توقيت القاهرة المحلي 06:08:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الساحر

  مصر اليوم -

الساحر

بقلم - سمير عطا الله

كل أربع سنين، تمتلئ شرفات المباني في لبنان بأعلام مختلفة من دول العالم: البرازيل، ألمانيا، هولندا، وغيرها من دول الفئة الرابحة في كرة القدم. ولا يُرفع علم أي دولة أخرى في أي مناسبة أخرى: لا إذا فاض موسم البن في البرازيل، ولا إذا فاضت الموازنة في ألمانيا، ولا إذا تضاعف موسم القرنفل في هولندا.
لاعبو كرة القدم هم أبطال هذا العصر؛ لأنهم يثيرون مشاعر وإعجاب الملايين. وكما كان يحدث في روما القديمة في مصارعة الرجال والأسود، فتختلف الجماهير بين بعضها البعض، هكذا تتحزب جماهير العصر للفرق، وتتشاجر، وأحياناً تحوّل الملاعب إلى حلبات.
محمد صلاح أثار من المشاعر والعواطف حول مصر، أكثر مما فعل نجيب محفوظ يوم حاز «نوبل» الآداب، أو مما فعل مجدي يعقوب يوم أصبح أشهر وأهم طبيب قلب في العالم. وسوف يكون دخله قريباً أعلى من دخل حملة «نوبل» مجتمعين في كل الحقول: طب وآداب وفيزياء، وسائر الجوائز السنوية الأخرى.
يروى في الغرب أن أعداد الراغبين في اعتناق الإسلام قد ارتفع كثيراً في الآونة الأخيرة، بسبب صورة محمد صلاح في النفوس. فقد أطل على العالم ساحراً كرته أمام الشاشات، بعد فترة طويلة من مشاهد إحراق الشبان في الأقفاص. ورفض العالم يومها أن يصدق، وقيل إنه منظر دعائي أعدته «داعش»، وسوف تظهر حقيقته قريباً؛ لكن حقيقته كانت ذلك الاستفزاز البشري غير المسبوق.
محمد صلاح ليس مصارعاً أو ملاكماً؛ بل بطل يهزم منافسيه من دون عنف: يفوز عليهم بالجري، ويتفوق عليهم بالصمود البدني، ويربح عليهم بمهارة التلاعب. وكيفما جرى وفاز وسحر ملايين المشاهدين، ظهرت على جبينه ألوان علم مصر.
حينما يكون محمد صلاح يكون فوز وفرح واعتزاز. تضاعف حجم الأرجنتين مرات كثيرة حين نزل مارادونا إلى الملاعب. الثروة الوحيدة في البرازيل التي لا يلحقها الفساد هي فائض المنتخب. كل ثانية كرة على تلفزيونات العالم في حجم موسم الحمضيات في فلوريدا.
العالم يتجه نحو الرياضات التي فيها حماس ودماء حارة، من دون أن يكون فيها أذى ودماء سائلة. تعبِّر الناس عن فرحها، وتفرّج عن كدرها، وتتحمس لأبطالها، من دون أن يُصاب هؤلاء بالرعاش كما حدث لمحمد علي كلاي. محمد علي كلاي كانت أهميته في قلبه كإنسان، لا في قبضته كملاكم. لا أنوف تهطم في مباريات محمد صلاح، ولا شفاه تدمى. والمناصرون يكفيهم أن تدخل الكرة في الشبكة المعادية.


نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الساحر الساحر



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الأميرة رجوة بإطلالة ساحرة في احتفالات اليوبيل الفضي لتولي الملك عبدالله الحكم

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:11 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

مدافع الأهلي ياسر إبراهيم يحتفل ببطولاته مع الفريق المصري

GMT 23:17 2020 الإثنين ,07 أيلول / سبتمبر

مؤشرا البحرين العام والإسلامي يقفلان على ارتفاع

GMT 01:16 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

مجد القاسم يطرح أحدث أغنياته الجديدة "أنا نادم" ‏

GMT 06:08 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

شريف إكرامي يرد على مدحت العدل

GMT 01:32 2020 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

فايلر طلب من مسؤلي الأهلي تأجيل قمة الدوري المصري

GMT 00:35 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

شيرين رضا أناقة ما بعد الخمسين بأسلوب بنات العشرين

GMT 20:29 2019 الجمعة ,05 تموز / يوليو

ننشر الأسعار الجديدة لتذاكر النقل العام

GMT 23:41 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مؤشر سوق مسقط يغلق منخفضًا الثلاثاء

GMT 09:52 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

إلينا سانكو تفوز بلقب "ملكة جمال روسيا" لعام 2019
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon