توقيت القاهرة المحلي 11:42:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإنسان ليس رقماً

  مصر اليوم -

الإنسان ليس رقماً

بقلم - سمير عطا الله

هناك مواضيع لا أستطيع الكتابة عنها بموضوعية. فقبل أن أكون صحافياً، أنا إنسان، وعربي، وجزء عفوي تلقائي قدري من محيطي وأمتي. ومصر لم تكن في حياتنا مجرد دولة لها مساحة ونهر وحدود، بل دخلت إلى كل بيت من بيوتنا، وكل مدرسة، وكل صحيفة. وعلمتنا أن نحبها وأن نكبر معها وأن نفرح لفرحها وأن نشقى لأحزانها.
وهي في ذلك لا تشبه أي بلد عربي. وأنا أعجب من نفسي عندما أنتبه إلى أنني أقرأ الصحيفة المصرية، كل يوم، بالتلقائية التي أقرأ فيها جريدتي أو الصحف اللبنانية. وبالمشاعر نفسها، أو بالغيرة نفسها، وأحياناً أكثر. فأنا أدرك أن الأزمة التي تضرب لبنان أقل خطراً وأثراً من أزمة تضرب مصر. وأعرف أن نجاح أي تجربة في مصر نجاح لكل العرب.
ولذلك، عندما أكتب دائماً عن الفيضان السكاني في مصر، فلأنني أحلم بمصر ليس فيها 25 مليون إنسان بلا عناوين، ولا مليونان يسكنون المقابر، ولا مئات آلاف الأطفال بلا مدارس، ولا الملايين بلا حياة لائقة. زهت بعض وكالات الإحصاء عندما أعلنت أن رقم المهاجرين المصريين بلغ 10 ملايين. أي عشرة في المائة من السكان. هذا ليس دليلاً مفرحاً، وإن كانوا يشكلون مصدر دخل ومورد إعالة. هذه نسبة عالية مقبولة في بعض دول آسيا، أما دولة مثل مصر، فيجب أن تكون الهجرة إليها، وليس منها. والحل بعيد، لأن الزيادة السكانية تلتهم كل تطور وتبيد كل نمو. وقد قال أحد كتّاب مصر إن خطر الاندلاع السكاني أفظع من خطر الإرهاب.
دفعني للعودة إلى هذه المسألة اليوم مقال جميل ومحزن للزميلة أمينة خيري في «المصري اليوم» عن الأطفال الذين يعملون في ورش البناء، أو الذين يجلسون إلى جانب أمهات يتسولن على الطرقات، أو النساء اللواتي يبعن محارم ورقية. تروي الزميلة أمينة خيري حكاية نموذج من هؤلاء. فتى في الرابعة عشرة من عائلة فيها 8 أبناء، أرسله أبوه إلى القاهرة ليساهم في الإعالة. ولا يذكر الفتى إن كان دخل مدرسة أم لا.
تقول خاتمة مقالها: «الإنسان المصري الذي أصابه ما أصابه على مدى عقود له حق الحلم، ومكفولة له القدرة على بناء الطموح، ولكن ذلك لن يتحقق إلا بتحوله من رقم إلى إنسان».
هناك مصر تنمو الآن اقتصادياً، وقبالتها تنمو مصر عشوائية غير منظمة تقبل لأبنائها أي نوع من الحياة والشقاء. نحلم بمصر مثل الصين وكوريا الجنوبية. في أربعين عاماً تضاعف اقتصاد الصين 30 مرة ليصبح الأكبر في العالم. كان تنظيم النسل قاسياً على الأهل، رحيماً بالأبناء.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإنسان ليس رقماً الإنسان ليس رقماً



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

الأميرة رجوة تتألق بفستان أحمر في أول صورة رسمية لحملها

عمان ـ مصر اليوم

GMT 01:07 2024 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

هالة صدقي تكشف عن سبب غيابها خلال الفترة الماضية
  مصر اليوم - هالة صدقي تكشف عن سبب غيابها خلال الفترة الماضية
  مصر اليوم - بلينكن يبحث مع نظيره الإسرائيلي وغانتس مقترح بايدن

GMT 13:05 2024 الأحد ,02 حزيران / يونيو

تحذيرات من ربط الحساب البنكي بتطبيقات الدفع
  مصر اليوم - تحذيرات من ربط الحساب البنكي بتطبيقات الدفع

GMT 00:43 2017 الأحد ,08 كانون الثاني / يناير

انتصار السيسي تطمئن على صحة الفنانة نادية لطفي

GMT 12:37 2020 الخميس ,25 حزيران / يونيو

لاباديا يوضح تدريب هيرتا برلين كان تحديا كبيرا

GMT 08:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

وفاة رئيس الاتحاد الأوروبي لألعاب القوى

GMT 21:23 2020 الأربعاء ,12 شباط / فبراير

طلب غير متوقع من أسرة قتيل فيلا نانسي عجرم

GMT 05:44 2020 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

نانسي عجرم تعود إلى نشاطها الفني بعد مرورها بفترة عصبية

GMT 22:45 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

وفاة المخرج الأردنى رفقى عساف عن عمر ناهز 41 عاما

GMT 22:22 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رد ناري من خالد الغندور على رئيس الزمالك

GMT 01:55 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مجوهرات ونظارات عصرية على طريقة نجود الشمري

GMT 21:25 2019 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

مي كساب تضع مولودها الثالث وتختار له هذا الاسم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon