توقيت القاهرة المحلي 12:58:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحكمة البرتغالية في المسألة الباليستية

  مصر اليوم -

الحكمة البرتغالية في المسألة الباليستية

بقلم : سمير عطا الله

 كان أنطونيو سالازار، حاكم البرتغال، يردد باستمرار: «لا غاية لي غير التي تمكنني من أن أمكن البرتغالي من أن يحيا حياته العادية. حياة كل يوم». خلال حرب لبنان، ومذلة اللبنانيين الكبرى، كان جميع الأهالي يرددون: «لا نريد أكثر من أن يخرج أبناؤنا إلى أعمالهم، ويعودوا».

أكثر من يعرف معنى هذا القول الآن، السوريون والعراقيون، الذين يعيشون حياة غير عادية. أي أن كل مقومات العيش صعبة ومهددة: الأمن، والعمل، والرغيف، والطمأنينة، وحرية الفكر، والتنقل. لا شيء فوق العادة. فقط تلك العاديات البديهية التي تتمتع بها معظم شعوب الأرض.

انقلاب كيم جونغ أون على نفسه أحرج عالم البطولات والصواريخ في كل مكان. أخيراً ترك الزعيم المبجل إرث جده ووالده من الخطب والحروب والتهديدات، وقرر أن يمنح شعبه أغلى شيء يمكن أن يقدمه له: حياة عادية فيها ما يكفي من الأرز وحليب الأطفال، وفيها القليل من الحرية، ويسمح فيها للشعب الكوري بأن يشاهد الأفلام التي يشاهدها زعيمه.

كان كيم أون إلى أسابيع قليلة، يريد أن يهزم الإمبريالية، ويدمر مدن أميركا، ويهدد اليابان، ويمحو كوريا الجنوبية. وربما كان كل ذلك مهماً. لكن يبدو أن هناك من أقنعه بأن عليه قبل ذلك أن يؤمِّن الطحين للأفران، والوقود للسيارات - إذا وُجدت - ومنهجاً مدرسياً يعلم شيئاً غير خُطب كيم إيل سونغ، لأن عالم كيم إيل سونغ أصبح مما قبل التاريخ.

مسيرة أون نحو الحياة العادية على رأس شعبه سوف تُحرج أنظمة كثيرة تُطلق صواريخها خارج الحدود. سوف تعلن الثورة الإيرانية نجاحها عندما يعلن الرئيس روحاني أنه سوف يترك اليمن، وسوريا، والعراق، ولبنان، ومصر، والبحرين، لكي يعود إلى طهران. وعندما يعلن إنجازات حكومته في محاربة البطالة والفقر، لأن ذلك هو الانتصار الأكبر على الشيطان الأكبر. الشعوب التي لا تعرف الكفاية العادية، شعوب منكسرة.
لقد تجمع العالم حول كيم أون، ولم يعد مرتعباً من هواياته المرعبة. اليابان وأميركا وكوريا الجنوبية تعرض عليه الانضمام إلى نادي الحياة العادية. أفران على رفوفها خبز، وعملة مقبولة في السفر، وبرامج مدرسية تمكِّن الطلاب من التعرف إلى حدث حديث يدعى شكسبير. مثلاً.

لقد وضع سالازار شعاراً بسيطاً لا يناقش. ليس فيه جدليات ماركس، ولا فورات لينين، ولا فلسفات الرأسمالية: مجرد حياة عادية كي يرتاح هذا العالم من الثقافة الباليستية.

نقلا عن الشرق الآوسط اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكمة البرتغالية في المسألة الباليستية الحكمة البرتغالية في المسألة الباليستية



GMT 02:45 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

القصور تكتظ بهنَّ

GMT 02:41 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

طمأنينة الحج وفسوق السياسة

GMT 02:37 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

أحلام كسرى وفلتات الوعي

GMT 02:33 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

مأساة السودان وثقافة إنكار النزاع الأهلي

الأميرة رجوة بإطلالة ساحرة في احتفالات اليوبيل الفضي لتولي الملك عبدالله الحكم

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:11 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

مدافع الأهلي ياسر إبراهيم يحتفل ببطولاته مع الفريق المصري

GMT 23:17 2020 الإثنين ,07 أيلول / سبتمبر

مؤشرا البحرين العام والإسلامي يقفلان على ارتفاع

GMT 01:16 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

مجد القاسم يطرح أحدث أغنياته الجديدة "أنا نادم" ‏

GMT 06:08 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

شريف إكرامي يرد على مدحت العدل

GMT 01:32 2020 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

فايلر طلب من مسؤلي الأهلي تأجيل قمة الدوري المصري

GMT 00:35 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

شيرين رضا أناقة ما بعد الخمسين بأسلوب بنات العشرين

GMT 20:29 2019 الجمعة ,05 تموز / يوليو

ننشر الأسعار الجديدة لتذاكر النقل العام

GMT 23:41 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مؤشر سوق مسقط يغلق منخفضًا الثلاثاء

GMT 09:52 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

إلينا سانكو تفوز بلقب "ملكة جمال روسيا" لعام 2019
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon