توقيت القاهرة المحلي 09:49:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قطيع شباب الصحافة

  مصر اليوم -

قطيع شباب الصحافة

بقلم - سمير عطا الله

كتب أخي وزميلي فؤاد مطر، أمس، عن التكريم الذي أقامته جامعة لبنانية مع نقابة المحررين لنحو 39 صحافياً من متقدمي السن، الذين سماهم «الشباب». وكانت ميزة التكريم وشرطها انتساب هؤلاء السادة إلى «جدول النقابة» منذ أكثر من 50 عاماً.
كنتُ صاحب الرقم 40 بين «حملة الدروع»، لكنني اعتذرت عن الوقوف في قطيع لم يعثروا على سبب لتكريمه سوى التقدم في السن، على جدول النقابة الذي أغلقه ملحم كرم في وجه العشرات من العاملين طوال نصف قرن. وأبقاه محصوراً بمن يضمن ولاءهم في التجديد له ولنقابته طوال نصف قرن.
تخرجت أجيال من كلية الإعلام وظل «الجدول مغلقاً». وتغيرت طبيعة العمل الصحافي والجدول مغلق. وكان أصعب بكثير أن تخوض معركة رئاسة الجمهورية من أن تخوض معركة التجديد في نقابة المحررين. وقد تغير في نصف قرن رؤساء الجمهورية والحكومات والبرلمان وبقي «الجدول النقابي» مغلقاً.
وفي نهايات العمر ها هم من أفنوا أعمارهم في العمل الصحافي يكرمون بدرع من ورق مقوى، وفقاً لتاريخ انتسابهم إلى الجدول! بين هذا القطيع المسن، أو الأشيب، أدباء وروائيون ومؤسسو صحف ومجلات، أو - مثل عادل مالك - مؤسسو العمل التلفزيوني. لكن السبب الوحيد الذي يكرمون من أجله هو التقدم في العمر، والإحالة على النسيان، وليس طبعاً على التقاعد، لأن الصحافي في لبنان لا يتقاعد، إلا إذا أغلقت الدار التي يعمل فيها. وسوف نصبح جدول متقاعدين.
درجت في لبنان عادة توزيع «الدروع» باعتبارها الأقل كلفة. وفي مهنة الشقاء والتعب هذه، تبدو صورة القطيع المحمَّل كرتوناً مقوى، محزنة أكثر مما هو وضع الصحافة نفسها. وكما أن لكل خمسة نواب وزيراً، فإن لكل خمسة أشخاص جمعية، ولكل جمعية درع من الورق المقوى أو الزجاج الجارح، القليل الذوق.
حتماً كنت سأكون أول الحاضرين لو أن النقابة (والجامعة معها) اختارت أن تكرم - على سبيل المثال - فؤاد مطر، لأنه كصحافي، كان من أبرع المراسلين العرب. ولأنه أدخل على الصحافة اللبنانية قاعدة الاهتمام بأخبار مصر، من الجبهة لا من المكاتب، والاهتمام بأخبار السودان بدل الاتكال على وكالات الأنباء. وباعتباره أصدر «التضامن» مجلة ناجحة في لندن، كما وضع أكثر من 30 مؤلفاً، معظمها كانت على لائحة الأكثر مبيعاً، وجميعها ذات طابع مرجعي.
لا بد من البحث عن سبب لائق لتكريم رجال الصحافة غير أعمار المنتسبين إلى الجدول. كان منظرهم موجعاً، كبار الزملاء يقفون في صف واحد، تكرمهم جامعة حديثة بدل الجامعة الأميركية أو اليسوعية أو اللبنانية أو العربية. هؤلاء كانوا مجموعة من الكد والعمل والمهنية وألف ميزة أخرى، أقلها السنون التي تمر على جميع أهل الأرض أو الانتساب إلى جدول للمقترعين.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قطيع شباب الصحافة قطيع شباب الصحافة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:49 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك
  مصر اليوم - افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك

GMT 12:36 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها
  مصر اليوم - أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها

GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

مندوب مصر يؤكد رفض بلاده العدوان على رفح
  مصر اليوم - مندوب مصر يؤكد رفض بلاده العدوان على رفح

GMT 02:55 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

نيللي كريم تتحدث عن ظهورها في فيلم "كازابلانكا"

GMT 20:58 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

دي ليخت بين مطرقة عمالقة أوروبا وسندان برشلونة

GMT 18:43 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

خبير أرصاد يُحذّر من استخدام الكمامات في العاصفة

GMT 12:42 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

خطرٌ يُهدد حياتك بسبب النوم أكثر أو أقل من 8 ساعات يوميًا

GMT 02:16 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

بدران يؤكد أن الموز يُخفّف حموضة المعدة

GMT 12:55 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

مباراة توتنهام ضد تشيلسي تخطف الأضواء في الدوري الإنكليزي

GMT 03:34 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

مميزات استخدام ديكور الجدران الخرسانية في غرف النوم

GMT 21:44 2018 الأحد ,09 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جديدة مثيرة في واقعة "مذبحة الشروق"

GMT 23:32 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

صخرة برشلونة مهددة بالغياب عن مواجهة فياريال

GMT 15:00 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

محمد الحنفى يؤكد انتظاره إدارة القمة منذ 3 سنوات

GMT 05:38 2018 الجمعة ,20 إبريل / نيسان

انطلاق أول رحلة لطائرة في الصيف "Stratolaunch"

GMT 10:06 2018 الجمعة ,13 إبريل / نيسان

هادجنز تتألق في تقديم مجموعة "سينفول كلورز"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon