توقيت القاهرة المحلي 21:57:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زينة العرب

  مصر اليوم -

زينة العرب

بقلم - سمير عطا الله

مرت ذكرى (43) رحيل أم كلثوم الأسبوع الماضي وأنا أتردد، أكتب أم لا أكتب. ثمة جيل أو أكثر، لا يعرفها. ولم يكن في العشرينات عندما غنت «انت عمري». و«أنساك». و«دارت الأيام». وهو جيل لا يذكر تماماً مقام أحمد رامي في الشعر. ولا يسميه «رامي» كما كنا نسميه على أساس أنه فرد من العائلة. ولا يعرف كامل أو مأمون الشناوي وما كتبا. ولا داب وتاب وعاش على ألحان رياض السنباطي وبليغ حمدي.

فلماذا نكتب لهذا الجيل الذي لا يعرف، حسيّاً، لماذا سمتها الأجيال التي قبله «الست» و«كوكب الشرق» و«الهرم الرابع»؟ هل يمكن أن يفهم عصرها حقاً؟ وأن يمضي ليلة الخميس وهو يفقد توازنه كلما هتفت إِنتَ، إنت، ينتى عمري؟ صحيح أنها عبرت من عصر إلى عصر عندما غنت لأهلنا، ثم أنشدت لنا. ولكن مع غيابها كان الوقت أيضا قد غاب. والقصيدة قد فقدت صبرها. والنكسة قد أشعرتنا بالخجل، فلم تعد الجماهير تطلع السطوح والنوافذ وأغصان الشجر إلا كي تصغي إلى نزار يقرأ من «دفاتر النكسة»!
أم كلثوم كانت رمز العز وعلامة الفرح «ولا قصَّر في الأعمار طول السهر». وكان لا يزال للطرب عرش فأضافت إليه صولجاناً. وكانت الأغنية تؤلف وتلحن لكل الطبقات والفئات والأعمار، فغنت معها القصور والبيوت والأكواخ والبحور والصحاري، وتناهى غناؤها إلى هائميها من النوافذ والحانات والدكاكين وراديوات البوابين والنواطير وترانزستور عم عبده.
كل هذا لم يعد ممكناً بعد غيابها. ولم يعد أحد يحلم بأن يغني مثلها، أو يكتب أو يلحن لها. أعدت العالم لغيابها بذكائها الساخر. قبل أن تمضي طوت مسرحها وعزلت فرقتها وأحالت شعراءها على المعاش: لا رامي ولا ناجي ولا هذه ليلتي. والجموع أيضا ذهبت على التقاعد، فلم يعد الرؤساء والقادة يفاخرون بحجز الصفوف الأولى لعلها تلمح من على المسرح كيف تزدهر وجوههم بالمشاعر.
ما زلت أصغي إليها كل أسبوع. وأحياناً أجبن وأرفض. فبعض الذي تغني له من أوتار لم يعد في الأوتار، وبعض الذكريات تلاشت حتى كذكرى، وبعض الشعر شاب حتى أصبح نثراً. وبرغم كل غرورها وكبريائها وثقتها بالنفس، فقد حرصت على أن تترك لنا صوتاً لكل العصور ووجهاً لكل الفصول، فيروز. وبدهائها الريفي، عرفت فيروز كيف تنسجم مع إيقاع الزمن. أبقت على القصيدة، لكن من دون طولها. وأبقت على العشق لكن من دون إهانة. وزلزلت في الأغنية القومية، ولكن بدون ادعاء.
أخذت فيروز كل الأجيال. أطال الله بعمرها، وغمر بالرحمات زينة العرب.

عن الشرق الاوسط اللندنيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زينة العرب زينة العرب



GMT 18:47 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

يوسف إدريس.. جنون الإبداع وتمرد الفكر

GMT 18:33 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

روى صلاح دياب

GMT 03:01 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

الاتفاق السعودي في معادلة غزة

GMT 02:57 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

الخاسر يربح

إطلالات النجمة إليسا تعكس إحساسها الموسيقي

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - الإعلان عن موعد إلقاء نتنياهو كلمة أمام الكونغرس

GMT 14:49 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

مي عمر تكشف عن شخصيتها في مسلسل "الغربان"
  مصر اليوم - مي عمر تكشف عن شخصيتها في مسلسل الغربان

GMT 10:45 2018 الأربعاء ,28 شباط / فبراير

فرنسا تحتضن 500 ذئب لتحقيق هذا الهدف

GMT 05:36 2018 الإثنين ,10 أيلول / سبتمبر

"ديور" تطرح عطرها الجديد والمميز "Joy by Dior "

GMT 16:52 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

غضب عارم بين اللاعبين بسبب المستحقات في نادي المقاصة

GMT 09:34 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

"منظمة التجارة" تندد بالرسوم الأميركية على الصين

GMT 08:10 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

كيت ميدلتون تُظهر أناقتها خلال زيارتها قبرص

GMT 20:06 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"النجوم" يهزم "الاتّحاد السكندري" بهدفين نظيفين الإثنين

GMT 05:26 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

"مرسيدس" تبرز ملامح القوة والأناقة في "AMG G63"

GMT 00:48 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خالد النبوي يستأنف تصوير مسلسل " منطقة محرمة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon