توقيت القاهرة المحلي 23:22:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قرن من القضايا

  مصر اليوم -

قرن من القضايا

بقلم : سمير عطالله

غاب السنيور خافيير بيريز دي كويار عن مائة عام من الدبلوماسية والسياسة. أكثر من نصف ذلك القرن، أمضاه خارج بلاده، البيرو: دبلوماسياً في باريس ولندن والهند، وأميناً عاماً للأمم المتحدة عام 1981، وبعد ولايتين في المنظمة الدولية خاض معركة الرئاسة في بلاده؛ لكن كان عليه أن يقتنع بمنصب رئيس الوزراء ووزير الخارجية.
كانت معالم السنيور دي كويار ملامح رجل كئيب لا يقوى على الابتسام؛ لكنها ملامح خادعة لرجل متواضع، طيب السريرة ودائم التفاؤل، برغم تلك الحياة الطويلة وسط مشكلات الكون. يقال إن البيروقراطية هي التي بنت العالم. والسنيور دي كويار كان مثال الموظف البيروقراطي الذي يخاف من أن يؤدي سقوط حصاة واحدة إلى سقوط البرج الأزرق فوق رأس العالم.
وكان مثل أي دبلوماسي رفيع، يعرف مسالك ومهالك وممالك السياسة الدولية، فعَبرها جميعاً من دون أن يرتطم بالجدار الأميركي أو الجليد السوفياتي. لكن برغم المهارة المدهشة في السير فوق حبال القضايا الصعبة، لم يخشَ إظهار صداقاته العربية، لا وهو في الأمانة، ولا بعد خروجه منها.
ومن بين تلك الصداقات الطويلة كانت المودة مع علياء الصلح، صاحبة أرقى صالون سياسي وأدبي في نيويورك ثم في باريس. وبعدما تابعتُ السنيور دي كويار صحافياً طوال سنواته العشر في الأمم المتحدة. توفرت لي عدة لقاءات اجتماعية معه في صالون «الست عليا» كريمة زعيم الاستقلال اللبناني رياض الصلح.
كانت عليا ظاهرة نادرة في تطور وارتقاء المرأة العربية. فلم يُرزق رياض الصلح بالبنين؛ لكنه في عائلة شديدة المحافظة، قرر أن ترثه الابنة الكبرى. وما بين «الجامعة الأميركية» و«السوربون» و«أوكسفورد»، جمعت عليا علوم السياسة وسدة اللغات. وطوال سنين وجدت في «النهار» منبرها ومنصة فروسيتها، في مقال افتتاحي أسبوعي تهتز له سياسات لبنان. وشكلت هي وغسان تويني وريمون إده جبهة مثيرة في مواجهة «المكتب الثاني»، أو المخابرات السياسية في ذلك الوقت.
بعد حرب لبنان وضمور البلد وصحافته، هاجرت عليا إلى باريس التي ضمت يومها العدد الأكبر من السياسيين المبتعدين عن الحرب. وأقامت هناك أهم صالون سياسي للبنانيين وسواهم. ثم انتقلت إلى نيويورك لفترة لم تدم طويلاً، فعادت إلى باريس لتقطن شقة مجاورة لـ«الإليزيه»، ليس إلا. وفي هذا الصالون المكدَّس بالثريات الإسلامية، كان يجتمع أهل السياسة والصحافة والأدب. وغالباً ما كان السنيور دي كويار يثري الجلسة بسبحة طويلة من الذكريات.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قرن من القضايا قرن من القضايا



GMT 10:20 2024 الجمعة ,24 أيار / مايو

«شرق 12»... تعددت الحكايات والحقيقة واحدة!

GMT 10:17 2024 الجمعة ,24 أيار / مايو

المحافظ في اللجنة

GMT 10:14 2024 الجمعة ,24 أيار / مايو

جائزة رباب حنفي

GMT 06:36 2024 الخميس ,23 أيار / مايو

الهوس بالمرأة

نانسي عجرم بإطلالة رقيقة في حفل لـ "Tiffany and co"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:14 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

إطلالات أنثوية لياسمين صبري باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنثوية لياسمين صبري باللون الأحمر

GMT 06:50 2022 السبت ,10 كانون الأول / ديسمبر

تألق البرازيلي برونو سافيو في 9 مباريات مع الأهلي

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 02:21 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

تعرّف على أشهر 9 رؤساء للبرلمان المصري

GMT 00:04 2024 الجمعة ,22 آذار/ مارس

ليونيل ميسى أكثر لاعب مشاركة فى كأس العالم

GMT 05:00 2022 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

قتيل و5 جرحى في هجوم بسكين في ميلانو

GMT 01:50 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نقابة الأطباء الإيطالية تدعو إلى فرض إغلاق شامل بسبب كورونا

GMT 23:06 2020 الإثنين ,06 تموز / يوليو

فيتنام مرشحة لاستضافة أول سباق في الفورمولا 1
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon