توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاصطفاف لرفض خطة «ترامب» ضروري.. ولكن ماذا بعد؟

  مصر اليوم -

الاصطفاف لرفض خطة «ترامب» ضروري ولكن ماذا بعد

بقلم: زياد بهاء الدين

سهرت مساء الثلاثاء، كما فعل كثيرون، لمتابعة المؤتمر الصحفى لرئيس أمريكا ورئيس وزراء إسرائيل، انتظارًا لرد فعلهما حيال الرفض الفلسطينى والمصرى والأردنى لتهجير أهل غزة، وهو الرفض المدعوم عبر الوطن العربى.

الكلام طبعًا كان صادمًا ومتجاوزًا لكل ما يمكن توقعه، حتى من الرئيس «ترامب». فقد قال ببساطة ووضوح أن بلده سوف «يتملك» قطاع غزة، و«يديره»، و«ينظفه»، وبعد إخلائه من سكانه يحوله إلى جنة سياحية!

لا يُخفف من وطأة هذا الكلام المرسل ربما إلا صدوره عن رئيس معروف بالاندفاع فى الكلام والوعود. وقد سبق له إعلان رغبته فى ضم كندا إلى الولايات المتحدة، واسترداد قناة بنما، وانتزاع جرينلاند من الدنمارك. مع ذلك فعلينا- نحن العرب- أن نأخذ كلامه عن غزة بجدية أكثر لأننا حيال وضع مختلف، حيث لإسرائيل مصلحة، وخطة إخلاء غزة حقيقية وقديمة.

الاصطفاف العربى وراء رفض تهجير الفلسطينيين هو الموقف الصحيح، وقد كان له وقع دولى ملموس، ويجب أن يستمر بذات القوة. ولكن ماذا بعد؟ هل نكتفى بالرفض والاصطفاف وراء التمسك بالحق والأرض الفلسطينيين، ثم ننتظر ماذا يتغير فى موقف الرئيس الأمريكى؟

الأكيد أن الاكتفاء بالرفض ليس كافيًا، خاصة أن الوضع فى غزة لا يسمح بالانتظار. بل لابد أن يكون رفضًا مستندًا إلى تقديم خطة بديلة. وغياب هذا التصور العربى البديل يعنى إما ترك الشعب الفلسطينى لمصير غامض، أو قبول خطة إخلاء غزة ضمنيًا وتركها تتحقق تدريجيًا. وهذا ما يراهن عليه الرئيس الأمريكى الذى سُئل فى مناسبة أخرى عما يتوقعه من ردود الفعل العربية حيال خطته تجاه غزة، فقال ما معناه: «لا شىء.. فقد اعترضوا حينما أعلنت عن نقل السفارة إلى القدس ولم يفعلوا شيئًا». الرجل إذن يراهن على أن الرفض والتنديد هو أقصى ما نصل اليه. ولهذا يلزم أن تكون هناك خطة عربية بديلة.

ليس هنا مجال التطرق لمثل هذه الخطة تفصيلًا، وهناك أولويات كثيرة مطلوبة فورًا، على رأسها تثبيت واستمرار وقف إطلاق النار الحالى، وتشكيل المجموعة المفاوضة بالنيابة عن الشعب الفلسطينى فى هذه المرحلة الدقيقة، والعمل على أن تستمر جهود الإغاثة الدولية وتتصاعد كى يتمكن أهل غزة من استرداد الحد الأدنى من ظروف المعيشة المحتملة.

ولكن على التوازى فلا يجب انتظار دعوة الاتحاد الأوروبى أو البنك الدولى ولا الولايات المتحدة لعقد «مؤتمر دولى لإعمار غزة»، بل يلزم أخذ المبادرة عربيًا. ونحن لا ينقصنا لا الخبرة ولا الإمكانات ولا المعرفة لأخذ هذه المبادرة أو انتظار الضوء الأخضر من غيرنا.

خطة الرئيس «ترامب» قد تبدو لنا غير مقبولة وغير معقولة، وهى كذلك بالفعل. ولكن لن يكسبها جدية ومصداقية إلا أن يستمر الموقف العربى مكتفيًا بالرفض وبانتقاد ما هو مطروح. والرد العملى والمفيد عليها هو طرح بديل عربى سياسى واقتصادى يحافظ على الأرض الفلسطينية ويحمى أهل غزة من الهجرة القسرية ويمهد لإعادة الإعمار.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاصطفاف لرفض خطة «ترامب» ضروري ولكن ماذا بعد الاصطفاف لرفض خطة «ترامب» ضروري ولكن ماذا بعد



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt