توقيت القاهرة المحلي 12:35:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اعتذار إلى «ميشا»

  مصر اليوم -

اعتذار إلى «ميشا»

بقلم - سمير عطا الله

يتمتع أهل نيويورك وسكانها الحاليون بالأعمال الفنية التي تركها جار قديم منذ مائة عام، هو جبران خليل جبران. وقد عاش الكاتب والشاعر والرسام، طفولته في بلدة بشري اللبنانية، ويفاعه في بوسطن، وشبابه في نيويورك. وأمضى فيما بينها، أربع سنين في باريس وبيروت.

يُكتب الآن الكثير عن معرض «عودة جبران إلى نيويورك». وكُتب عنه الكثير منذ وفاته. وأقيمت له التماثيل في أميركا وفرنسا. وترجم إلى أربعين لغة، وبيع من كتبه ملايين النسخ، خصوصاً «النبي». وكنت بين آلاف الذين كتبوا، ولا جديد عندي أضيفه إلى ما كتبت أو ما كتبوا. لكن عليّ اعتذار. ليس لجبران، وإنما لأشهر رفاقه وأعز أصدقائه، ميخائيل نعيمة.

قرأت جبران، مثل الجميع، وأنا في الرابعة عشرة، سن الحزن والحب والتمرد. وكرهنا جميعاً السيرة التي وضعها نعيمة عنه. ورأينا فيها حسداً وضغينة وانتقاماً. ورأيت أن نعيمة حاول التقليل من شأن صديقه، وخان في الأمانات، وروى عن حياته تفاصيل صغيرة كان في الإمكان الاستغناء عنها. وبقيت على تلك القناعة. وزاد فيها أنني لم أحب أسلوب نعيمة في الكتابة لأنه جاف، ولم يخرج من خشونة القرية كما فعل جبران. وبينما رفرفت طيور جبران في أرجاء الكون الكبير، أخفق نعيمة في التحليق بعيداً.

إذ أتابع «عودة جبران إلى نيويورك»، اكتشفت بالصدفة أنني ارتكبت خطأً كبيراً في حق نعيمة. الرجل وضع سيرة زميله على الطريقة الأميركية: الحقائق المرّة، وخصوصاً الدراماتيكي منها. نعيمة كتب بالأسلوب الموضوعي، ونحن قرأنا بالطريقة العصبية والحزبية التي لها علاقة بضغائن القرى أكثر مما بالنقد الأدبي، أو من السيرة، أو بالحداثة التي كان نعيمة قد اكتشفها ونهل منها وهو يجول ما بين أوكرانيا والولايات الأميركية، ويقاتل في الجيش الأميركي خلال الحرب العالمية الأولى.

كان على نعيمة أن يتولى هو الدفاع عن كتابه عن جبران. وأن يشرح الدوافع. خصوصاً وأنه كان يدرك أكثر من سواه أن جهلاً كبيراً كان يحيط بأهل تلك المرحلة، وأن عاطفة شديدة كانت تسيطر عليهم في كل ما يتعلق بجبران. بعد 100 عام لا يزال في تلك الثنائية شيء من الانكسار في أجنحة نعيمة. نيويورك تتذكر ونيويورك تنسى. نيويورك تتنقل بين حدائق جبران حيث أمضى الكثير من عمره القصير، لكن ليس من مقعد خشبي لرفيقه «ميشا»، كما كان يناديه تحبباً. في أي حال، أتمنى قبول الاعتذار حتى لو لم يكن يعني أحداً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اعتذار إلى «ميشا» اعتذار إلى «ميشا»



GMT 07:51 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

«عيد القيامة» و«عيد العمال»... وشهادةُ حقّ

GMT 07:48 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

فقامت الدنيا ولاتزال

GMT 07:45 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

حاملو مفتاح «التريند»

GMT 07:42 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

متى يفيق بايدن؟!

GMT 07:39 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

ممنوعات فكرية

GMT 20:19 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

انطلاق بطولة المدارس الأولي للكرة النسائية في مصر

GMT 10:43 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

هاشتاغ ستاد القاهرة للرجال فقط يتصدر تويتر

GMT 00:51 2020 الخميس ,30 كانون الثاني / يناير

موسكو تستضيف مهرجان مسرحي للصم بحضور فنانين من 9 دول

GMT 11:08 2019 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

رئيس الزمالك يهاجم الأهلي بعد التعاقد مع محمود كهربا

GMT 20:37 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

مديحة يسري وخلافها مع محمد فوزي بسبب قبلة

GMT 01:25 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

بنات أحمد زاهر تثيران الجدل على السوشيال ميديا

GMT 05:56 2019 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ثقافة القاهرة تتناول "موسوعة المشاهير.. الزعيم أحمد عرابي"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon