توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قوارير الفاو

  مصر اليوم -

قوارير الفاو

بقلم - زاهي حواس

تحدثنا في مقالات سابقة عن أهمية وثراء موقع الفاو الأثري بالمملكة العربية السعودية، الذي يقع على بعد 700 كم جنوب غربي مدينة الرياض، وما كشفت عنه أعمال المسح والتنقيب عن أدلة تكشف عن وجود نشاط إنساني مستقر ومزدهر في المكان الذي يحظى بأهمية تاريخية كبيرة، حيث إن قرية الفاو كانت هي عاصمة مملكة كندة الأولى، التي كان لها دور كبير في الجزيرة العربية من منتصف القرن الأول قبل الميلاد وحتى مطلع القرن الرابع الميلادي، وكانت مركزاً تجارياً مهماً وملتقى قوافل تحمل المعادن والحبوب والنسيج.

وتكمن أهمية قرية الفاو من كونها نقطة عبور للقوافل إلى محطة تجارية مهمة على الطريق التجاري الممتد من جنوب الجزيرة العربية والمتجه شمال شرقي إلى الخليج العربي وبلاد الرافدين وشمال غربي الحجاز وبلاد الشام إلى أن أصبحت مركزاً اقتصادياً وسياسياً وثقافياً في وسط الجزيرة العربية، وعاصمة لمملكة كندة لأكثر من خمسة قرون.

ولقد أظهر عدد من قوارير وزجاجات العطور المكتشفة في موقع قرية الفاو الأثرية مدى ما كانت تتمتع به حضارات وسط الجزيرة العربية وفي مقدمتها حضارة الفاو من ثراء ورقي حضاري واقتصادي. وتؤكد الدراسات الأثرية أن الجزيرة العربية لم تكن غائبة على مدى العصور عن التطور الحضاري والتأثير الاقتصادي من خلال ما شهدته من حضارات أسهمت في ازدهار القوافل والحركة التجارية التي تربط الشرق بالغرب.

تؤرخ قوارير العطور المكتشفة بالفاو بنهاية القرن الأول وبداية القرن الثاني بعد الميلاد، وتتميز بدقة صناعتها وجمال أشكالها والمستوى المتقدم من الصناعة اليدوية على أيدي حرفيين متميزين، وصلت مهاراتهم إلى حد ابتكار وصناعة قوارير عطور من زجاج على شكل تمرة جافة وآخر بأشكال رشيقة كروية وأعناق طويلة دقيقة تناسب كونها قوارير لحفظ العطور التي كانت تعتبر من المواد الثمينة التي لا تمتلكها سوى الطبقة الغنية من المجتمع. وإلى جانب قوارير العطور تم الكشف عن عدد من أواني حفظ المراهم العطرية وأدوات التجميل.

انتشرت قوارير عطور الفاو انتشاراً واسعاً في كل أنحاء الشرق الأوسط القديم، وعثر على نماذج منها في بلاد ما بين النهرين وفي منطقة الخليج العربي، البحرين على سبيل المثال.

ومع استمرار أعمال المسح والتنقيب واتساع نطاق الدراسات الأثرية بالفاو فإن الكثير من المعلومات ستكشف لنا عن حقيقة ما كانت تتمتع به حضارات شبه الجزيرة العربية من ازدهار بين حضارات الشرق القديم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قوارير الفاو قوارير الفاو



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر

GMT 06:58 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

علاج محتمل للسكري لا يعتمد على "الإنسولين" تعرف عليه

GMT 14:10 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أسوان يخطط لعقد 9 صفقات قبل غلق باب القيد لتدعيم صفوفه
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon