توقيت القاهرة المحلي 17:14:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جديد أفراح المصريين بين حديقة الأزهر وسيوة

  مصر اليوم -

جديد أفراح المصريين بين حديقة الأزهر وسيوة

بقلم - سعد الدين ابراهيم

تسببت جائحة كوفيد 19 فى تأجيل العديد من أفراح الشباب المصرى الراغبين فى الزواج حتى لا تتسبب تلك الأفراح وما تنطوى عليه من تقارب المدعوين إلى ما لا تُحمد عُقباه!.

ولكن قريحة المصريين لم تعدم إيجاد الحلول والبدائل، ومن ذلك عقد الأفراح أثناء النهار، وفى أماكن فسيحة مفتوحة تسمح بالتباعد بين موائد المدعوين، ولذلك يتباعد هؤلاء المدعوون حول نفس المائدة، فبدلًا من جلوس عشرة مدعوين حول مائدة واحدة تقلص العدد إلى خمسة أو ستة حول نفس المائدة، ذلك فضلًا عن تباعد الموائد.

وكان ذلك ينطوى على تقليص عدد المدعوين إلى تلك الأفراح، التى أصبحت تقتصر على أسرتى العروسين، أقرب أقربائهما، وأصدق أصدقائهما. وكانت إحدى المزايا غير المقصودة لهذه الممارسة الجديدة فى أفراح الطبقة الوسطى هى الاقتصاد فى نفقات الأفراح، التى كان بعضها قبل جائحة الكورونا يصل إلى عشرات الآلاف من الجنيهات فى قاعات فنادق الأربع نجوم، وإلى ما يقرب من المليون فى قاعات فنادق الخمس نجوم.

وقُبيل جائحة كوفيد وتقييد السفر إلى الخارج، كان أبناء الطبقة المصرية الأكثر يُسرًا يُقيمون أفراحهم فى عواصم خارجية، مثل قبرص وأثينا وروما ولندن. وهو ما كان يعنى أن مَن يقبلون الدعوة إلى تلك الأفراح خارج البلاد هم بالضرورة من الميسورين أيضًا، الذين يمكنهم تحمل تكاليف السفر بالطائرات، حتى لو كان العروسان سيستضيفانهم فى تلك المواقع الخارجية، التى أصبحوا يُطلقون عليها مقاصد الأفراح Destination Weddings.

وكان ولا يزال إلى وقت كتابة هذا المقال (أواخر يوليو 2022) فى مصر- مثلًا- الأقصر وأسوان والجونة ومنتجعات البحر الأحمر، التى اكتشف المصريون جمالها فى مطلع القرن الحادى والعشرين- مثل خليج أبوسومة وسهل حشيش وشلاتين، قُرب الحدود المصرية السودانية، فضلا عن الحدائق العامة داخل المدن كحديقة الأزهر، والمساحات الواسعة الغنية بجمال الطبيعة كواحة سيوة. وفى ذلك السياق يكتشف المصريون جمال مواقع عديدة من وطنهم، ظلوا غافلين عنها، إلى أن علموا أن كثيرًا من الأوروبيين، وخاصة من سويسرا وألمانيا والبلدان الإسكندنافية، قد اكتشفوها، ويقضى فيها المتقاعدون منهم ما بين أربعة وستة أشهر.

كذلك اكتُشف أن مَن يملكون حدائق أو حقولًا حول منازلهم يمكن بمساعدة شركات إعداد الوجبات الفاخرة أن يقوموا هم بكل المطلوب لإعداد المكان، وتزيينه بالزهور والأضواء والموسيقى.

وقد لبيت وزوجتى، مؤخرًا، دعوة إلى أحد هذه الأفراح، لأحد أحفاد شقيقى الأكبر، فى حديقة بيت أحد العروسين فى قرية أبيس، جنوب شرق الإسكندرية. وكانت بهجتنا مُضاعفة، مقارنة بأفراح فنادق الخمس نجوم. من ذلك:

1- أن الساعة التى سبقت عقد القران أعطت لحوالى مائتين من المدعوين التعارف، وتبادل الأخبار الخارجية والشائعات الداخلية. وأعطت للأطفال فرصة الجرى واللعب، واستهلاك فائض الطاقة.

2- دخل العروسان (عمر وهناء) ذلك الحفل فى الحديقة الفسيحة فى زفة من أصدقائهما وأقاربهما، استمرت على أنغام موسيقى هادئة لحوالى عشر دقائق، ثم أخذا مكانهما على عرس من الزهور البيضاء والورود الحمراء. وعلى مائدة بجوارهما جلس المأذون، الذى أجرى مراسم عقد القران بطريقة مبتكرة، فقد تحدث لعدة دقائق عن الزواج كفريضة فى الإسلام والأديان السماوية لشريعة النكاح والإنجاب. ثم طلب من المدعوين أن يُرددوا وراءه ومع العروسين قَسَم القران.

وبعد ذلك مباشرة تمر صوانى الشربات الأحمر على المدعوين، ثم جولة ثالثة أو رابعة من المُقبلات الخفيفة، وعلى هامش الحديقة الفسيحة عِلب هرمية، فمها إلى أسفل.

ولأن الجميع كانوا سعداء مبتهجين، سهروا مع العروسين إلى منتصف الليل. وسألت على استحياء السيدة نرمين، أم العريس، عن تكلفة الفرح، فى هذه الحديقة البديلة لفندق الخمس نجوم، فأجابت بلا تردد: رُبع التكاليف- مائة وخمسون ألف جنيه، مقارنة بستمائة ألف جنيه، مع الانتظار شهرًا.

ولم تكن تلك التكلفة هى التى جعلتنا نفكر فى حديقة منزلنا، ولكن الانتظار شهرًا كاملًا، حيث كانت كل قاعات الأفراح فى فنادق الإسكندرية محجوزة، بينما مطلوب من العروس أن تسافر إلى مقر عملها الجديد فى العاصمة الأيرلندية، دابلن، خلال ثلاثة أسابيع. ورُب ضارة نافعة، فقد لقى هذا المكان البديل ترحيبًا من العروس وأهلها، وتوفير حوالى نصف مليون جنيه، نحو شهر عسل (ثلاثة أسابيع) فى لوس أنجلوس بأمريكا.

وكان الجزء الآخر المُبهج هو أن الشركة التى تولت إعداد المكان وتزيينه، وإعداد المشروبات والمُقبلات، وتقديم أربعة أصناف فقط من الوجبات: لحوم، دجاج، أسماك، ونباتيات، هى إحدى ثلاث شركات بدأها شباب، خلال سنوات جائحة كوفيد 19، أى منذ عام 2020، وهم بدورهم يتعاقد كل منهم على ثلاثة أو أربعة أفراح، أو مؤتمرات، يوميًّا، وبرُبع تكاليف فنادق الخمس نجوم، فهنيئًا للعروسين، عمر وهناء، وهنيئًا لشباب مصر المُبدع فى تقديم الخدمات العصرية بأرقى مستوى، و25% من التكاليف.

وعلى الله قصد السبيل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جديد أفراح المصريين بين حديقة الأزهر وسيوة جديد أفراح المصريين بين حديقة الأزهر وسيوة



GMT 02:56 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

«حماس» 67

GMT 02:50 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

نهاية مقولة «امسك فلول»

GMT 02:30 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الإعلام البديل والحرب الثقافية

GMT 02:26 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

«الدارك ويب» ودارك غيب!

GMT 02:11 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاستثمار البيئي في الفقراء

GMT 16:02 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
  مصر اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 13:43 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 10:39 2022 الثلاثاء ,19 تموز / يوليو

الأهلي يسوّق بدر بانون في الخليج والرجاء يريده

GMT 11:36 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

النجم الألماني مسعود أوزيل يختار الأفضل بين ميسي ورونالدو

GMT 04:38 2020 الثلاثاء ,25 آب / أغسطس

دنيا سمير غانم تتألق رفقة زوجها

GMT 20:38 2020 الأربعاء ,22 تموز / يوليو

كوريا الجنوبية تسجل 63 إصابة جديدة بكورونا

GMT 13:16 2019 الخميس ,17 كانون الثاني / يناير

طريقة سهلة لتحضير الهريسة الحلوة

GMT 11:35 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إنتاج الجيل الثالث من المحفظة الذكية المضادة للسرقة

GMT 21:19 2017 الأحد ,04 حزيران / يونيو

زهير مراد يعلن عن فساتين زفاف لربيع وصيف 2017

GMT 15:06 2013 الإثنين ,20 أيار / مايو

خان الخليلي وجهة سياحية مصرية لا تُعوض

GMT 15:15 2021 الأربعاء ,21 تموز / يوليو

حمادة هلال يتصدر تريند يوتيوب بكليب «أم أحمد»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon