توقيت القاهرة المحلي 23:55:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جيش العبور

  مصر اليوم -

جيش العبور

بقلم - سمير عطا الله

45 عاماً على حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973. الجانب القومي منها، أن جيوش مصر عبرت القناة وهزمت أسطورة الدرع الإسرائيلي. وكما استغلت إسرائيل عنصر المفاجأة عام 1967، أمضت مصر سنوات تصنع مفاجأتها في مهارة عسكرية كبرى.

الجانب المهني في الحدث أنني حضرت الحرب في الأمم المتحدة، التي ذهبت إليها للمرة الأولى، تبعتها سنوات كثيرة. كان المشهد من الأمم المتحدة مثيراً. في الأيام الأولى، العالم لا يصدق ما يسمع. والعرب يبكون فرحة الانتصار. وإسرائيل تقر للمرة الأولى بالخوف، وغولدا مائير تهدد بالرد النووي. والإعلام الأميركي حائر لا يصدق. وواشنطن تستعد لإقامة جسر عسكري جوي لإنقاذ إسرائيل من الدمار والحؤول دون انفجار نووي.

حدثت ثغرة «الدفرسوار»، وانقلب الحظ، لكن مصر كانت قد سجلت انتصارها على الجبهة المنكسرة منذ سنين. وتغيرت الصورة العربية في أميركا. ولم يعد الجندي العربي كاريكاتوراً هارباً في الصحراء. واستخدم العرب للمرة الأولى سلاح النفط، وبرهنوا مضاءه. ووقف الأميركيون في طوابير طويلة أمام محطات الوقود على مدى القارة كلها.

كانت هذه كلها فرصة مهنية كبرى أمام مراسل في منتصف الطريق. وأعطاني الدكتور كلوفيس مقصود، سفير الجامعة العربية، سبقاً صحافياً مهمّاً عندما أخبرني أن حظر النفط سيُرفع في 19 مارس (آذار). لكن «النهار» تحفظت في نشر النبأ: من أين لمراسلها أن يعرف موعد وتاريخ رفع الحظر؟

وفي النهاية، بدل نشره العنوان الرئيسي في الصفحة الأولى، وُضع على عمودين. وفي 19 مارس صدرت «الوول ستريت جورنال» وعلى صفحتها الأولى صورة أول ناقلة نفط جزائرية تصل إلى المياه الأميركية! وتناقلت صحف العالم النبأ عنها بدل «النهار»، التي كانت يومها مصدراً محترماً لأخبار العالم العربي.

ظلت الأمم المتحدة سنوات مسرح القضية العربية. وأعطت الولايات المتحدة، للمرة الأولى، أذنها للرأي العربي. واستمر ذلك حتى ولاية كوفي أنان، الذي صارح زميلاً دبلوماسياً له بالقول: لقد انتهى الأمر. ما من عز عربي هنا بعد اليوم. وداعاً للصوت العربي في هذا المبنى يا صديقي. وأرجو أن تأخذ ما أقول على محمل الجد.

عاماً بعد عام، تبين للدبلوماسي العربي مدى جدية كوفي أنان. وبقي لنا من الأمم المتحدة قاعة الجمعية العامة والخطب الدورية. ولم يعد بين الخطباء فارس الخوري وكميل شمعون وياسر عرفات حاملاً المسدس وغصن الزيتون. وقَتل العرب أنور السادات، وأقامت طهران شارعاً باسم القاتل. وفي أول قرار جمهوري له، أفرج الرئيس محمد مرسي عن بقية الفرقة، وذهب يحتفل في طهران. 45 عاماً ولم يتبلغوا بعد أن الذي عبر هو جيش مصر.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جيش العبور جيش العبور



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر

GMT 06:58 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

علاج محتمل للسكري لا يعتمد على "الإنسولين" تعرف عليه

GMT 14:10 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أسوان يخطط لعقد 9 صفقات قبل غلق باب القيد لتدعيم صفوفه

GMT 21:53 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

جهاز المنتخب الوطني يحضر مباراة الأهلي والإنتاج الحربي

GMT 17:44 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تونس تتصدر أجانب الدوري المصري بـ16 لاعبًا في الأندية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon