توقيت القاهرة المحلي 12:31:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الزعيم والإنسان: رسن رئيس العرفاء

  مصر اليوم -

الزعيم والإنسان رسن رئيس العرفاء

بقلم - سمير عطا الله

وصل يونس بحري إلى بغداد في 13 يوليو (تموز) 1958 للعمل في إذاعة العراق بعد شهرة طويلة في إذاعة برلين حملت صوته إلى العالم العربي يومياً وهو يهتف: «هنا برلين، حي العرب». وفي اليوم التالي لوصوله، وقعت مجزرة «قصر الرحاب» بقيادة عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف، فاعتقل يونس بحري في سجن أبو غريب السيئ الصيت.

يروي في مذكراته (الدار العربية للموسوعات) كيف بدأ السجن يزدحم يوماً تلو يوم برجال «العهد البائد» الذين كانوا إلى الأمس حكام البلاد. وبعد يومين من دخوله السجن طلب من الضابط السماح له بتناول «ساندويتش»، فرفس هذا رزمة من الساندويتشات بجزمته قائلاً «اخرس يا خائن. يا ذَنَب العهد البائد».

يقول بحري «كنا ونحن في السجن أكثر اطمئناناً من أي فرد في الخارج. فقد تساوى في الهلع والفزع المدنيون والعسكريون، وزالت الثقة تماماً بين العسكريين والمدنيين واندثرت معالمها، وحل محلها التنكر والحقد والكراهية». وصار حاكم السجن العريف رسن. لكن بعد 7 أيام رُقّي رسن إلى رئيس عرفاء ونادى بحري على المعتقلين لتقديم واجب التهنئة إلى رسن. وكلف بحري من قبل الرفاق أن يسأل رئيس العرفاء ماذا يريد كهدية، فأجاب رسن ضاحكاً «بابا جيم فلس وخلصونا». وبعد التهنئة انتحى البحري بعريفه جانباً وروى له قصة العريف باتيستا الذي أشعل نيران الثورة في كوبا، وحكمها عشرة أعوام. وطرب رسن للفكرة، وهمس في أذن بحري: إذا كان باتيستا عريفاً وفعل ما فعل، فكيف بي وأنا رئيس عرفاء؟ يكتب يونس بحري: «قلت له، يا ريِّس، إنك تتمتع بجميع الصفات التي تؤهلك للحكم. فالذي يستطيع أن يحكم هذا العدد الضخم من رؤساء الوزارات، والوزراء والأعيان والنواب والصحافيين، ويرضيهم ويونسهم، ألا يستطيع أن يحكم هذا الشعب الذي كان هؤلاء يحكمونه منذ 38 عاماً؟».

انتشرت قصة العريف باتيستا في سجن أبو غريب، ثم انتقلت إلى معسكرات الجيش ووزارة الدفاع، «وراح كل عريف يعتني بهندامه ويمعن في تلميع أزراره النحاسية وحذائه».

وأخذ الجنود والعرفاء يقبلون للتفرج على صاحب الفكرة من وراء الأسلاك. لكن بعد ظهر ذلك اليوم نادى آمر السجن على البحري وأمره بمرافقته إلى مكتب العقيد عبد السلام عارف وزير الداخلية. وعندما رآه الماثل أمامه قال له: سيادتك لم يجلس أحد خلف هذا المكتب إلا وكان شؤماً عليه. وعدّد له الأسماء من رشيد عالي الكيلاني إلى سعيد قزاز. فامتقع لونه وشاهدت شفته العليا ترتجف، وراح يتطلع إلى الطاولة تطلّع الرجل الذي صدقت أذناه ما سمع. وهكذا ربحت الجولة الأولى مع الرجل الذي غيّر كرسيه فوراً، وأشار إلى كرسي آخر وقال بصوت مرتجف: «اجلس».

إلى اللقاء...

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الزعيم والإنسان رسن رئيس العرفاء الزعيم والإنسان رسن رئيس العرفاء



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

خسائر خام برنت تتفاقم إلى 24% في هذه اللحظات

GMT 17:36 2020 الأحد ,12 إبريل / نيسان

الصين تعلن تسجيل 99 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 12:34 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon