توقيت القاهرة المحلي 04:31:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السيدة تودّع

  مصر اليوم -

السيدة تودّع

بقلم - سمير عطا الله

ودعت أنجيلا ميركل حزبها الحاكم بعد 18 عاماً من زعامته. في نهاية الخطبة وقف أركان الحزب يهتفون طوال عشر دقائق متواصلة: شكراً أنجي. Danke Angie. وحبست دموعها. ألمانيا تطوي صفحة من تاريخها السياسي بزعامة امرأة، وتتوقع مرحلة أخرى بقيادة امرأة أيضاً.
وفي لندن، التي تخرج من أوروبا بقيادة امرأة، يبدو المشهد مقلقاً وحزيناً بالنسبة إلى تيريزا ماي. كانت ميركل النقيض تماماً: فتحت أبواب ألمانيا بدل إغلاقها. شددت على الانتماء الأوروبي. وانتقدت، حتى في خطابها الأخير، سياسة الوقوف في وجه التعددية، وعودة الشعور القومي، منتقدة بذلك ماي وترمب، الذي رفع شعار «أميركا أولاً».
تنتقل القيادة السياسية في ألمانيا من سيدة إلى أخرى بكل هدوء، فيما تهتز جارتها الفرنسية بعنف وخوف. وما بين السنة الأولى لماكرون والسنة الأخيرة لميركل، يبدو الحال في البلدين شديد الاختلاف. والوضع العام في ألمانيا ليس صافياً تماماً، لكنه أفضل بأشواط مما هو عليه في بلاد الفرنسيين والإنجليز، كما يسمي الألمان جيرانهم الكبار.
هل تقاعدت أنجيلا ميركل برضاها التام؟ أشك كلياً في ذلك. فالمستشار في ألمانيا بشر هو أيضاً. والذين يحبون الأكل يحسدون وهم خارجون من المطعم الداخلين إليه. ومع أن ميركل اختارت خليفتها بنفسها، يظل هناك فارق أساسي: إنها ليست نفسها.
لكن القرار في الدول الديمقراطية ليس للفرد مهما علا شأنه. وعندما يذهب الحاكم إلى التقاعد لا يُقاس عهده بالسنين والولايات، وإنما بما ترك للناس وللبلد. ومنذ فيلي برانت يترك المستشارون لأهلهم في ألمانيا ما يتذكرونه بهم على مدى التاريخ. عفواً، أردت أن أقول منذ أيام كونراد أيديناور، معلم المدرسة السابق، الذي أعاد بناء ألمانيا. كان هناك مستشارون عاديّون، لكن لم يمر بالبلاد مستشار سيئ، أو فاشل. ومنذ أيام أيديناور إلى ميركل وخليفتها، جاءوا جميعاً من خلفيات بسيطة وطبقة اجتماعية متوسطة. لكنْ كل منهم على طريقته وضع حجراً ما في رفع ألمانيا نفسها.

 

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السيدة تودّع السيدة تودّع



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:49 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك
  مصر اليوم - افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك

GMT 12:36 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها
  مصر اليوم - أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها

GMT 02:55 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

نيللي كريم تتحدث عن ظهورها في فيلم "كازابلانكا"

GMT 20:58 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

دي ليخت بين مطرقة عمالقة أوروبا وسندان برشلونة

GMT 18:43 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

خبير أرصاد يُحذّر من استخدام الكمامات في العاصفة

GMT 12:42 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

خطرٌ يُهدد حياتك بسبب النوم أكثر أو أقل من 8 ساعات يوميًا

GMT 02:16 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

بدران يؤكد أن الموز يُخفّف حموضة المعدة

GMT 12:55 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

مباراة توتنهام ضد تشيلسي تخطف الأضواء في الدوري الإنكليزي

GMT 03:34 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

مميزات استخدام ديكور الجدران الخرسانية في غرف النوم

GMT 21:44 2018 الأحد ,09 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جديدة مثيرة في واقعة "مذبحة الشروق"

GMT 23:32 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

صخرة برشلونة مهددة بالغياب عن مواجهة فياريال

GMT 15:00 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

محمد الحنفى يؤكد انتظاره إدارة القمة منذ 3 سنوات

GMT 05:38 2018 الجمعة ,20 إبريل / نيسان

انطلاق أول رحلة لطائرة في الصيف "Stratolaunch"

GMT 10:06 2018 الجمعة ,13 إبريل / نيسان

هادجنز تتألق في تقديم مجموعة "سينفول كلورز"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon