توقيت القاهرة المحلي 15:28:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

استعربت قلباً

  مصر اليوم -

استعربت قلباً

بقلم: سمير عطا الله

كانت فريا ستارك (1893 - 1993) سيدة الرحالة و«شاعرة الترحل». حولت مشاهداتها إلى أدب بديع، ومحاوراتها إلى أدب رفيع، وتركت في أدب السفر أثراً كريماً بعد أثر. جالت في العالم غرباً وشرقاً. لكن حياتها «العربية» كانت الأطول والأكثر أهمية. وقد بدأتها من لبنان، حيث دخلت ثانوية برمانا العالية لدراسة اللغة العربية. وعاشت في القاهرة. وطافت في رمال وجرود اليمن. واستعربت مدى عمرها طوال 93 عاماً. فقد أصبحت الحياة العربية مقياسها في الحياة. إذا ألقت محاضرة حول الأسلوب، تحدثت عن جمال الصورة في لغة البدو، وإذا ضاقت بها الأمكنة في الغرب، تذكرت الفضاءات الواسعة في الصحاري.
وقد طُلب إلى سيدة الترحل والمشقة عام 1953 أن تكتب عن أسوأ رحلة في حياتها، فاختارت سفرها إلى الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية عام 1943 على سفينة حربية تحمل 5 آلاف جندي. وكانت هي وثلاث أخريات، النسوة الوحيدات على البارجة، وقد خصصت لهن غرفة واحدة. وفي هذه الغرفة الضيقة اشتاقت إلى عالم الخيام المحدود. وهبت العاصفة طويلاً على الباخرة، وطغت عليها الأمواج وراحت تسوط جوانبها وترمي المياه كثيفة على سطوحها. وضرب الدوار الرؤوس، وضعفت الأجسام، ومضى الأطلسي يعربد، فأُعلنت حالة الإنذار. وفي دوارها رأت ستارك أن تلك السفينة التي في حجم مدينة صغيرة، أصبحت في أعالي المحيط مثل علبة ثقاب تتبادلها الرياح.
وخطرت لها الصحراء. في بردها وحرها، وحتى في هبوبها. وخطر لها الأمان بين البدو وتقاليد الضيافة وأمان الحماية. ولم تكتب ستارك، في المقابل، عن أجمل رحلة في حياتها، ولو فعلت، لكانت حتماً في الصحراء.
في قلب الأطلسي، بل في أعاليه ولياليه، شعرت ستارك بالحمّى والألم. وقال لها طبيب السفينة أنها تعاني من الزائدة. وللمناسبة فإن الاسم العلمي لها عندنا هو «الزائدة الدودية». أف ثم أف. لماذا ليس «الزائدة الهضمية». أو المعوية، أو الزائدة وكفى؟
أبلغها الطبيب أيضاً أن أمام السفينة خمسة أيام قبل الوصول إلى ميناء بري في ولاية نوفا سكوشيا الكندية، وسوف يحول وجهة السفينة إلى هناك. وفي غضون ذلك لا حل سوى الحماية والمعالجة والمسكنات لإحدى أقسى أعراض الألم. عندما وصلت الباخرة إلى مياه نوفا سكوشيا، كان في استقبالها طراد طبي سريع، نقل المريضة إلى مستشفى كان في انتظار عملية الإنقاذ في اللحظة الأخيرة. أما السفينة الحربية فأكملت طريقها، أو أطلسها، إلى الولايات المتحدة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استعربت قلباً استعربت قلباً



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:49 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك
  مصر اليوم - افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك

GMT 12:36 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها
  مصر اليوم - أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها
  مصر اليوم - ظافر العابدين يعود الى دراما رمضان بعد طول غياب

GMT 02:55 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

نيللي كريم تتحدث عن ظهورها في فيلم "كازابلانكا"

GMT 20:58 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

دي ليخت بين مطرقة عمالقة أوروبا وسندان برشلونة

GMT 18:43 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

خبير أرصاد يُحذّر من استخدام الكمامات في العاصفة

GMT 12:42 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

خطرٌ يُهدد حياتك بسبب النوم أكثر أو أقل من 8 ساعات يوميًا

GMT 02:16 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

بدران يؤكد أن الموز يُخفّف حموضة المعدة

GMT 12:55 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

مباراة توتنهام ضد تشيلسي تخطف الأضواء في الدوري الإنكليزي

GMT 03:34 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

مميزات استخدام ديكور الجدران الخرسانية في غرف النوم

GMT 21:44 2018 الأحد ,09 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جديدة مثيرة في واقعة "مذبحة الشروق"

GMT 23:32 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

صخرة برشلونة مهددة بالغياب عن مواجهة فياريال
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon