توقيت القاهرة المحلي 02:50:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحكاية

  مصر اليوم -

الحكاية

بقلم - سمير عطا الله

تقول الزميلة جيزيل خوري بعد نحو أربعة عقودٍ من العمل التلفزيوني النجومي، إن التلفزيون الآن لم يعد سوى حكاية story))، فالخبر أصبح يأتي من كل مكان، من الهواتف والشاشات والساعات. والعنصر الأساسي الذي لا يزال يجذب الناس في البرامج الكثيرة هو الناحية القصصية. وقد صدرت أخيراً سيرة جديدة لوينستون تشرشل، لعلّها الألف، فيما صدر عنه من كتب. غير أن ميزتها التركيز على موهبة تشرشل الحكواتية في قيادة بريطانيا، خصوصاً خلال الحرب العالمية الثانية.
أدرك تشرشل أن أسلوبه يعبئ الناس من خلفه، وكان هذا أهم عاملٍ في قيادة الحرب. وفي عام 1940 ذهب يتفقد بارجة حربية، وفيما هو يستعرض الجنود قال له أحدهم في صوتٍ عالٍ: «هل كل ما تقوله صحيح يا رئيس الوزراء؟»، فأجاب: «اسمع يا فتى، لقد قلت أكاذيب كثيرة من أجل بلدي، وسوف أقول المزيد منها بعد الآن». ومن أجل رفع معنويات قواته صرّح في عام 1940 أيضاً بأن الغواصات البريطانية أغرقت نصف التوربيدات الألمانية. فاتصل به قائد فرقة الغواصات وقال له: «سيدي الرئيس لقد بالغتَ كثيراً في كلامك. فالصحيح أننا أسقطنا 9 توربيدات من أصل 57». فأجابه تشرشل: «هناك رجلان يغرقان التوربيدات في هذه الحرب. أنت في المحيط الأطلسي وأنا في مجلس العموم. وكما تعرف أنت مهمتك جيداً، أنا أيضاً أعرف مهمتي، فأنت عليك أن تدمِّر أسلحة العدو وأنا عليَّ أن أدمِّر معنوياته».
كان تشرشل يعتبر أن الحياة مجرّد مسرحٍ؛ خصوصاً في حالة الحرب. فالناس جميعاً في أوضاعٍ غير طبيعية، أي كلمة تؤثر فيهم وأي ظاهرة بسيطة تحبط معنوياتهم أو ترفعها. ولذلك كان يشركهم في مشاعره بكل صدق لكي يربح ثقتهم المطلقة على الدوام. فإذا شعر مرة بالحاجة إلى البكاء، بكى. وإذا شعر بحاجتهم إلى الضحك أضحكهم. هكذا كانت أيضاً حياته بين معاونيه وقادته العسكريين، وأدرك أن الأهم من الانتصار على الأعداء هو الانتصار على رفاقه والحؤول دون شعورهم بالهزيمة، أو تشجيعهم على المتمرد على أوامره.
تقارن السيرة الجديدة للزعيم البريطاني بين ما يسمى الآن «الأنباء المزيفة» وبين ما كان يعرف في الحروب الماضية؛ خصوصاً النفسية منها، بـ«الأخبار المضللة». لكن الفارق بين القديم والحديث أن التضليل كان جزءاً من سياسات الدول، أما الآن فقد أصبح حالة عامة يستخدمها الأفراد أكثر من المؤسسات ويهشمون من خلالها كرامات الناس العاديين. وإضافة إلى الحرف المزوّر شاعت الصورة المزوّرة وهي الأكثر قساوة.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكاية الحكاية



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 02:55 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

نيللي كريم تتحدث عن ظهورها في فيلم "كازابلانكا"

GMT 20:58 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

دي ليخت بين مطرقة عمالقة أوروبا وسندان برشلونة

GMT 18:43 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

خبير أرصاد يُحذّر من استخدام الكمامات في العاصفة

GMT 12:42 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

خطرٌ يُهدد حياتك بسبب النوم أكثر أو أقل من 8 ساعات يوميًا

GMT 02:16 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

بدران يؤكد أن الموز يُخفّف حموضة المعدة

GMT 12:55 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

مباراة توتنهام ضد تشيلسي تخطف الأضواء في الدوري الإنكليزي

GMT 03:34 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

مميزات استخدام ديكور الجدران الخرسانية في غرف النوم

GMT 21:44 2018 الأحد ,09 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جديدة مثيرة في واقعة "مذبحة الشروق"

GMT 23:32 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

صخرة برشلونة مهددة بالغياب عن مواجهة فياريال
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon