توقيت القاهرة المحلي 11:42:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا سياسة... رجاءً

  مصر اليوم -

لا سياسة رجاءً

بقلم - سمير عطا الله

«لستُ شخصاً سياسياً بحيث أصدر الأحكام»! والسيدة التي تكتب هذا الكلام هي ميشيل أوباما؛ الأميركية الأولى لثماني سنوات، أول أفرو - أميركية في البيت الأبيض، زوجة الرجل الذي لم يتردد لحظة في أن يحلم بالرئاسة في أكبر دول «الرجل الأبيض»؛ هو ابن مسلم من قبائل كينيا.
إذن؛ بالدرجة الأولى، ميشيل أوباما ليست سيدة أميركا الأولى؛ بل سيدة باراك حسين أوباما، الأولى... زميلته في المحاماة، وخريجة هارفارد وبرنستون في الحقوق، وقادمة من عائلة أكثر تواضعاً من عائلة زوجها. ومع ذلك، ها هي تقول إنها لا تفقه في السياسة.
إنها تفقه الكثير في الشجاعة. وعنوان كتابها، «الصيرورة»، يعبّر عن طباع المرأة التي لا تزال تخوض معارك اللون وحقوق المرأة وهموم الضعفاء. ولذلك، وجدت في دونالد ترمب خصمها الأول. وكانت لا تزال في البيت الأبيض عندما أعلن المرشح الجمهوري موقفه من السود والنساء والمهاجرين. وعندما جمعت طاقم الموظفين التابعين لها، وكلهم من الأقليات، يوم الوداع في البيت الأبيض، «انفجروا جميعاً بالبكاء، شعوراً منهم بالهشاشة والضعف».
لم أقرأ من كتاب المسز أوباما سوى ما نُشر من فصول ترويجية. لكن سيرتها معلومة للعامة، وإن كانت ستضيف لها تفسير مشاعرها وأهمية يومياتها، كامرأة سمراء نشأت في بيت متواضع في شيكاغو، حيث التقت زميلها باراك في أشهر مكاتب المحاماة بالمدينة.
كان من الصعب على ميلانيا ترمب أن تملأ الهالة النخبوية التي تركتها ميشيل أوباما، فلا يجمع بين المحامية والعارضة السابقة سوى ملامح الجمال، كل بلونها. ولعل ميلانيا أجمل زوجة دخلت البيت الأبيض، لكن ليس الجمال ما كانت تباهي به زوجات الرؤساء، وإنما مدى الانتماء إلى العمل الاجتماعي، وحتى السياسي. ولم تُشوَّه صورة ريتشارد نيكسون التاريخية بسبب فضيحة «ووترغيت» بقدر ما شُوِّهت بعد وفاته عندما تسرَّب أنه كان يضرب زوجته في ساعات الغضب.
ويتعلق الأميركيون كثيراً بالصورة العائلية لزعمائهم. ومن الصعب الفصل في الأذهان بين الرئيس وزوجته في الحياة العامة. وهذه مسألة ثانوية في فرنسا، أو أي بلد آخر. فالرئيس السابق فرنسوا هولاند دخل الإليزيه وهو أب عازب، وخاضت أم أبنائه معركة الرئاسة وهي أم عزباء.
سوف تقرأ أميركا قصة ميشيل أوباما كما قرأت قصة باراك أوباما من قبل: حكاية الأميركي العادي الذي يمكِّنه سعيه من أن «يصير» أميركياً استثنائياً. ولن تعبُر ميشيل أوباما العتبة إلى العمل السياسي الذي لا تحترمه كثيراً. ولن تخوض «معركة الرئاسة أبداً على الإطلاق». لكن معركتها ضد ترمب لن تهدأ.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا سياسة رجاءً لا سياسة رجاءً



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الأميرة رجوة تتألق بفستان أحمر في أول صورة رسمية لحملها

عمان ـ مصر اليوم

GMT 01:07 2024 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

هالة صدقي تكشف عن سبب غيابها خلال الفترة الماضية
  مصر اليوم - هالة صدقي تكشف عن سبب غيابها خلال الفترة الماضية
  مصر اليوم - بلينكن يبحث مع نظيره الإسرائيلي وغانتس مقترح بايدن

GMT 13:05 2024 الأحد ,02 حزيران / يونيو

تحذيرات من ربط الحساب البنكي بتطبيقات الدفع
  مصر اليوم - تحذيرات من ربط الحساب البنكي بتطبيقات الدفع

GMT 00:43 2017 الأحد ,08 كانون الثاني / يناير

انتصار السيسي تطمئن على صحة الفنانة نادية لطفي

GMT 12:37 2020 الخميس ,25 حزيران / يونيو

لاباديا يوضح تدريب هيرتا برلين كان تحديا كبيرا

GMT 08:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

وفاة رئيس الاتحاد الأوروبي لألعاب القوى

GMT 21:23 2020 الأربعاء ,12 شباط / فبراير

طلب غير متوقع من أسرة قتيل فيلا نانسي عجرم

GMT 05:44 2020 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

نانسي عجرم تعود إلى نشاطها الفني بعد مرورها بفترة عصبية

GMT 22:45 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

وفاة المخرج الأردنى رفقى عساف عن عمر ناهز 41 عاما

GMT 22:22 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رد ناري من خالد الغندور على رئيس الزمالك

GMT 01:55 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مجوهرات ونظارات عصرية على طريقة نجود الشمري

GMT 21:25 2019 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

مي كساب تضع مولودها الثالث وتختار له هذا الاسم

GMT 14:54 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

أول تعليق من نيكي ميناج بعد اعتزالها الغناء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon