توقيت القاهرة المحلي 08:41:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

محمد بن سلمان.. ومحمد صلاح.. والديمقراطية

  مصر اليوم -

محمد بن سلمان ومحمد صلاح والديمقراطية

بقلم : عماد الدين حسين

   فى ختام اللقاء مع الأمير محمد بن سلمان ولى العهد.. نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع السعودى مساء الإثنين الماضى، وبعد أن صافح جميع رؤساء تحرير الصحف وكبار الكتاب المصريين، سألته مازحا: «ما مدى صحة المعلومات التى تقول إنك طلبت من الحكومة المصرية، استدعاء نجم ليفربول محمد صلاح إلى الخدمة العسكرية، حتى لا يتمكن من المشاركة فى المواجهة المصرية السعودية، فى الدور الأول من مباريات كأس العالم المقرر إقامتها فى روسيا يونيو المقبل؟!!!.

ولى العهد ضحك طويلا وبصوت عال، ورد بقوله: لا، لم يحدث ذلك، لكن من حسن الحظ أن مباراة الفريقين ستقام فى نهاية مباريات المجموعة، وبالتالى نأمل أن يتأهل الفريقان معا، ثم أردف بتعليق مازح أيضا، لا يمكننى كتابته هنا!.

كانت بجوارى فى هذه اللحظة الأستاذة أمينة النقاش التى سألته عقب نهاية اللقاء الرسمى عن: لماذا لم يتم تعيين سيدة سعودية فى منصب الوزيرة حتى الآن، فى إطار عملية الإصلاحات الاجتماعية الجارية؟

الرجل أجاب بقوله إن العجلة دارت بالفعل وتم تعيين نائبة للوزير قبل فترة قصيرة، وإن عملية الإصلاحات جادة ولا رجعة فيها.

تلك هى المرة الأولى التى أرى فيها محمد بن سلمان وجها لوجه.. قرأت عنه كثيرا. مقالات تضعه فى مصاف الأنبياء، وأخرى تراه جاء ليهدم ويدمر المملكة والمنطقة معا.

ومنذ زمن طويل أدرب نفسى على عدم الوقوع فى مصيدة الحب الشديد أو الكره الشديد خصوصا مع المصادر، وبالأخص مع الرؤساء والملوك وكبار المسئولين، بل محاولة النظر بموضوعية للأمور بقدر المستطاع.

الرجل كان مستمعا جيدا لكل الأسئلة، بما فيها «أسئلة المطولات» وكان ودودا مع الجميع، خصوصا الذين يعرفهم من ظهورهم التليفزيونى.

أحد الزملاء الذين حضروا اللقاء قال لى ونحن خارجون فى طريقنا إلى الأوبرا ــ لحضور مسرحية «سلم نفسك» بحضور رئيس الجمهورية وضيفه ــ إن ولى العهد السعودى لا يؤمن بالديمقراطية، وبالتالى، فإن كل الإصلاحات التى ينفذها مهددة بالانهيار. قلت له الرجل لم يزعم أنه ديمقراطى أو ليبرالى، بل كان شديد الوضوح فى استبعاد إمكانية أى نمط ديمقراطى على الطريقة الغربية، بل يرى «الملكية القبلية» وسيلة تحقق ما تحققه الديمقراطية الغربية.

شخصيا لم أقتنع كثيرا بما قاله ولى العهد السعودى ردا على سؤال الصديق ضياء رشوان رئيس هيئة الاستعلامات، بشأن الإصلاحات السياسية الغائبة تماما مقابل تسارع الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية بل والدينية. لكن فى المقابل لست حالما كى أتصور إمكانية وجود أحزاب سياسية غدا أو بعد غد فى السعودية. المهم أن تكون هناك بداية تسمح بوجود أصوات مختلفة فى هذا المجتمع، خصوصا أن الأوضاع تغيرت ومئات الآلاف من الشباب السعودى الذين حصلوا على درجات علمية مرموقة من الخارج وعادوا إلى بلادهم، ويحتكون كل يوم بوسائل التواصل الاجتماعى لا يمكن أن يتقبلوا هذا النمط حتى النهاية. لا يهمنى أن نطلق على هذه البداية ديمقراطية أو تعددية أو شورى، المهم أن تكون هناك طريقة ما تسمح بوجود أكبر قدر من التوافق الوطنى كما هو موجود مثلا فى الصين، التى تطبق رأسمالية اقتصادية، وحزب سياسى واحد هو الحزب الشيوعى، لكن فى المقابل هناك تعددية حقيقية داخل الحزب والمجتمع.

لا أعرف نوايا ولى العهد السعودى بشأن المستقبل، وهل هو يريد الإصلاح الشامل فعلا، أم يريد إحكام قبضته على الأمور بصورة منفردة، لكن وبتفكير منطقى منفعى، أرى أنه سيقدم خدمة كبيرة لبلاده ولمصر وللعالم العربى والإسلامى، حينما يحارب التطرف والمتطرفين، ويقضى على البيئة التى مهدت لنشأة ونمو غالبية الأفكار المتطرفة فى المنطقة العربية والعالم الإسلامى.

  نقلًا عن الشروق القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمد بن سلمان ومحمد صلاح والديمقراطية محمد بن سلمان ومحمد صلاح والديمقراطية



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt