توقيت القاهرة المحلي 09:22:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حروب الاستديوهات

  مصر اليوم -

حروب الاستديوهات

بقلم - سمير عطا الله

يركز إعلام الممانعة في الحملة على السعودية على قول الرئيس الأميركي ووزرائه إن «أمن السعودية مهم لأميركا وإسرائيل» على أساس أن في ذلك تهمة إلى الرياض في أوساط العرب. وإذا أخذنا المسألة على أنها حملة إعلامية لا سابقة لها في التاريخ، فهذا صحيح.
لكن إذا تمهلنا قليلاً وخرجنا من الاستديوهات إلى دور العقل والمصالح، فإن أمن السعودية وسلامتها، قضية تتعلق بأمن العالم بأسره. وأميركا، كما أوروبا، تتعامل مع المسألة على هذا الأساس. في بداية الأزمة السورية قال وزير الخارجية الدكتور وليد المعلم إن ارتداداتها سوف تشمل العالم أجمع. وسخر كثيرون من هذا القول آنذاك. لكنهم حتماً لا يسخرون منه اليوم فيما تحولت الأزمة إلى حرب إقليمية ودولية، وكارثة محلية لا مثيل لها في جميع حروب الشرق الأوسط. لذلك؛ من الأفضل أن يتمهل مسؤولو الاستديوهات قليلاً ويتركوا قضية خاشقجي المحزنة إلى قنواتها القضائية والدبلوماسية والسياسية المسؤولة.
لا أحد يطلب تجاهل الجريمة الكبرى، ولا تمييعها أو تركها للنسيان. لكن تحويلها إلى حرب بين الدول مغامرة لا يمكن لأحد أن يعرف نهايتها، أو حدودها أو ارتداداتها. وهذا ليس في مصلحة أحد. ومن الأفضل للجميع، وخصوصاً لذكرى الصحافي الراحل، أن تعود السياسة من الاستديوهات إلى مقار المسؤولية والفكر والتبصر.
لقد تحولت قضية الراحل إلى مجموعة حروب ومعارك وأهداف. خصوم ترمب في الولايات المتحدة رأوا فيها ساعة معركتهم. وتحالف «الإخوان» العالمي رأى فيها فرصته. وإيران وقطر وجدتا فيها باباً إلى الهجوم على الدولة السعودية بكل ما ومن تمثل. ولم تعد المسألة خافية على أحد.
كان أمام الأمير محمد بن سلمان، خياران: إما أن يجلس في مكتبه في انتظار أن تفلس الحملة من تلقاء ذاتها، وإما أن يتصرف كقائد شجاع تفرض عليه المسؤولية ألا يترك بلده وشعبه عرضة لهذه المتاهة التي لا نهاية لها.
انتقى الخيار الثاني. ووجد في قمة العشرين موقعاً أممياً يطل منه على العالم من جديد. كما وجد في الحكماء والحرصاء العرب، رفقة حسنة يطلعهم من خلالها على موقف الدولة ومشاريعها وخطط المستقبل. وكان هذا هو الحل الأمثل، لإخراج المملكة والعرب والعالم، من دوامة الاستديوهات المتمتعة بدعوة الهواة من الشوارع لكي يعظوا العالم في كيفية السلوك السياسي.
لا شك أن الاستديوهات، القديمة والجديدة، قد انتعشت بعد بوار طويل. لكن التعقّل أعاد إليها الآفة التي أصابتها في الماضي.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حروب الاستديوهات حروب الاستديوهات



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:49 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك
  مصر اليوم - افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك

GMT 12:36 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها
  مصر اليوم - أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها

GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

مندوب مصر يؤكد رفض بلاده العدوان على رفح
  مصر اليوم - مندوب مصر يؤكد رفض بلاده العدوان على رفح

GMT 02:55 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

نيللي كريم تتحدث عن ظهورها في فيلم "كازابلانكا"

GMT 20:58 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

دي ليخت بين مطرقة عمالقة أوروبا وسندان برشلونة

GMT 18:43 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

خبير أرصاد يُحذّر من استخدام الكمامات في العاصفة

GMT 12:42 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

خطرٌ يُهدد حياتك بسبب النوم أكثر أو أقل من 8 ساعات يوميًا

GMT 02:16 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

بدران يؤكد أن الموز يُخفّف حموضة المعدة

GMT 12:55 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

مباراة توتنهام ضد تشيلسي تخطف الأضواء في الدوري الإنكليزي

GMT 03:34 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

مميزات استخدام ديكور الجدران الخرسانية في غرف النوم

GMT 21:44 2018 الأحد ,09 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جديدة مثيرة في واقعة "مذبحة الشروق"

GMT 23:32 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

صخرة برشلونة مهددة بالغياب عن مواجهة فياريال

GMT 15:00 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

محمد الحنفى يؤكد انتظاره إدارة القمة منذ 3 سنوات

GMT 05:38 2018 الجمعة ,20 إبريل / نيسان

انطلاق أول رحلة لطائرة في الصيف "Stratolaunch"

GMT 10:06 2018 الجمعة ,13 إبريل / نيسان

هادجنز تتألق في تقديم مجموعة "سينفول كلورز"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon