توقيت القاهرة المحلي 01:59:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -
عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية
أخبار عاجلة

اغتيال كيندى ورسائل عبد الناصر

  مصر اليوم -

اغتيال كيندى ورسائل عبد الناصر

بقلم : محمد سلماوي

 من بين الكتب التى عدت بها من زيارتى الأخيرة لباريس فى الشهر الماضى رواية مثيرة صدرت حديثا بعنوان «إنهم سيقتلون روبرت كيندى» Ils vont tuer Robert Kennedy لكاتب متخصص فى التنقيب فى الأحداث التاريخية والخروج بنتائج جديدة موثقة بدقة، هو Marc Dugain، وقد انتهيت من قراءة الرواية مع اقتراب الذكرى المئوية لميلاد جمال عبد الناصر، فكان الربط الذى لم أكن أتوقعه وربما لم يدركه الروائى الفرنسى، بين الزعيم العربى الراحل والنتائج التى توصل إليها فى روايته.

تقوم الرواية على فكرة أن مقتل روبرت كيندى عام 1968 كان استكمالا لمقتل شقيقه الأكبر جون كيندى الذى أغتيل قبله بخمس سنوات، وأن الحادثتين اللتين تمتا تنفيذا لمخطط محكم، لم تكشف حقائقهما ولا عرف الفاعل الحقيقى لأى منهما، فلا لى هارفى أوزوالد هو الذى قتل جون كيندى، ولا سرحان بشارة سرحان هو الذى قتل روبرت كيندى، ودليل دوجان على ذلك هو أن الرئيس الأمريكى قتل برصاصة جاءته من الأمام أثناء تحيته للجماهير فى سيارة مكشوفة بمدينة دالاس، بينما كان لى هارفى أوزوالد وقت وقوع الحادث خلف موكب الرئيس، والعكس بالضبط هو ما حدث فى حالة شقيقه الأصغر روبرت كيندى الذى قتل فى لاس فيجاس برصاصة استقرت فى عنقه من الخلف، بينما المعروف أن سرحان بشارة سرحان الفلسطينى الأصل المتهم باغتياله واجهه من الأمام، وفى الحالتين تم بعد ذلك الإجهاز على المتهمين تفاديا لأية تحقيقات مع أى منهما، وكان الهدف فى الحالتين هو القضاء على الاتجاه السياسى الذى كان يمثله الرئيس جون كيندى وحمل لواءه من بعده شقيقه الأصغر روبرت، الذى كان وقت اغتياله قاب قوسين من الوصول لمقعد الرئاسة. كان الرئيس كيندى يمثل اتجاها جديدا فى السياسة الأمريكية فى مواجهة الاتجاه الانعزالى المحافظ الذى يمثله الحزب الجمهورى، بل كان اتجاهه أكثر تقدما وانفتاحا عن مواقف حزبه الديمقراطى ذاته، وربما كانت واقعة الصواريخ الشهيرة الخاصة بالمواجهة النووية مع الاتحاد السوفيتى فى كوبا هى خير مثال على حكمة الرئيس كيندى واستعداده للتفاهم مع الاتحاد السوفيتى، وهو العدو التقليدى لليمين الأمريكى المتطرف، ويشرح دوجان فى الرواية كيف استفاد معسكر حرب فيتنام استفادة كبيرة من تغييب كيندى الذى كان يسعى لإنهاء الحرب بعكس موقف جماعات الضغط السياسى الأمريكية المرتبطة بصناعة السلاح.

وقد اطلعت أخيرا على نص المراسلات المهمة التى جرت لأول مرة بشكل متصل بين جون كيندى والرئيس جمال عبد الناصر بمبادرة من كينيدى نفسه، فوجدت فيها رغبة واضحة من الرئيس الأمريكى للتقارب مع الجانب العربى، ومحاولة صادقة لتفهم وجهة نظره فى الصراع العربى الإسرائيلى، والتى لفت عبد الناصر نظر الرئيس الأمريكى غير مرة خلالها، الى أن القضية الفلسطينية هى منشأ هذا الصراع، مؤكدا على حقائقها الأساسية التى طالما تجاهلتها السياسة الخارجية الأمريكية لاعتبارات انتخابية داخلية لم يتحرج عبد الناصر من ذكرها لكيندى.

وكان الأستاذ محمد حسنين هيكل هو أول من أشار لهذه المراسلات ونشر بالفعل فى أحد مقالاته رسالتين أو ثلاثامنها، لكنى اكتشفت أن عدد الرسائل المتبادلة بين عبد الناصر وكيندى يزيد على عشر رسائل، بالإضافة لرسائل أخرى كان كيندى يطلب فيها رأى الرئيس المصرى فى بعض قضايا العالم الثالث الأخرى ومنها قضايا التحرر والاستقلال وخاصة قضية الكونغو.

وفى عام 1963 الذى قتل فيه كيندى كانت درجة التفاهم بين الرئيسين قد وصلت الى حد يكاد يكون غير مسبوق فى تاريخ العلاقة بين البلدين، وفى خطاب بتاريخ 16 أغسطس من ذلك العام كتب كيندى لعبد الناصر:

وحيث إن العلاقات بين بلدينا قامت على أساس من التعاون المثمر والتفاهم المتبادل، فإننى أعتقد أننا قد وصلنا إلى توافق على أن المشكلات التى تنشأ بيننا يمكن دائما مناقشتها بالكامل وبصراحة، وبهدوء وثقة. وأنا أتفق معكم على أن أسباب الخلافات ستبقى دائما بيننا بسبب ظروف كل منا أو تحت ضغط من القوى الأخرى، ولكن التفاهم المتبادل سوف يبقى تلك الخلافات ضمن حدود لا ينبغى تجاوزها.

ومن هذا المنطلق وفى إطار هذا التفاهم، سيدى الرئيس، طلبت من السفير بادو أن يناقش معكم بعض المسائل ذات الأهمية بالنسبة لكلينا على حد سواء. وأنا واثق أنكم، ومن خلال تأملاتكم، سوف تجدون أن هذه المسائل، على الرغم من صعوبتها، تقع فى نطاق الحدود التى لا ينبغى تجاوزها.

(...) لقد علمت أن الدكتور القيسونى يخطط لزيارة الولايات المتحدة مرة أخرى فى شهر سبتمبر المقبل. وأقول لكم إنه سيلقى كل ترحيب، وسوف يكون من دواعى سرور وزير الخارجية استقباله، وسوف يسعى بكل ما فى وسعه لتيسير مهمته هنا. ولقد تابعت بإعجاب شديد إدارته الماهرة، فى ظل توجيهكم المحنك كرجل دولة، للمؤتمر الذى عقد مؤخرا فى القاهرة، والذى توصل إلى نتائج رصينة وتطلعات إلى آفاق مستقبلية.

 وإننى أتطلع الى الاتصال بكم فى القريب، وعندئذ أريد أن أستعرض معكم بعض الأحداث والتحركات على الساحة العالمية، وأتناول كذلك تطور العلاقات بين بلدينا على نفس المنهاج الصريح والودى الذى ميز تبادل وجهات النظر بيننا فى الآونة الأخيرة. وفى الوقت نفسه، أتمنى لكم دوام التوفيق والنجاح فى جهودكم العظيمة الرامية إلى تعزيز المصالح السياسية والرخاء الاقتصادى والاجتماعى لشعبكم.

ولا شك أن هناك فى الولايات المتحدة بعض الدوائر السياسية التى يقلقها كثيرا ويقض مضجعها مثل هذا التقارب الأمريكى العربى، وهو ما يؤكد أن المستفيد من إنهاء تلك السياسة لم يكن فقط لوبى حرب فيتنام، وإنما اللوبى الصهيونى أيضا والذى استفاد كثيرا من وجود رئيس له توجهات مختلفة هو ليندون جونسون أثناء حرب يونيو 1967، وذلك لم يكن ليحدث لولا اغتيال كيندى، ثم اغتيال شقيقه روبرت وزير العدل فى حكومته ووريث سياساته المتقدمة التى وعد فى خطاباته باستكمالها حال فوزه فى الانتخابات الرئاسية، لذا كان لابد من اغتياله كما اغتيل شقيقه، تنفيذا للمخطط الذى كشف عنه مارك دوجان فى روايته.

 نقلا عن الاهرام القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اغتيال كيندى ورسائل عبد الناصر اغتيال كيندى ورسائل عبد الناصر



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 11:06 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:54 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تلامذة غزة يستأنفون الدراسة تحت الخيام وسط الدمار

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 10:48 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:39 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 03:34 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

استقرار سعر الذهب في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 05:48 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كيلي بروك ترتدي ملابس ماري أنطوانيت

GMT 04:24 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أخبار البورصة المصرية اليوم الإثنين 4 أكتوبر 2021

GMT 15:13 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال يضرب سواحل إندونيسيا وتحذيرات من وقوع تسونامي

GMT 19:42 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

أربع محطات فنية في حياة مخرج الروائع علي بدرخان

GMT 13:07 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

فضل الله والماشطة يوضحان موقف عبدالله السعيد

GMT 06:20 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

مؤسس "غوغل" يكشف عن سيارة طائرة بنظام "أوبر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt