توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سر مقولة السيسى: الفتن لن تنتهى

  مصر اليوم -

سر مقولة السيسى الفتن لن تنتهى

بقلم - محمد صابرين

مرات كثيرة يلقي الرئيس عبد الفتاح السيسي بجملة مهمة ملغمة، ويتوقف الكثير من المصريين أمامها، ويحاولون فك شفرتها، إلا أن الرئيس غالبا ما يتوقف عن إعطاء الكثير من التفاصيل، ومن أبرز الجمل عبارة أهل الشر الذين يحذر من شرورهم باستمرار، إلا أن العام الجديد شهد رسالة جديدة للشعب المصري، وهذه المرة قال إن الفتن لن تنتهي، و دعا المصريين إلي الوحدة في مواجهتها، وطالب بضرورة الحفاظ علي المحبة والتسامح والتآخي في مصر. وكان لافتا أن تحذيره ووصيته جاءت خلال افتتاحه لأكبر مسجد وكنيسة في مصر بالعاصمة الإدارية الجديدة .والتي رحب بها الجميع ، من بابا الفاتيكان البابا فرانسيس الي الرئيس ترامب الذي قال إن السيسي يقود مصر إلي مستقبل يتسع للجميع.

وهنا تحديدا السر وراء ما نشهده من صراعات وفتن، فنحن أمام صراع مابين رؤيتين للمستقبل :الأولي مستقبل للجميع في إطار دولة مدنية عصرية فيها الدين لله والوطن للجميع، أما الثانية فهي رؤية ظلامية المستقبل للجماعة والأهل والعشيرة، ولا مجال ولا حقوق مواطنة لأقباط مصر، الذين يمثلون أكبر تجمع للمسيحيين في الشرق الأوسط، ولا مجال لإقامة كاتدرائية ميلاد المسيح، والتي تجسد التسامح في مصر، والمستقبل الذي يضم الجميع ، ويقدم نموذجا لبقية المنطقة، بل ولدول العالم من حولنا التي باتت تضيق بالآخر، وبات نفر غير قليل من أهلها سواء في أوروبا أو الهند أو بورما يضيقون بتواجد الآخرين ناهيك عن تسامحهم إزاء ممارسة الآخر لشعائره الدينية. وأحسب أن الموقف في السودان يقدم لنا تجربة حية للنتائج العملية لعقود طويلة من حكم الإنقاذ، فقد انفصل الجنوب ، ودارفور وشرق السودان مهددان بالانفصال، والآن هناك قطاع عريض من الناس غاضبون لتدهور الأحوال، وضيق من المغامرات الخارجية، والتقلب في التحالفات والمعسكرات، بل ان البعض في السودان نفسه يقول إن جزءا من الغضب يعود إلي رفض مسألة أن السودان بات بندقية للإيجار. ولم يعد خافيا أن السودان تورط، والحكم يقول ان الآخرين هم من ورطوه في أعمال عدائية ضد مصر، من أبرزها محاولة اغتيال مبارك، فضلا عن العمليات الإرهابية ضد مصر.

..وأغلب الظن أن القيادة المصرية لم تكن تتحدث عن الأصابع الداخلية فقط عند حديثها عن فتن لن تنتهي، فهو بالتأكيد يتحدث عن الأصابع الخارجية التي تحرك الخيوط ضد مصر ودول عدة في المنطقة.ومن هنا تأتي أهمية تأكيد وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، من القاهرة، أن بلاده ستواصل دعمها للقاهرة في حربها ضد الإرهاب، وتشديد وزير الخارجية سامح شكري علي أن قدرات داعش تدهورت كثيرا، إلا أن شبكة الإرهاب لا تزال متواجدة، ورأينا ذلك في العديد من الدول مثل سوريا و ليبيا وحتي في غرب إفريقيا. هذا تهديد نواجهه كلنا ونحن عازمون علي القضاء عليه، الا أن لا شكري ولا بومبيو تطرقا الي من يقف وراء الارهاب.

..وفي مقابل الصمت فإن ليبيا والجزائر كسرتا الحاجز وقالتا إن تركيا هي القائد الرسمي للإرهاب في المنطقة، وليس في ليبيا فقط، وتتحمل مسئولية الفوضي والاغتيالات في ليبيا، وبهذا الوضوح حمّل المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي، العميد أحمد مسماري، تركيا مسئولية الفوضي التي تغرق فيها البلاد. وقال إن ليبيا صارت مسرحا لعمليات الإرهاب التركي، وذلك بسبب موقعها الجغرافي وساحلها الطويل وقربها من مصر، التي يسعي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلي محاصرتها. ومن أجل هذا الهدف، ركزت أنقرة علي دعم التنظيمات الإرهابية في ليبيا مثل الإخوان وداعش وغيرهما. وأكد المسماري أن هناك خيارات عدة لمحاسبة أنقرة علي تدخلها في الشأن الليبي. وقال تعليقا علي ضبط باخرة تركية محملة بالأسلحة في ميناء مصراتة غربي البلاد: نحمّل تركيا مسئولية الاغتيالات في صفوف الأمن والجيش والمحامين، هذا إلي جانب ضلوعها في العديد من العمليات الإرهابية. وكشف المسماري عن أن الجيش الليبي يحارب الأتراك منذ انطلاق عملية الكرامة، ووصل الأمر بتركيا إلي حد نقل المسلحين الإرهابيين المصابين من ليبيا إلي أراضيها، فضلا عن نقل مئات الليبيين للقتال في سوريا إلي جانب التنظيمات الإرهابية عبر تركيا.

وفي ذات الوقت كشفت الجزائر لأول مرة عن تورط جنرال سوري يقيم في تركيا بإرسال عناصر من الجيش السوري الحر إلي الجزائر، ومن بين المعتقلين 35 عنصرا بين ضابط وضابط صف عثر مع بعضهم علي مبالغ مالية تقدر بـ15 ألف دولار، وأوضحت الداخلية الجزائرية أن هؤلاء المقاتلين الذين تم ضبطهم علي مستوي المناطق الحدودية، قدموا من منطقة حلب، ولديهم علاقة وثيقة مع جبهة النصرة-التابعة للقاعدة- ويتحركون بإشراف الجنرال السوري المقيم في تركيا. وكشف حسان قاسيمي مسئول ملف الهجرة بالداخلية الجزائرية عن هذه المعلومات الاستخباراتية لجريدة الخبر الجزائرية. وقال إن الهدف من تحويلهم إلي الجزائر هو اختراق الجالية السورية في الجزائر، وتشكيل خلايا نائمة تخلق الفوضي في البلد،. وأشار الي ان المسار الذي اتخذوه في الوصول إلي الجزائر مثير للشك، فبعضهم قدموا من تركيا ثم إلي السودان ثم موريتانيا ثم يدخلون مالي ، وتساءل قاسيمي عن أسباب عدم طلبهم الحماية الدولية أولا من تركيا أو من مصر التي دخلوها بعد خروجهم من سوريا.

ويبقي أن أسرار الفتن التي لن تنتهي كثيرة بما لا يطاق، وأحيانا بما لا تسمح الظروف بتفصيله، ولكن يتكفل البعض بشرحه مثلما نري في حالة ليبيا والجزائر، والمعلومات تقول لنا أن مصر مستهدفة ، لذا علينا الحذر.

نقلا عن الاهرام  القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سر مقولة السيسى الفتن لن تنتهى سر مقولة السيسى الفتن لن تنتهى



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon