توقيت القاهرة المحلي 00:00:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الشيطان الذى خرج من التفاصيل

  مصر اليوم -

الشيطان الذى خرج من التفاصيل

بقلم : عماد الدين حسين

  الخاسر الأكبر من التفجير الذى استهدف موكب رئيس الوزراء الفلسطينى رامى الحمدلله ومدير المخابرات ماجد فرج فى قطاع غزة صباح يوم الأربعاء الماضى هو الشعب الفلسطينى المغلوب على أمره.

فى ١٢ أكتوبر الماضى وقعت حركتا «فتح» و«حماس» اتفاق المصالحة فى القاهرة برعاية مصرية، لتمكين الحكومة الفلسطينية من العمل على جميع التراب الفلسطينى فى موعد أقصاه الأول من ديسمبر الماضى.

بعد توقيع الاتفاق فرحنا من كل قلوبنا على أمل أن يقود للمصالحة والوحدة الوطنية، لكن للأسف شاهدنا ما يشبه المؤامرة على المصالحة، ومن أطراف كثيرة داخل وخارج فلسطين.

فى يوم الخميس ٥ أكتوبر كتبت فى هذا المكان مقالا بعنوان: «شكرا لكل من ساهم فى المصالحة الفلسطينية»،وخصصت فقرات كثيرة منه للتحذير من انتكاسة الاتفاق، وهو ما حدث للاسف أو فى طريقه للحدوث ونتمنى بالطبع ألا تحدث.
يومها كتبت ما يلى:

«آمنت بالله.. صحيح لا يوجد مستحيل فى السياسة!. من كان يصدق أن تعود السلطة الفلسطينية لقطاع غزة، وتتصالح مع حركة حماس»؟!!

ومن كان يصدق أن يتم رفع صور الرئيس عبدالفتاح السيسى فى شوارع غزة، بعد أن كانت ترفع صورمرسى وقادة الجماعة وأحيانا أعلام داعش السوداء؟!

ومن كان يصدق أن يتنافس قادة حماس فى مدح حكومة مصر ورئيسها؟!

تستحق مصر وحكومتها ورئيسها، كل الشكر والتقدير، على هذه النتيجة التى رأيناها متجسدة فى قطاع غزة. وما حدث هو أول ترجمة عملية للمصالحة الفلسطينية.

ورغم ذلك علينا ألا نعتقد أن المشكلة تم حلها، وأن الأمور عادت إلى ما قبل انقلاب حماس فى القطاع فى 14 يونيه 2007.
لا نقول ذلك من باب التشاؤم أو اليأس بل لنكون على بينة من الأمر، ونكمل الجهد بالطريقة الصحيحة، وبالتالى لا نتفاجأ بأن شخصا، أو جهة، أو دولة ما «ألقت كرسى فى الكلوب»، وأجهضت كل هذا الانجاز، فنعود إلى ما كنا عليه، وربما بصورة أسوأ.

سيجتمع الفلسطينيون (أى السلطة وحماس) فى القاهرة الأسبوع المقبل لبحث كل الملفات وكيفية حلها. ستكون هناك آلاف، وربما ملايين الشياطين كامنة فى دهاليز التفصيلات المختلفة، التى خلفها انقسام دام عشر سنوات، لم تستفد منه إلا إسرائيل وأعوانها.

محمود عباس يقول إنه لن يقبل إلا بـ«دولة واحدة بسلاح واحد ونظام واحد وقانون واحد»، والعقدة الأساسية هى «سلاح المقاومة».. هل يظل مع حماس وذراعها العسكرية «كتائب القسام» أم تحت سيطرة السلطة؟!.

إسماعيل هنية من جهته يقول: السلاح نوعان، الأول سلاح الشرطة وأجهزة الأمن وسيكون فى يد الحكومة، أما سلاح المقاومة فسيظل معها؟

السؤال: كيف يمكن الوصول لحل عبقرى يحفظ للسلطة هيبتها، وفى نفس الوقت لا يحقق رغبة إسرائيل بتجريد المقاومة من سلاحها؟.هذا هو التحدى الذى نتمنى أن يتغلب عليه الوسيط المصرى.

إسرائيل حيرت كثيرين بأنها لم تعارض المصالحة، لكن ذلك لا يبدو صحيحا، فرئيس وزرائها نتنياهو وضع وقتها شروطا تعجيزية وهى أنه «يرفض أى مصالحة فلسطينية من دون الاعتراف بإسرائيل وحل كتائب القسام وقطع العلاقات مع إيران والاعتراف بيهودية الدولة»!!!.

لكن تقريرا مهما فى صحيفة هاآرتس فك اللغز وهو أن إسرائيل قررت ألا تبدو فى صورة الشيطان الذى يحاول إفساد الطبخة بصورة فجة، مراهنا على أن الفلسطينيين سيختلفون إن آجلا أو عاجلا على ملفى الأمن والسلاح، وبالتالى سيبدو الأمر أمام العالم بأن إسرائيل بريئة من إفساد عملية السلام!!

مرة أخرى الموضوع صعب ومعقد ويحتاج إلى «صبر أيوب» وأن يفكر الفلسطينيون بطريقة عملية ووطنية، وألا يعطوا الفرصة للصهاينة للحصول على انتصارات مجانية.

هذا ما كتبته يوم 4 ديسمبر الماضى، وللأسف فقد «خرج الشيطان من التفاصيل» ورأيناه كامنا فى الاختلافات بين فيت وحماس، ثم انطلق وخرج علنا، وأطلق الرصاص على موكب الحمدلله صباح أمس الأول فى غزة ليصيب بعض مرافقيه، وبعدها تبادلت فتح وحماس الاتهامات بشأن من هو المسئول.

أكاد أتخيل المسئولين فى الإسرائيليين وهم يتبادلون الانخاب مع حلفائهم فى المنطقة، والعالم بنجاح «صبيانهم» فى إفساد المصالحة، على أكمل وجه، وبصورة مجانية اللهم إلا من ثمن عبوة ناسفة قد لا يزيد عن بضع دولارات!!!.

نقلًا عن الشروق القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشيطان الذى خرج من التفاصيل الشيطان الذى خرج من التفاصيل



GMT 00:00 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ…

GMT 23:58 2024 السبت ,15 حزيران / يونيو

صلاح الدين بين الحقيقة والخيال

GMT 23:57 2024 السبت ,15 حزيران / يونيو

المسكوت عنه؟

GMT 22:38 2024 السبت ,15 حزيران / يونيو

هل سينتهي السرطان؟

GMT 22:35 2024 السبت ,15 حزيران / يونيو

المذبح والمجمع والعيد

الأميرة رجوة بإطلالة ساحرة في احتفالات اليوبيل الفضي لتولي الملك عبدالله الحكم

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:11 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

مدافع الأهلي ياسر إبراهيم يحتفل ببطولاته مع الفريق المصري

GMT 23:17 2020 الإثنين ,07 أيلول / سبتمبر

مؤشرا البحرين العام والإسلامي يقفلان على ارتفاع

GMT 01:16 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

مجد القاسم يطرح أحدث أغنياته الجديدة "أنا نادم" ‏

GMT 06:08 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

شريف إكرامي يرد على مدحت العدل

GMT 01:32 2020 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

فايلر طلب من مسؤلي الأهلي تأجيل قمة الدوري المصري

GMT 00:35 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

شيرين رضا أناقة ما بعد الخمسين بأسلوب بنات العشرين

GMT 20:29 2019 الجمعة ,05 تموز / يوليو

ننشر الأسعار الجديدة لتذاكر النقل العام

GMT 23:41 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مؤشر سوق مسقط يغلق منخفضًا الثلاثاء

GMT 09:52 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

إلينا سانكو تفوز بلقب "ملكة جمال روسيا" لعام 2019
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon