توقيت القاهرة المحلي 05:02:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كآبتان: في المنشأ وفي الملجأ

  مصر اليوم -

كآبتان في المنشأ وفي الملجأ

بقلم - سمير عطا الله

في مثل هذه السن، يصبح من الصعب جداً تحمل كآبتين في وقت واحد. كآبة مزمنة في بلد المنشأ وكآبة طارئة في بلد الملجأ. وقد اعتدنا في لبنان على مخاوف الأزمات وتبلد الضمير السياسي وضحالة النظرة إلى الوطن والدولة والمؤسسات. لكنني شعرت بخوف عميق عندما تكدست استقالات «بريكست» يوم الخميس، وعمّ الوجوم مجلس العموم، وبدت رئيسة الوزراء سيدة ضعيفة لا تُذكر بالزعماء الذين كانوا يتفوقون على الكوارث الوطنية.
أخطر ما في أزمة لبنان وسقمها وضحالتها، هو الخوف على الاقتصاد وأحوال الناس وتأثير الدلع السياسي على الرغيف المهدد. وهذا هو أيضاً الخطر الأكبر في الأزمة البريطانية التي تذكّرنا بتلك الأزمات الوجودية، ولكن من دون أن يكون هناك بالمرستون أو تشرشل أو ثاتشر. خلقت السيدة تيريزا ماي لعصر لا تكون فيه صاعقة مثل «بريكست»، ولا يكون وزير خارجيتها قليل الأفق مثل بوريس جونسون، الذي معه بدأ هذا الطيش القومي في مرحلة عالمية عصيبة.
أجل، اعتدنا في بلد المنشأ، على الحياة على حافة المجهول. لم يعد يفاجئنا شيء، المفاجأة الوحيدة هي تلك التي لا تقع. كأن تُشكل الحكومات دون عذاب، أو ينتخب نوابنا بموجب قانون بسيط وواضح ومباشر وتصح فيه تسمية القانون.
أما في الدولة التي لجأنا إليها من عنف لبنان، فلم نألف هذه الفوضى. لقد كان الخروج من الوحدة الأوروبية خطأ اختارته أكثرية ضعيفة من الناس. تلك هي الديمقراطية التي وصفها تشرشل بأنها الأفضل في أنظمة الحكم السيئة. وما لبث كثيرون أن شعروا بالندم على خربطة نصف قرن من الازدهار والاستقرار والنمو.
والآن ماذا؟ الآن أزمة حكم وأزمة حزبية وبلبلة لا نعرف كم تدوم. لكن كل شيء هنا تحت سقف القانون. هناك مؤسسة عمرها ثلاثة قرون مرّت وعبرت جميع أنواع المحن والتجارب. وكم كان من الأفضل ألاّ تمر في هذه المحنة. فاليوم تقف بريطانيا وحيدة، ينقصها في واشنطن حليف من طراز بيل كلينتون، وفي أوروبا صديق مثل فرنسوا ميتران. ناهيك بالخصم الروسي الذي لا يكف عن المضايقات.
كأنما الجميع يريدون أن يقولوا للمملكة المتحدة: أردتم العودة إلى جزركم، هاكم جزركم. لقد نسيتم أننا في القرن الحادي والعشرين.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كآبتان في المنشأ وفي الملجأ كآبتان في المنشأ وفي الملجأ



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:49 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك
  مصر اليوم - افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك

GMT 12:36 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها
  مصر اليوم - أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها

GMT 02:55 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

نيللي كريم تتحدث عن ظهورها في فيلم "كازابلانكا"

GMT 20:58 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

دي ليخت بين مطرقة عمالقة أوروبا وسندان برشلونة

GMT 18:43 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

خبير أرصاد يُحذّر من استخدام الكمامات في العاصفة

GMT 12:42 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

خطرٌ يُهدد حياتك بسبب النوم أكثر أو أقل من 8 ساعات يوميًا

GMT 02:16 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

بدران يؤكد أن الموز يُخفّف حموضة المعدة

GMT 12:55 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

مباراة توتنهام ضد تشيلسي تخطف الأضواء في الدوري الإنكليزي

GMT 03:34 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

مميزات استخدام ديكور الجدران الخرسانية في غرف النوم

GMT 21:44 2018 الأحد ,09 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جديدة مثيرة في واقعة "مذبحة الشروق"

GMT 23:32 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

صخرة برشلونة مهددة بالغياب عن مواجهة فياريال

GMT 15:00 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

محمد الحنفى يؤكد انتظاره إدارة القمة منذ 3 سنوات

GMT 05:38 2018 الجمعة ,20 إبريل / نيسان

انطلاق أول رحلة لطائرة في الصيف "Stratolaunch"

GMT 10:06 2018 الجمعة ,13 إبريل / نيسان

هادجنز تتألق في تقديم مجموعة "سينفول كلورز"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon