توقيت القاهرة المحلي 13:17:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«حكاية وطن»

  مصر اليوم -

«حكاية وطن»

بقلم - زياد بهاء الدين

تابعت قدر الإمكان وقائع مؤتمر «حكاية وطن» الذى انعقد على مدى ثلاثة أيام لاستعراض إنجازات السيد رئيس الجمهورية خلال السنوات الثلاث والنصف الماضية وذلك تمهيدا لإعلانه الترشح للانتخابات القادمة.

والحقيقة أننى لم أكن أنوى التعليق على الانتخابات الرئاسية لاعتقادى أن نتيجتها محسومة من البداية وأنها تجرى فى ظل أوضاع وقوانين جعلت الدولة تحكم سيطرتها على النشاط السياسى والإعلامى والأهلى على نحو يجعلها أقرب إلى الاستفتاء أو المبايعة لمدة ثانية.

ومع ذلك فإن ما تم تقديمه من أرقام وإنجازات خلال مؤتمر «حكاية وطن» يستحق المناقشة بجدية، دون تهليل وتطبيل ودون استهزاء واستخفاف، لأنه يمنحنا الفرصة للتفاعل مع رؤية محددة تقدمها الدولة ويقدمها السيد رئيس الجمهورية للفترة الماضية وبالتالى للمرحلة المقبلة على نحو شامل افتقدناه خلال السنوات الماضية. ومن جانبى فسوف أسعى للتفاعل معها واستعراض جوانبها الإيجابية والسلبية فى مقالات تالية.

ولكن إن كانت نتيجة الانتخابات محسومة مسبقا، فماذا كان الداعى إذن لعقد مؤتمر بهذا الحجم وهذه التكلفة ولحشد جميع موارد وإمكانات الدولة وراءها؟ هل السبب هو خشية حقيقية من نتيجة الانتخابات أم أمر آخر؟

فى تقديرى أن الإجابة عن هذا السؤال تكمن فى أن المنافسة الانتخابية الحقيقية التى يخوضها السيد الرئيس هذه المرة ليست ضد أى من المرشحين المحتملين الآخرين والذين يجاهد كل منهم لاستكمال خمسة وعشرين ألف توكيلا من المواطنين بينما السيد الرئيس حصل بالفعل على تأييد ٩٠% من أعضاء البرلمان وثلاثة أرباع مليون توكيل قبل حتى أن يعلن ترشحه.

المعركة الحقيقية التى يجرى الاستعداد لخوضها هى فى الواقع ضد نتيجة الانتخابات الرئاسية السابقة عام ٢٠١٤ والتى بلغت نسبة الحضور فيها 47.5% من المقيدين فى الجداول الانتخابية كما بلغت نسبة المؤيدين للرئيس منهم 97%. هذا هو المنافس الحقيقى الذى يشغل بال أجهزة الدولة وإعلامها ومنظمى مؤتمر «حكاية وطن». والقلق من أن تأتى نتيجة الانتخابات المقبلة معبرة عن حضور أو تأييد أقل من عام 2014 هو الهاجس المسيطر على أذهانهم، ربما اعتقادا بأن مثل هذه النتيجة يمكن أن تعبر عن تراجع فى شعبية السيد الرئيس أو اهتزاز الحماس الجارف الذى تميزت به الانتخابات السابقة أو عدم اصطفاف الشعب بأكمله وراء قيادته السياسية.

ولهذا أيضا فإن الخطاب الرسمى والإعلامى السائد بدأ يروج بالفعل لفكرة أن تحقيق الاستقرار والأمن وتثبيت شرعية الحكم ورفع مكانة مصر فى العالم يرتبطوا جميعا بحجم المشاركة فى الانتخابات، وأن انخفاض هذه المشاركة عن المرة السابقة يمكن أن يضعف كيان الدولة وشرعيتها، وأن من يتقاعس عن واجبه الوطنى فى التصويت يكون فى الواقع مساهما فى تهديد الأمن والاستقرار.

وهذا تعبير مقلق عن النظرة السائدة إلى الانتخابات المقبلة ليس باعتبارها وسيلة لاختيار رئيس الدولة من بين أفضل المنافسين المؤهلين للترشح كما يقضى الدستور، وبغض النظر عن حجم الاهتمام بها أو المشاركة فيها، بل من منظور أن تلك الانتخابات مناسبة لتجديد البيعة وإظهار الإجماع والتأكيد على وقوف الشعب كله وراء قيادته.

الانتخابات سوف تنعقد خلال شهرين، وعلينا احترام كل من اختار أن يرشح نفسه لخوضها أيا كان ما يحصل عليه من توكيلات وأيا كان ما يجنيه من أصوات الناخبين فى حالة اكتمال شروط ترشحه. كذلك فإن علينا احترام من شاء المشاركة ومن اختار الابتعاد لأنها كلها قرارات لا تعبر عن خيانة ولا تقاعس ولا سعى لهدم مؤسسات الدولة، بل اختيارات شخصية واجبة الاحترام دون تخوين ودون فرض وصاية بضرورة الالتزام بخط معين سعيا وراء نتيجة بعينها تسعى الدولة لتحقيقها.

الأهم، كما ذكرت فى مطلع هذا المقال، أن الحياة لن تتوقف بعد الانتخابات، بل وراءنا طريق طويل نقطعه جميعا ــ حكومة ومعارضة ــ فى النهوض بحال البلد. ومع قيام رئيس الجمهورية بتقديم كشف حساب مفصل إلى الشعب فى مؤتمر «حكاية وطن» عن فترة حكمه الأولى، فإن أمامنا فرصة جيدة لمناقشة ما تحقق بالفعل وما ترتب عليه من نتائج إيجابية أو سلبية وما يعنيه بالنسبة للمستقبل، وأن نتفاعل مع مضمون هذا البرنامج الرئاسى فى جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، حتى نرتفع بمستوى الحوار السياسى فى البلد لعله يؤثر على المسار الذى يسلكه الوطن بعد أن تنتهى الانتخابات.

نقلا عن الشروق القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«حكاية وطن» «حكاية وطن»



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt