توقيت القاهرة المحلي 00:00:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نجمة «أكياس البطاطا»

  مصر اليوم -

نجمة «أكياس البطاطا»

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

بلغت أوبرا وينفري السبعين من العمر. هل هذا مهم؟ سوف أحاول أن أشرح. عندما بدأنا مشاهدة أفلام هوليوود، كان أقصى دور يعطى للممثلة «الزنجية» هو دور الخادمة الطيبة التي تتفانى في سبيل سيدتها البيضاء، الثرية الجميلة، كما في «ذهب مع الريح»، الأكثر دخلاً وشهرةً حتى اليوم. وكان أهم «انتصار» للأميركية السوداء في الستينات أن روزا باركس تجرأت على الجلوس في الباص في المقاعد الأمامية المخصصة للبيض.

هابي بيرث داي، دير أوبرا: ممثلة، مذيعة، مقدمة برامج، عالمة سياسية، سيدة أعمال، وثروة من 2.8 مليار دولار. ليس هذا الرقم الأهم في حياة عزيزتي وسيدتي أوبرا. الأهم هو الرقم 450 مليون دولار الذي تبرعت به للعمل الخيري منذ أن انتقلت من فتاة جائعة إلى «درب النجوم» على مدى أربعة عقود. هجر والدها العائلة، وترك الطفلة في حضانة أمه. ولم تستطع جدتها أن تلبسها من ثياب سوى «أكياس البطاطا». كان أول عمل خيري قامت به بعد نجاحها إنشاء مدرسة للبنات في جنوب أفريقيا، وسمّتها «بناتي».

حلّت أوبرا في المرتبة 31 بين الأميركيات الأكثر تأثيراً. وبين أصدقاء فتاة أكياس البطاطا، الرئيسان بيل كلنتون وباراك أوباما. وقيل إنها سوف تخوض معركة الرئاسة، لكنها نفت ذلك قائلة «ليس ذلك في جيناتي».

يرجّح أنها السيدة الأكثر شعبية بين أصحاب اللون الأكثر عذاباً وقهراً في التاريخ. وكان هؤلاء يسمّون في السجلات الرسمية، بكل بساطة، «عبيداً». والآن صارت الزنجية وزيرة خارجية، والزنجي رئيساً. وفي بريطانيا، عاصمة تجارة الرق، أصبح الأفريقي أيضاً وزيراً في «الفورين أوفيس» و«الملوّن» قاطناً سيداً في 10 داوننغ ستريت.

ربحت البشرة السمراء حرب الحرية بعد ملحمة إنسانية رهيبة. في تقسيمه للبشر، وضع الشاويش النمساوي أدولف هتلر الأفارقة في الدرجة الثالثة عشرة. وبرغم أنهم «شيوعيون»، أرسل خلفاء لينين قطعة من دماغه إلى برلين لفحص أسباب تفوق الرجل الأبيض. أوبرا وينفري نموذج المتفوقين المتهمين بالنقص العضوي: المرأة والأفارقة. كانت رواندا أرعب نموذج على الوحشية القبلية، وخلال عام واحد أصبحت أعظم نموذج للمصالحة البشرية.

كم أتمنى أن يقوم وفد مشترك من التوتسي والهوتو بزيارة لبنان لإعطاء الدروس في التخاطب بين أبناء الوطن الواحد، أو الغابة الواحدة، أو الدغل الواحد. لكنهم إذا اطلعوا على عينة من انحطاط التواصل الاجتماعي، سوف يأنفون. لا يتحمله بشر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نجمة «أكياس البطاطا» نجمة «أكياس البطاطا»



GMT 20:04 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل والمسرحية.. والمتفرجون

GMT 03:13 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

تواصل جاهلي

GMT 03:10 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

«عاشوراء» إيرانية في سماء إسرائيل

GMT 03:04 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

الحلّاق الإيراني ورقبة السلطان

GMT 02:57 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

هل تمنع أميركا حرباً إقليمية؟

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:30 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
  مصر اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 18:29 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

طلعت زكريا يفاجئ جمهوره بخبر انفصاله عن زوجته

GMT 12:07 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

كيفية تحضير كب كيك جوز الهند بالكريمة

GMT 09:10 2018 الأربعاء ,15 آب / أغسطس

"الهضبة" يشارك العالمي مارشميلو في عمل مجنون

GMT 10:56 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

النسخة العربية للعبة كابتن تسوباسا

GMT 14:08 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

أوستراليا تسجل أدنى درجة حرارة خلال 10 سنوات

GMT 01:41 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

تريزيجيه يدعم محمد صلاح بعد الإصابة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon