توقيت القاهرة المحلي 08:41:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دبلوماسية المنتجعات لم تمس «غصن الزيتون» من وراء النافذة

  مصر اليوم -

دبلوماسية المنتجعات لم تمس «غصن الزيتون»       من وراء النافذة

بقلم : هالة العيسوي

 من أساسيات نجاح اي عملية تفاوض تهيئة الجو المناسب لجلوس المتفاوضين سواء كانوا أضدادا او أشباها، ومن انجح الوسائل الدبلوماسية التي تنتهجها كبريات الدول ما أسميه مجازاً »دبلوماسية المنتجعات »‬ وتتلخص في اختيار أماكن ذات طبيعة مريحة ودافئة نفسيا تشيع مناخا من الهدوء يساعد علي إدارة أصعب المفاوضات والوصول لأفضل الاتفاقات الممكنة. غالبا تقع هذه المنتجعات الدبلوماسية علي ضفاف بحيرات أو أنهار أوشواطئ البحار أو في منطقة غابات. هي نوع من التخدير النفسي للمتفاوضين وتفكيك العقد وربما الأعصاب وتذويب الخلافات السياسية والاقتصادية، أو حتي التخطيط للمؤامرات.

من أشهر تلك المنتجعات في عصرنا الحديث شرم الشيخ، الذي شهد مؤتمرات للسلام وكامب ديفيد الذي اشتهر باستضافة الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر فيه لمحادثات السلام المصرية الإسرائيلية في عام 1978 وأسفرت تلك المحادثات عن توقيع معاهدة كامب ديفيد، التي كانت أول اتفاقية سلام بين إسرائيل ودولة عربية. وأثناء الحرب العالمية الثانية اجتمع في المكان ذاته كل من الرئيس فرانكلين روزفلت ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرتشل للتخطيط لعملية غزو قوات الحلفاء لأوروبا . كذلك دافوس وهي مدينة صغيرة تقع علي نهر لاندوسيرو بسويسرا التي تستضيف سنويا نخبة من رجال الاقتصاد العالميين في المنتدي الشهير، وأخيرا وهنا بيت القصيد منتجع سوتشي الروسي الفاخر الذي استضاف عدة اجتماعات تخص الشأن السوري.
من المفترض أن تسفر اللقاءات الجارية في إطار »‬دبلوماسية المنتجعات»‬ - تلك الدبلوماسية المخدرة - عن رضاء كافة أطراف التفاوض وخروج كل طرف شاعرا بالفوز وتحقيق أهدافه. لكن ما يلفت النظر إلي نتائج لقاء سوتشي الأخير الذي انعقد تحت عنوان »‬مؤتمر الحوار السوري» وجري فيه وضع أسس وضع الدستور السوري الجديد بضمانة كل من روسيا وإيران وتركيا هو أن الطرف الوحيد الذي خرج راضياً من المؤتمر كان تركيا التي تشن حملة احتلال عسكري مقيت للأراضي السورية تحت عنوان رومانسي مضلل هو »‬ غصن الزيتون» في عفرين، بينما بدت سوريا - المعني الأول بهذا المؤتمر- غير مرتاحة لنتائجه ذلك ان التفاوض الفعلي كان يجري في غرف وممرات جانبية بغياب السوريين، في حين اتفقت الدول الضامنة الثلاث مع الأمم المتحدة علي صيغة البيان الختامي، بحيث تقوم كل دولة بترشيح 50 عضواً إلي اللجنة الدستورية علي أن يباركها زيادة أو نقصاناً »‬دي ميستورا» (المبعوث الدولي لسوريا) لتعمل وفق معايير وآليات تحددها الأمم المتحدة!
ارتياح انقرة لنتائج المؤتمر مفهوم، ففي سوتشي لم يواجه الضامنون الدوليون حملة »‬غصن الزيتون» التي تشنها تحت ذريعة مخاطر »‬الارهاب الكردي في عفرين» علي الأمن القومي التركي، ولم يناقشوا تطلعاتها للسيطرة علي مناطق سورية بعمق 30 كلم علي طول الحدود مع سوريا وصولاً إلي الحدود العراقية القريبة من الأردن وإيران.
هنا يبدو أن دبلوماسية المنتجعات نجحت فقط في تخدير الطرف السوري، وهي تجهز لتنفيذ المخطط الدولي لنزع الأهلية عن نظام دمشق،وهو أمر غير مقبول، بينما استفادت أنقرة من الأجواء المخملية في الخروج من مؤتمر سوتشي كالشعرة من العجين.
وفي الوقت الذي قطع الجيش السوري الطريق أمام دور أنقرة التي ظلّت تأمل في ضم محافظة إدلب إلي نفوذها ومصالحها في مقايضات الحل السياسي، بوصول الجيش إلي إدلب واستعادته مطار أبو الضهور، أتاحت لها الثغرة التي فتحها تحالف واشنطن مزيدا من الاطمئنان حين أصدر وثيقة الدول الخمس إثر اجتماعات نيويورك وباريس بما يتلاءم مع طموحاتها في سوريا بشأن الأقلمَة وتفتيت صلاحيات الرئاسة ومؤسسات الدولة.
ولأن اردوغان ينظر إلي ما هو ابعد من ذلك ويدرك أن واشنطن تتمسك بأحلام السيطرة علي مناطق سوريا الحيوية في النفط والغاز والمياه والغذاء وحيث توجد خطوط الترابط الاستراتيجي مع العراق وإيران تجده يهاجم الإدارة الأمريكية في الخطابات والتصريحات، في حين يسعي لاستعادة رعاية الناتو لبلاده في تحالف استراتيجي تستبدل فيه واشنطن أنقرة كحليف استراتيجي بالقوي السياسية الكردية التي تتبناها تكتيكياً لعدم توافر غيرها في الميدان. لكل ذلك دخلت تركيا »‬سوتشي» وخرجت منه وفي يدها »‬غصن الزيتون» لم يمسسه بشر

نقلا عن الاخبار القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دبلوماسية المنتجعات لم تمس «غصن الزيتون»       من وراء النافذة دبلوماسية المنتجعات لم تمس «غصن الزيتون»       من وراء النافذة



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt