توقيت القاهرة المحلي 23:22:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

... وحكاية سيدتين

  مصر اليوم -

 وحكاية سيدتين

بقلم - سمير عطا الله

منذ اللحظة الأولى لمجزرة المَسجدين ظهرت في نيوزيلندا بطلة في حجم المأساة. في وقت واحد عرفت جاسيندا أرديرن كيف تتعامل مع السفاح، ومع ضحاياه. هو، الوحش الرقمي المخطِّط لأوسع عرض ممكن، منعت نشر صورته في أي مكان، أو نشر كلامه، ومنعت عنه أي صحيفة أو تلفزيون أو أي وسيلة تمتِّعه بأصداء ما فعل.
أرادت سيدة الأربعين عاماً، وأصغر حاكمة في البلاد، أن تقول للعالم أجمع، وخصوصاً للعالم الإسلامي، إن السفاح ليس نيوزيلندا، وإن نيوزيلندا هي تلك التي رفعت الأذان في أنحاء الدولة في مرور أسبوع على المجزرة، والتي تلت القرآن في البرلمان، والحاكمة التي لبست ثوب الحداد ولم تخلعه بعد. فكما أن في هذا العالم سفاحين وقتلة وإلغائيين، هناك أيضاً بشر من فئة الإنسان. ومن هؤلاء صدرت في ذكرى الأسبوع صحيفة المدينة وعلى صفحتها الأولى كلمة واحدة بالعربية: سلام!
بعيدة على حافة الأرض، كانت نيوزيلندا مسرحاً لأمثولتين: الهمجية التي يمثلها همجيو الأرض، والإنسانية التي جسدتها أرديرن. لم يكن مفر من تذكر السيدة الأخرى، أنجيلا ميركل، التي دعا السفاح في «بيانه» إلى قتلها. إنها الحاكمة التي فتحت أبواب ألمانيا أمام مليون نازح سوري، عدد يكفي لتغيير معالم برلين وغيرها.
وقد عاد عشرات الآلاف من هؤلاء إلى بلدهم، رغم كل ما أحيطوا به من عناية، مفضلين حياة الشقاء والخوف على حياة الغربة الكليّة التي دُفعوا إليها. ليس أهل البلد كلهم ملائكة، ولا المهاجرون. ففي اليوم التالي لمجزرة المسجدين، أقدم مهاجر تركي في هولندا على مجزرة صغيرة. أيضاً كان هؤلاء أناساً لا يعرفهم ولم يرَ وجوههم من قبل. ليس فقط أن الإرهاب لا دين له، كما قال عمران خان، بل أيضاً لا قلب له. إنما له عيون مثل عيون الوحوش الخرافية. فالسفاح كان يرى ضحاياه يتساقطون ثم يطلق النار من جديد، للتأكد من وفاتهم. ومن أربعة مساجد في المدينة، توافر له الوقت لمهاجمة اثنين متقاربين.
قادت جاسيندا أرديرن شعبها إلى الإسراع في محو اللطخة التي لحقت بالبلاد. ويوم كانت تعمل مستشارة في إدارة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، كانت أكثر من عارض وقوفه إلى جانب جورج دبليو بوش في احتلال العراق. لا تحتاج المواقف الإنسانية إلى خبرة، بل إلى شجاعة.
حاكمة دولة صغيرة على حافة الأرض، وزعيمة ألمانيا الموحدة القادمة من عزلة ألمانيا الشرقية، قدمتا لعالمنا المفكك درساً في الشجاعة الأخلاقية.

 

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع      

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 وحكاية سيدتين  وحكاية سيدتين



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:33 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة علوش
  مصر اليوم - عمرو يوسف يتحدث عن شِقو يكشف سراً عن كندة علوش

GMT 13:37 2023 الجمعة ,03 آذار/ مارس

افتتاح مطعم وجبات خفيفة أثري في إيطاليا

GMT 08:36 2021 الخميس ,14 تشرين الأول / أكتوبر

خبير ديكور يوضح الفرق بين الحجر الطبيعي والحجر الصناعي

GMT 16:31 2021 الأربعاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

"AZZI & OSTA" تطلق تشكيلتها الجديدة

GMT 23:47 2021 الأربعاء ,18 آب / أغسطس

"Dior Baby" تكشف عن مجموعتها لموسم خريف شتاء 2021-2022

GMT 23:17 2017 الأحد ,10 كانون الأول / ديسمبر

​المصري يبحث التعاقد مع حارس مرمى في كانون الثاني

GMT 03:00 2020 الثلاثاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

فتاة توجه نصيحة للمصريين بعد إصابة 12 فردًا من أسرتها بكورونا

GMT 21:54 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

5 خطوات لاستخراج بدل فاقد لبطاقة التموين فى مصر إلكترونيا

GMT 22:12 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

الأسهم الباكستانية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 22:31 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الثلاثاء 28 يوليو

GMT 09:35 2020 السبت ,25 تموز / يوليو

غاريث بيل يضع شرطًا للرحيل عن ريال مدريد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon