توقيت القاهرة المحلي 05:02:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نُذر إرهاب مقلقة

  مصر اليوم -

نُذر إرهاب مقلقة

بقلم - عطيــة عيســوى

 إذا لم تقف الدول الكبرى مع دول إفريقيا وقفةً جماعية قوية فى مواجهة الجماعات الإرهابية كما فعلت فى سوريا والعراق فإن دولاً مثل ليبيا ومالى والنيجر وبوركينافاسو وساحل العاج «ونيجيريا والصومال ستتحول إلى معاقل خطيرة للإرهابيين، تهدد ليس فقط مصالح الدول الغربية الاقتصادية والأمنية وإنما أيضاً وجود تلك الدول الإفريقية نفسها مثلما فعلت بالاستيلاء على شمال مالى عام 2012 قبل أن ينقذها التدخل العسكرى الفرنسى من براثنها.وإذا وقع المكروه ــ لا قدَّر الله ــ فسوف تتحول منطقة الساحل وربما شمال إفريقيا وشرقها إلى فوضى تدفع بملايين الأشخاص للفرار إلى دول الجوار بحثاً عن الأمان ولقمة العيش مُحدثين القلاقل وربما الاقتتال مع أهلها داقِّين المسمار الأخير فى نعش محاولات الحكومات الأوروبية وقف الهجرة غير المشروعة إلى بلادها.

دق الهجومان الإرهابيان المتزامنان على سفارة فرنسا ورئاسة أركان جيش بوركينا فاسو قبل أيام ناقوس الخطر من جديد وأعادا إلى الأذهان تحذيرات جهات متعددة من أن إفريقيا قد تتحول إلى موطن دائم لعناصر داعش وغيره من الجماعات الإرهابية بعد إسقاط إمارته فى العراق وسوريا وفرار من بقوا أحياءً من عناصره إلى مناطق أخرى، فى مقدمتها دول إفريقيا التى تعانى من عدم القدرة على إحكام الرقابة على حدودها.ففى ديسمبر 2017 حذر مفوض السلم والأمن بالاتحاد الإفريقى إسماعيل شرقى من أن ستة آلاف متطرف إفريقى قاتلوا فى صفوف داعش يمكن أن يعودوا إلى إفريقيا وطالب الدول الإفريقية بالاستعداد بقوة للتعامل معهم وبتبادل المعلومات الاستخبارية بشأن العائدين منهم.كما حذر خبراء الأمم المتحدة من أن مالى وجيرانها يواجهون تهديدات إرهابية متصاعدة خاصةً فى منطقة الحدود بينها وبين بوركينا فاسو والنيجر وأن الجماعات المتطرفة مثل تنظيم الدولة فى الصحراء الكبرى تعمل معاً لقتال قوة مكافحة الإرهاب المشتركة لدول الساحل الخمس(مالى والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد وموريتانيا). وفى ليبيا كشف مسئولون عن أن داعش يقوم بتجنيد مقاتلين من دول الجوار لتجهيز جيش جديد من ثلاث كتائب فى الجنوب الغربى الليبى حيث تنشط التنظيمات الإرهابية وشبكات تهريب المهاجرين والمخدرات والأسلحة.

المتشددون كثفوا هجماتهم على أهداف حيوية فى مدن رئيسية بدول الساحل فى السنوات الأخيرة تشمل منتجعات سياحية ومطاعم يرتادها أجانب ومراكز شرطة ومقار حكومية وقتلوا العشرات، من بينها 80 هجوماً فى بوركينا فاسو وحدها منذ عام 2015 وعجزت الحكومات عن مواجهتها لضعف إمكانياتها الأمنية والمادية مما استوجب تدخل دول مثل فرنسا والولايات المتحدة للمساعدة بالإضافة إلى قوات الأمم المتحدة فى مالي(12 ألفاً)،ومع ذلك لم تتمكن من القضاء تماماً على الجماعات الإرهابية وإن كانت قد حالت دون تدهور الوضع أكثر ومنعت سقوط دول بكاملها فى أيديها.وذكر تقرير لمجلس الأمن فى أكتوبر الماضى أن الهجمات الإرهابية زادت فى مالى بنسبة 100% خلال الأشهر الأربعة الأخيرة وقال الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون أمام مؤتمر دولى فى ديسمبر إن الحرب على المتطرفين بلغت ذروتها بمنطقة الساحل وأن هناك دولاً مهددة اليوم ويجب علينا تكثيف الجهود.وقال وزير خارجيته إن فرنسا عازمة على قتال الجماعات الإرهابية التى تشكل تهديداً لأمنها ومصالحها(تحصل فرنسا من النيجر على ما بين 25% و40% من اليورانيوم اللازم لتشغيل محطاتها النووية).

فرنسا نشرت 4500 جندى لمكافحة الإرهاب فى دول الساحل، وللولايات المتحدة قاعدة طائرات بدون طيار فى النيجر لمراقبة ورصد تحركات الإرهابيين وجنود لتدريب أفراد الأمن والجيش على مكافحة الإرهاب، وأعلنت ألمانيا أنها ستقيم قاعدة عسكرية مماثلة فى النيجر للغرض نفسه.وبعد محاولات مستميتة اتفقت دول الساحل بدعم وإلحاح من فرنسا على تشكيل قوة مشتركة من خمسة آلاف جندى لمكافحة جماعات الإرهاب نفذَّت أولى عملياتها فى أكتوبر الماضى وعملية ثانية فى يناير ولكن مازالت غير قادرة على إحكام سيطرتها على الحدود المشتركة، وتحالفت تلك الجماعات ضدها وشنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين هجوميها الجريئين على مقر قيادة الجيش وسفارة فرنسا فى بوركينا فاسو.فالقوة مازال ينقصها التدريب والتسليح المناسبان ولم يتم تدبير نفقاتها سوى لعام واحد بتبرعات من السعودية والإمارات والاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة ولم تسهم كل من الدول الخمس سوى بعشرة ملايين دولار فى ميزانيتها فضلاً عن أن موريتانيا وتشاد لم تنشرا حصتيهما المقررتين من الجنود بعد لأسباب غير معروفة مما أضعفها.

الإرهاب الذى كلف الاقتصاد العالمى 84 مليار دولار فى عام 2017 مقابل ثمانية مليارات فقط عام 2000 وفقاً لمؤسسات دولية وأمريكية تحتاج مكافحته لتعاون وتنسيق أكثر فعاليةً وحزماً بين الدول الكبرى والدول المبتلاة بالجماعات الإرهابية بتوفير التمويل والتسليح والتدريب اللازم للقوة المشتركة وتزويدها بالمعلومات الاستخبارية وما ترصده طائرات الاستطلاع وغيرها من تحركات الإرهابيين وإلاّ ستفشل فى تحقيق هدفها.فالعالم شهد 170 ألف عملية إرهاب منذ بداية الألفية الثالثة منها 12 ألفاً راح ضحيتها 25 ألف أنسان خلال عام 2017 وحده وتأثرت به 77 دولة فى 2016، حسب التقريرالسابق ولم يعد يحتمل المزيد.

نقلا عن الاهرام القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نُذر إرهاب مقلقة نُذر إرهاب مقلقة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

نانسي عجرم بإطلالات خلابة وساحرة تعكس أسلوبها الرقيق 

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 05:21 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

بايدن يؤكد استعداده لإعادة إعمار غزة
  مصر اليوم - بايدن يؤكد استعداده لإعادة إعمار غزة

GMT 08:54 2021 الأربعاء ,24 شباط / فبراير

ديكور فخم في منزل شذى حسون في برج العرب

GMT 13:39 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب كيرمان في شرق إيران

GMT 13:44 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

«الزراعة» تواصل خطتها لخفض استهلاك المبيدات الكيماوية

GMT 01:58 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

شالكه يسقط أمام كولن بالوقت القاتل في الدوري الألماني

GMT 06:57 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

التمدد أكثر فعالية من المشي لخفض ضغط الدم المرتفع

GMT 20:35 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل معجنات الثوم

GMT 07:25 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

توقعات العام 2021 لبرج الجدي وفق بطاقات التارو

GMT 17:55 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

ريال مدريد يتوعّد إلتشي بمواصلة سلسلة الانتصارات في "الليغا"

GMT 10:16 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الرئة وأبرز أسباب الإصابة بالمرض

GMT 02:14 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

ضياء السيد يؤكد أن هناك رواسب قديمة بين فضل وكهربا

GMT 13:05 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

ليكرز يرد بقوة على هيت ويتقدم 3-1 بنهائي السلة الأميركي

GMT 12:20 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قرار بدفن موتى كورونا على الطريقة التقليدية في الأردن
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon