توقيت القاهرة المحلي 09:44:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مسدودة طرق الأقوياء

  مصر اليوم -

مسدودة طرق الأقوياء

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

مشكلة القوي في قوته، تماماً مثلما مشكلة الضعيف في ضعفه. للقوي أن يلوّح بقوته فقط، أما إذا استخدمها فلا يعود قادراً على التراجع أو التوقف، لأن تفسير ذلك عند الآخرين هو الضعف. وإذا أكمل زاد ضرره على نفسه وعلى عدوه وكل من وجد نفسه في الطريق أو على جوانبها، من قريب أو بعيد. وبسبب حرب أوكرانيا، طالت طوابير الانتظار في محطات البنزين في لبنان، وأصبح «تفويل» سيارتك في لندن يكلف فوق المائة جنيه إسترليني، وانخفض سعر الجنيه المصري 20 في المائة بسبب التزامات مصر من الحنطة بالدولار.
كل ذلك لأن فلاديمير بوتين لا يقبل لقوته أن تُهان، وأميركا لا تقبل لقوتها أن تخسر حتى دور فزاعة الطيور، ولأن ضعفاء العالم ليس لهم سوى طوابير الخبز يصطفون فيها. ومنذ 24 فبراير (شباط) كل شيء على حاله: مأزق بوتين ومحنة أوكرانيا التي يدكها بوتين على مدار الساعات والأيام كأنه يريد أن يبني بحجارتها سداً عالياً.

أصبحت حرب أوكرانيا في ثلث عام، ثلاث حروب كبرى: حرب موسكو وبلاد الناتو، وحرب الروس والأوكران، وحرب الإمبراطورية الروسية والإمبراطورية الأميركية، إضافة إلى جداول البؤس التي ترفد نهر الخراب الكبير في بولونيا ورومانيا ومولدوفيا، ومصبات النزاع الأخرى.

وكيف وأين المخرج إذن؟ كيف تقنع الضعيف بالمذلة والقوي بالخسارة؟ تحتاج المسألة إلى أكثر بكثير من مكالمات المسيو ماكرون مع الروسي الجالس قبالته على بعد خمسة أمتار، وإلى أميركا التي تزداد بلبلتها بنفسها في كل قضايا العالم، في ظل رئيس تحيّره كل الأشياء.

عالم مصاب بالحمى. القوة معضلة والضعف مأساة. أميركا مصرّة على إذلال بوتين وحتى إسقاطه، وبوتين يدرك أنه كلما استخدم القوة في الخارج ازدادت قوته في الداخل. أما في الحقيقة فالجميع خاسرون ومتضررون؛ الغاز الروسي، والقمح الأوكراني، والجنيه المصري، والنمو الأوروبي والانكماش الأوروبي، والعملة الصينية. بهذا المعنى، أصبحت الحرب عالمية حقاً، ومستمرة في التدهور بلا توقف نحو مستويات أكثر خطورة وهدراً. وما من حل: ليس في أن يصبح القوي ضعيفاً، ولا في أن يصبح الضعيف قوياً. والغائب الأكبر هو وسيط قادر ومؤثر. فالوضع الدولي الرديء لا يولّد إلا المزيد من القتل والموت.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسدودة طرق الأقوياء مسدودة طرق الأقوياء



GMT 03:37 2024 الجمعة ,17 أيار / مايو

وصايا صلاح منتصر

GMT 03:36 2024 الجمعة ,17 أيار / مايو

الندم على ما فات!

GMT 03:34 2024 الجمعة ,17 أيار / مايو

هل لغزة «يوم تالي»؟!

GMT 03:31 2024 الجمعة ,17 أيار / مايو

صبر مصر

GMT 03:19 2024 الجمعة ,17 أيار / مايو

هوامش قمة البحرين: كثر الكلام وقل الخبز

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:02 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 2

GMT 15:01 2021 الإثنين ,26 تموز / يوليو

أحمد مجدي يشارك كواليس مسلسل "الآنسة فرح "

GMT 11:30 2021 الأحد ,18 إبريل / نيسان

تعرف على مدة غياب هاري كين عن صفوف توتنهام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon