توقيت القاهرة المحلي 00:13:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بكل مودة

  مصر اليوم -

بكل مودة

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

تلقيت من وزير الخارجية اللبناني الدكتور عبد الله بو حبيب، تأنيباً مختصراً، هذا نصه: «كنت وما أزال أحترم سمير عطا الله، شرط أن يحترم سمير عطا الله نفسه ولا يكتب مثل السوشال ميديا».
شكراً على الاحترام، فهو متبادل، وهو الأهم في هذه المرحلة من السقوط الرهيب التي تجرف لبنان.
فات الوزير العزيز، سهواً أو عمداً، ولأسباب خاصة به، أن يشير أيضاً إلى مودة صادقة تجمعنا منذ أربعين عاماً، لا علاقة لها بالسياسة ولا بالمواقع. ولا هي تأثرت قبل موقع الوزير الحالي، بما يتأثر به العاملون في السياسة اللبنانية وضروراتها وأقدارها.
للمزيد من الإيضاح، أحب أن أبلغ الوزير العزيز بأنني لم أطلع مرة، أو لحظة، على «السوشال ميديا» لكي أعرف كيف تكتب، وأتحاشى مثل هذا الارتكاب الأخلاقي الطاغي في لبنان، ولا أنني أبني مواقفي من بلدي وأصدقائي، وفقاً لإملاءات أحد، خصوصاً ما يسمى «السوشال ميديا» في لبنان، لأنها نقيض التواصل والآداب الاجتماعية. إنها وسيلة تشبه وضعنا الحالي، وليست تشبهك ولا تشبهني والحمد لله.
كنت أتمنى لو أنك اكتفيت بالعتاب، كما هو طبعك وخلقك، ولم تصل إلى التأنيب كما هو طبع البلد في هذه الأيام. وإذا كنت أنا قد أشرت إلى تاريخك الدبلوماسي فمن أجل تذكيرك بنصف قرن من الآداب واللياقة والعمل الوطني. لغتك اليوم غريبة عن لغة الأمس. والجميع يعرف ظروفك. لكن رجلاً في مثل كفاءتك يؤتى به إلى الخارجية لكي يصحح ما تراكم من أخطاء وسلبيات ومخالفات للعمل الدبلوماسي.
المسألة هنا ليست «سوشال ميديا»، أو ما ساهمت به الخارجية قبل مجيئك من عزل لبنان أسوأ عزلة في تاريخه، المسألة هي ما يتوقع الناس منك، وما لم نتوقعه لحظة من سواك. فعندما تسلمت هذه الحقيبة، التي هي أمانة لبنان الأولى بالنسبة إلى مقيميه ومغتربيه، شعرنا جميعاً بأمل تلقائي، وبأن الوزارة عادت من رحلتها السقيمة في النكات المبتذلة والأخطاء الصبيانية، كأن يعتبر سلفك أن «البدو» والبادية إهانة تعير بها الجزيرة العربية.
برغم المعوقات الواضحة التي أنت محاط بها، أحب أن أتمنى لك التوفيق. لقد كانت علاقة السلطة الفلسطينية والرئيس عرفات بصندوق النقد الدولي عن طريقك. ونأمل أن يعود عن هذه الطريق الكثير من عروبة لبنان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بكل مودة بكل مودة



GMT 05:08 2024 السبت ,18 أيار / مايو

مورد محدود

GMT 05:02 2024 السبت ,18 أيار / مايو

نهاية مصارعة الثيران

GMT 04:57 2024 السبت ,18 أيار / مايو

التكلفة الباهظة للفقر

GMT 04:52 2024 السبت ,18 أيار / مايو

«كايسيد»... الحوار والسلام في عالم متغير

اختيارات النجمات العرب لأجمل التصاميم من نيكولا جبران

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 13:25 2024 السبت ,18 أيار / مايو

استلهمي ألوان واجهة منزلك من مدينة كانّ
  مصر اليوم - استلهمي ألوان واجهة منزلك من مدينة كانّ

GMT 03:31 2015 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

منظمة "الصحة العالمية" تحذر من تناول اللحم المقدد

GMT 00:50 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو عبد الحق يفوز برئاسة النصر وقائمته تكتسح الانتخابات

GMT 18:00 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

يجب أن تستبدل هذه التجهيزات الأساسية في المطبخ

GMT 07:55 2021 الثلاثاء ,07 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الثلاثاء 7-9-2021 في مصر

GMT 09:52 2021 الأربعاء ,04 آب / أغسطس

وائل جسار يؤجل حفله في بغداد بسبب كورونا

GMT 14:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : علي خليل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon