توقيت القاهرة المحلي 11:02:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جلال أمين... العكس صحيح أيضاً

  مصر اليوم -

جلال أمين العكس صحيح أيضاً

بقلم - سمير عطا الله

رأينا في الحلقات السابقة موقف الدكتور جلال أمين المعادي لكل من حاول تلقيح الأصالة بالمعاصرة. إنه مصري عربي فلاحٌ ولا شيء آخر. ولذلك رفض يوسف شاهين رفضاً كاملاً، واعترض على معظم أعمال محمد عبد الوهاب، وغمز من تأثر توفيق الحكيم بالمسرح والأدب الغربي وعاب عليه أن كعبته كانت في باريس.
فماذا يأخذ إذن على عملاقٍ مثل نجيب محفوظ رفض طوال عمره الخروج من القاهرة، أو زيارة أي عاصمة غربية، أو حضور أي مسرحٍ في الغرب أو مهرجانٍ سينمائي. إليكم حرفياً رأي الدكتور جلال في هذا النمط الذي عاشه صاحب نوبل: «إنه رجل يجلس مع الكتاب والورق والقلم أكثر بكثير مما يجلس مع الناس. إنه يهوى الاستماع إلى الناس بلا شك، ولكنه فيما يبدو يعشق القراءة أكثر من ذلك بكثير. وهو زاهد جداً في رؤية بلاد جديدة، وكذلك، على الأرجح، في مقابلة أشخاص جدد.
هل يتصور أحد بسهولة أن هذا الرجل العظيم ليست لديه تجربة في الريف إلا تجربة وحيدة تنحصر في إقامته في الفيوم أسبوعاً واحداً وهو طفل صغير، وقد أصرّ على عودته إلى القاهرة فخضعوا لطلبه، وأنه لم يذهب إلى الصعيد في حياته ولا مرة واحدة، ولم يرَ الأقصر وأسوان أو أياً من الأماكن الأثرية المشهورة هناك؟ يقول إن معرفته بالريف المصري والصعيد جاءت فقط من خلال قراءة الأعمال الأدبية كـ«دعاء الكروان» و«الأيام» لطه حسين، وإنه اكتفى في التعرف على الصعيد بالقراءة والاستماع إلى ما يقوله الآخرون، والسبب هو «الكسل». ولكني لا أصدق هذا التفسير بسهولة، أو هو على الأقل كسل من نوع خاص جداً. فنجيب محفوظ أبعد الناس عن الكسل، سواء في أداء عمله أو في تريضه اليومي، أم مجرد الافتقار إلى الرغبة في رؤية أماكن جديدة.
الأغرب من هذا زهد نجيب محفوظ في السفر إلى الغرب. فهل يستطيع أحد منا بسهولة أن يتصور أن هذا الرجل الحكيم، العاشق للفن والأدب، لم يبذل أي جهد لرؤية أوروبا وأميركا، على الأقل لكي يرى بنفسه هذا «الغرب» الذي شكل الموقف منه أهم مشكلة فكرية واجهت مفكري أمته، جيلاً بعد جيل، منذ رفاعة الطهطاوي، الذي يلخّص الموقف منه مشكلة التقدم والتخلف كلها. كيف استطاع نجيب محفوظ، هذا الرجل الذي لا شك في قوة ما لديه من حب الاستطلاع، أن يقاوم الرغبة في استطلاع هذا العالم الغربي لتكوين رأيه الخاص فيه؟ لا بد أن يعتري الواحد منا الشعور بالأسف، إذ يجد نفسه حُرم من معرفة رأي هذا الرجل العاقل، المبني على المعاينة المباشرة للغرب، ولا بد من أن يعتري المرء منا التحفظ عندما يقرأ إشارات نجيب محفوظ المختصرة والمتناثرة إلى موقفه من الحضارة الغربية ومن التقدم والتخلف».

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جلال أمين العكس صحيح أيضاً جلال أمين العكس صحيح أيضاً



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الأميرة رجوة تتألق بفستان أحمر في أول صورة رسمية لحملها

عمان ـ مصر اليوم

GMT 16:21 2024 الأحد ,02 حزيران / يونيو

49% يؤيدون انسحاب ترامب عقب إدانته
  مصر اليوم - 49% يؤيدون انسحاب ترامب عقب إدانته

GMT 01:07 2024 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

هالة صدقي تكشف عن سبب غيابها خلال الفترة الماضية
  مصر اليوم - هالة صدقي تكشف عن سبب غيابها خلال الفترة الماضية
  مصر اليوم - بلينكن يبحث مع نظيره الإسرائيلي وغانتس مقترح بايدن

GMT 13:05 2024 الأحد ,02 حزيران / يونيو

تحذيرات من ربط الحساب البنكي بتطبيقات الدفع
  مصر اليوم - تحذيرات من ربط الحساب البنكي بتطبيقات الدفع

GMT 00:43 2017 الأحد ,08 كانون الثاني / يناير

انتصار السيسي تطمئن على صحة الفنانة نادية لطفي

GMT 12:37 2020 الخميس ,25 حزيران / يونيو

لاباديا يوضح تدريب هيرتا برلين كان تحديا كبيرا

GMT 08:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

وفاة رئيس الاتحاد الأوروبي لألعاب القوى

GMT 21:23 2020 الأربعاء ,12 شباط / فبراير

طلب غير متوقع من أسرة قتيل فيلا نانسي عجرم

GMT 05:44 2020 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

نانسي عجرم تعود إلى نشاطها الفني بعد مرورها بفترة عصبية

GMT 22:45 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

وفاة المخرج الأردنى رفقى عساف عن عمر ناهز 41 عاما

GMT 22:22 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رد ناري من خالد الغندور على رئيس الزمالك

GMT 01:55 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مجوهرات ونظارات عصرية على طريقة نجود الشمري

GMT 21:25 2019 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

مي كساب تضع مولودها الثالث وتختار له هذا الاسم

GMT 14:54 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

أول تعليق من نيكي ميناج بعد اعتزالها الغناء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon