحلمون بتدنى نسبة المشاركة، كى يشككوا فى شرعية الانتخابات نفسها، بل إن بعضهم افترض جدلا ان أى نسبة مشاركة مرتفعة ستعنى وجود تزوير فى الانتخابات!!.
مرة أخرى سوف ننتظر نسب المشاركة النهائية، لكن مشهد الطوابير لا يمكن تجاوزه، لأنه يعطى دلالة معنوية مهمة، وهى أن كثيرين قرروا النزول والمشاركة خلافا لكل التوقعات السابقة.

رأينا مشاهد يصعب وصفها بأنها جاءت نتيجة إجبار، خصوصا لمصريين بسطاء وقفوا فى الطوابير أو صعايدة قرروا ممارسة «لعبة التحطيب» أمام إحدى اللجان فى دولة خليجية. رأينا شابا مقعدا يقطع مئات الاميال فى أستراليا ليشارك فى التصويت فى سيدنى، ومسن تجاوز عمره 75 عاما يقف امام السفارة فى برلين ليدلى بصوته، وشابة عمرها عشرون عاما، تجلس على كرسى متحرك وتدلى بصوتها فى سفارتنا فى أوتاوا الكندية.

السؤال كيف يمكن تفسير هذه الكثافة المبدئية أمام اللجان فى الخارج؟!

فيما يتعلق بالمصريين بالخارج فربما يكون شاغلهم الأول هو ضرورة أن تستمر بلدهم مستقرة. هم يشاهدون كل يوم فى البلدان التى يعملون بها، مشاهد اشقائهم العرب اللاجئين خصوصا من من سوريا والعراق واليمن وليبيا، نتيجة الحروب والصراعات الأهلية والطائفية، الأمر الذى أدى إلى تشتتهم، وتفرقهم. قد يستهين عدد كبير منا بهذا العامل، بل ويسخر منه، لكن من يعيش فى الخارج يشغله هذا الأمر تماما، بغض النظر عمن هو الرئيس. هم يريدون بلدا مستقرا يستطيعون العودة إليه فى أى وقت يقررون، إضافة أن أهاليهم وأقاربهم موجودون فى مصر، وبالتالى يهمهم ان يعيشوا فى بلد آمن ومستقر.

العامل الثانى هو الدور الذى لعبته الحكومة، ممثلة فى وزارتى الخارحية، والهجرة وشئون المصريين فى الخارج، فى إقناع الناخبين بالتصويت، يبدو أنها ساهمت فى زيادة الإقبال على التصويت، خصوصا في دول الخليج :وبالاخص في الكويت والسعودية والامارات.

كثيرون منا لا يدركون أن بعض المصريين فى الخارج يقطعون مئات الأميال للوصول إلى السفارة أو القنصلية المصرية من أجل الإدلاء بأصواتهم. بعضهم يفعل ذلك تأييدا لمرشح من المرشحين، والبعض الآخر من أجل المشاركة والإحساس أن له صوتا ورأيا فى تقرير مستقبل بلده. البعض الثالث وفاء للجهد والنضال الذى تم بذله طوال سنوات حتى تم إقرار حق المصريين بالخارج فى الإدلاء بأصواتهم وهو من المكاسب المهتمة التى تحققت بعد ثورتى ٢٥ يناير ٢٠١١ و30 يونية 2013.

السؤال المنطقى هو: إلى أى مدى سوف تتكرر هذه الطوابير، التى رأيناها فى السفارات والقنصليات، حينما تبدأ الانتخابات داخل مصر أيام ٢٦ و٢٧ و٢٨ مارس الجارى؟!.

هذا هو السؤال الجوهرى.. وإلى أن نأتى لهذا اليوم وجب توجيه التحية لكل مصرى قرر المشاركة فى الانتخابات، بغض النظر هل أعطى صوته لهذا المرشح أو ذاك أو حتى أبطل صوته.

نفلاً الشروق القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طوابير الخارج وانتخابات الداخل طوابير الخارج وانتخابات الداخل



GMT 05:08 2024 السبت ,18 أيار / مايو

مورد محدود

GMT 05:02 2024 السبت ,18 أيار / مايو

نهاية مصارعة الثيران

GMT 04:57 2024 السبت ,18 أيار / مايو

التكلفة الباهظة للفقر

GMT 04:52 2024 السبت ,18 أيار / مايو

«كايسيد»... الحوار والسلام في عالم متغير

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 21:38 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

سمير صبري يُطمئن الجمهور بعد تعرضه لحادث

GMT 16:11 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

آيس كريم الفانيلا

GMT 09:05 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على طقس الثلاثاء في مدن ومحافظات مصر

GMT 16:42 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

اليونايتد يرفض طلب مانشيتر سيتي قبل الديربي

GMT 03:55 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

خنازير البحر أبرز الأنواع المعرّضة إلى خطر الانقراض

GMT 22:56 2013 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

رجل مقنّع يثير الرعب بين نساء مدينة بريطانية

GMT 16:29 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

بعثة المنتخب تصل القاهرة بعد أداء مناسك العمرة الأربعاء

GMT 22:00 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ندوة "لا تغضب" عن الإعجاز العلمي في صيدلة الفيوم

GMT 04:18 2017 الخميس ,26 كانون الثاني / يناير

المصمم اللبناني إيلي صعب يطرح مجموعته لربيع وصيف 2017
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon