توقيت القاهرة المحلي 10:34:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جنَّة السينيور مادورو

  مصر اليوم -

جنَّة السينيور مادورو

بقلم - سمير عطا الله

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في موسكو لكي يطلب المساعدة المادية من الرئيس فلاديمير بوتين. كِلا الرئيسين يعرف أنه غير قادرٍ على انتشال الدولة الأميركية اللاتينية النفطية من الهوة المأساوية التي تدهورت إليها. لكنَّ كليهما يريد أيضاً أن يوحي وكأن ما حدث في فنزويلا نتيجة حربٍ خفية تشنّها الولايات المتحدة على النظام اليساري القائم منذ 1998، عندما انتخب الناس «الكومندنتي» هوغو شافيز رئيساً على البلاد. اختار شافيز التحالف مع فيديل كاسترو وإقامة حكمٍ اشتراكي مُطلَق وحَلِمَ بأن الدخل النفطي سوف يساعده على تحقيق الجنة الاشتراكية التي لم يستطع كاسترو أن يحققها. ولاقت دعوات شافيز وشخصيته شعبية كبيرة بين الناس. وبالفعل أثار ذلك حفيظة الولايات المتحدة التي حاولت بلا جدوى محاربته وإسقاطه إلى أن توفي العام 2013 بالمرض، وانتخب الفنزويليون مرشحه مادورو خلفاً له.
منذ ذلك الوقت هجر البلاد نحو 3 ملايين إنسان إلى دول الجوار بحثاً عن المأوى والطعام، أي ما نسبته 10 في المائة من 31 مليون نسمة. ويعيش 90 في المائة من الباقين تحت حزام الفقر أو فوقه بقليل، وفي هذه الحالة لم يعد مفاجئاً أن تقع جريمة قتلٍ كل 10 دقائق. ويقدِّر صندوق النقد الدولي بأن حالة التضخم الجنونية التي تضرب البلاد سوف تصل هذا العام إلى 1000000 في المائة. وتقول الأمم المتحدة إن ثلاثة ملايين نسمة هجروا البلاد بحثاً عن الطعام والدواء. وامتلأ البلد بمآسي العائلات التي شُتِتَت هنا وهناك بسبب البطالة. ويعيش بعض المتقاعدين على ما يساوي 1.8 دولار في الأسبوع. ويُكابر رجال مادورو في نفي هذه الوقائع قائلين إن ثمة تضخيماً للأرقام، لكن الأطفال الجائعين يعرفون الحقيقة أكثر. ويقول عاطلٌ عن العمل لـ«الغارديان» إنه يعيش مع عائلته على عشرين دولاراً يتلقاها من شقيقه المغترب في شيلي ومع ذلك يخشى الوصول إلى مرحلة المجاعة، ويقول إن الكثيرين من الأطفال يموتون من سوء التغذية، معتبراً أن البلد ذاهبٌ إلى المزيد من الكوارث بسبب الصراع العقائدي بين زعماء البلاد.
كانت فنزويلا قبل شافيز تتمتع بأحد أهم الاقتصادات في العالم. وكان النظام التعليمي والاجتماعي فيها موضع حسدٍ من أهل الجوار. وإذا عدنا إلى توقعات البنك الدولي فإنّ التضخم في العام المقبل سوف يرتفع إلى عشرة ملايين في المائة. وهذه نسبٌ لم تُعرَف إلا في ظل سلوبودان ميلوسيفيتش في يوغوسلافيا وصدام حسين، ولكن في حالتي حرب وليس في حالة سلمٍ عادية. وليس واضحاً كيف يمكن لروسيا أو لأي دولة أخرى أن تساعد في مثل هذه الحالة من التردي.

 

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جنَّة السينيور مادورو جنَّة السينيور مادورو



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:49 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك
  مصر اليوم - افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك

GMT 12:36 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها
  مصر اليوم - أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها

GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

مندوب مصر يؤكد رفض بلاده العدوان على رفح
  مصر اليوم - مندوب مصر يؤكد رفض بلاده العدوان على رفح

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

تكريم نيللي كريم على جهودها لنشر الوعي الصحي
  مصر اليوم - تكريم نيللي كريم على جهودها لنشر الوعي الصحي

GMT 02:55 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

نيللي كريم تتحدث عن ظهورها في فيلم "كازابلانكا"

GMT 20:58 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

دي ليخت بين مطرقة عمالقة أوروبا وسندان برشلونة

GMT 18:43 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

خبير أرصاد يُحذّر من استخدام الكمامات في العاصفة

GMT 12:42 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

خطرٌ يُهدد حياتك بسبب النوم أكثر أو أقل من 8 ساعات يوميًا

GMT 02:16 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

بدران يؤكد أن الموز يُخفّف حموضة المعدة

GMT 12:55 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

مباراة توتنهام ضد تشيلسي تخطف الأضواء في الدوري الإنكليزي

GMT 03:34 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

مميزات استخدام ديكور الجدران الخرسانية في غرف النوم

GMT 21:44 2018 الأحد ,09 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جديدة مثيرة في واقعة "مذبحة الشروق"

GMT 23:32 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

صخرة برشلونة مهددة بالغياب عن مواجهة فياريال

GMT 15:00 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

محمد الحنفى يؤكد انتظاره إدارة القمة منذ 3 سنوات

GMT 05:38 2018 الجمعة ,20 إبريل / نيسان

انطلاق أول رحلة لطائرة في الصيف "Stratolaunch"

GMT 10:06 2018 الجمعة ,13 إبريل / نيسان

هادجنز تتألق في تقديم مجموعة "سينفول كلورز"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon