توقيت القاهرة المحلي 11:33:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأولوية لا تزال لأهل غزة في محنتهم

  مصر اليوم -

الأولوية لا تزال لأهل غزة في محنتهم

بقلم - زياد بهاء الدين

فى أقل من أسبوعين تغير المشهد السياسى فى الشرق الأوسط تغيرًا جذريًّا، بدءًا من قيام إسرائيل فى الأول من إبريل بتفجير مبنى القنصلية الإيرانية فى دمشق، ثم عشرة أيام من الترقب لرد الفعل الإيرانى، ثم إطلاق ثلاثمائة صاروخ وطائرة مسيرة على إسرائيل يوم ١٣ إبريل.

وها نحن فى مرحلة ترقب ثانية انتظارًا للخطوة الإسرائيلية التالية، بينما النشاط الدبلوماسى الدولى منطلق فى كل الاتجاهات، والصحفيون والمحللون منهمكون فى التحليلات.

مع ذلك، فإن موضوعى اليوم ليس تقييم فاعلية أو جدية الصواريخ الإيرانية، ولا الخوض فى المناقشة الجارية عما إذا كان رد الفعل الإيرانى قد شكل تهديدًا حقيقيًّا على إسرائيل أم لم يعدُ أن يكون «ألعابًا نارية» كما وصفها بعض المعلقين.

فبغض النظر عن دوافع إيران وعن فاعلية أو عدم فاعلية صواريخها وطائراتها المسيرة، فإن الأكيد أن إسرائيل قد نجحت فى تحويل الاهتمام العالمى من حرب الإبادة التى تشنها ضد الشعب الفلسطينى فى غزة منذ ستة أشهر إلى ما صورته على أنه مواجهة عالمية ضد إيران.

خلال عشرة أيام فقط حققت إسرائيل ما يأتى: (١) استعادة الدعم السياسى والعسكرى من الدول الكبرى التى كانت خلال الشهر السابق قد أعلنت بوضوح تحفظها على سياستها العدوانية فى غزة، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.

(٢) تحويل الأنظار عما يجرى على الأرض من عدوان مستمر على أهل غزة، والذى كان قد بلغ قمة جديدة مع تدمير مستشفى الشفاء وقتل المئات بداخله حتى اليوم السابق على ضرب القنصلية الإيرانية فى دمشق.

(٣) إعادة تصوير وضع إسرائيل فى المنطقة باعتبارها الواحة الصغيرة للحضارة والديمقراطية، والمحاطة من كل جانب ببحر من العداوة والكراهية والمضطرة دائمًا لخوض حرب دفاعية على عدة جبهات عربية. (٤) إزاحة أى تهديد سياسى داخلى لرئيس الوزراء نتنياهو ولحكومته فى ظل الخطر العسكرى الأكبر الوافد من الشرق الإيرانى.

(٥) تجديد الإيمان التقليدى بأن الجيش الاسرائيلى الأفضل والأكفأ والأكثر تقدمًا فى المنطقة بعد نجاحه فى ضرب القنصلية ثم فى التصدى لأكثر من ثلاثمائة صاروخ وطائرة مسيرة، وذلك بعد الهزة التى أصابته من الفشل فى توقع وتوقى هجوم حماس فى أكتوبر أو تحقيق أهدافه فى إخلاء غزة من المسلحين أو تحرير الرهائن.

(٦) أخذ زمام المبادرة فى المفاوضات الجارية حول مستقبل غزة وأهلها. (٧) إعادة وضع إيران فى قلب المشهد باعتبارها مصدر الشر والعنف والتطرف فى المنطقة والخطر العالمى الرئيسى.

قد يكون لرد الفعل الإيرانى دلالات مهمة يشير إليها المعلقون- بغض النظر عن فاعليته العسكرية- وعلى رأسها أنه أول هجوم إيرانى على اسرائيل ذاتها وأنه حشد الجماهير الإيرانية فى موقف شعبى ضد إسرائيل. ولكنها دلالات هزيلة بالمقارنة بما حققته إسرائيل من مكاسب سياسية وعسكرية ودولية جراء هذه المواجهة، على الأقل حتى الآن وما لم يجرِ تصعيدها من الجانبين.

■ ■ ■

لهذا، فإن الأولوية يجب أن تعود لغزة ولأهلها، حيث لا يزال الحصار مستمرًّا، والقصف مستمرًّا، وقتل المدنيين مستمرًّا، وعملية التجويع مستمرة.

هذا ليس نداء للدول والحكومات العربية، فلديهم معلومات وسياسات وأولويات لست عالِمًا بها، بل هو نداء لنا نحن المصريين والعرب وداعمى القضية الفلسطينية فى كل مكان.

ليست قضيتنا الدفاع ولا التشكيك فى النوايا الإيرانية، ولا تقدير حساباتها الإقليمية، بل قضيتنا لا تزال- كما كانت- حق أهل غزة والشعب الفلسطينى فى الحماية من العدوان والحصار، وفى تأمين المأكل والمسكن، وفى الحصول على التعليم والعلاج المناسبين، والحق فى الحرية والأرض والوطن.

دعونا لا نتشتت ولا نترك الحق الفلسطينى يتراجع فى وعينا واهتمامنا ودعمنا كما تراجعت أنباء حصار غزة فى جدول برامج القنوات التلفزيونية العالمية، فليست القضية الفلسطينية خبرًا عابرًا ولا قصة مثيرة، بل مصير شعب محاصَر ومعتدَى عليه وواقع تحت الاحتلال، وهذه لا تزال الأولوية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأولوية لا تزال لأهل غزة في محنتهم الأولوية لا تزال لأهل غزة في محنتهم



GMT 09:13 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

مبروك للأبيض.. عقبال الأحمر

GMT 09:11 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

ماذا بعد رئيسى؟

GMT 02:27 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

تحشيش سياسي ..!

GMT 02:21 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

السلطة والدولة في إيران

GMT 12:49 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك
  مصر اليوم - افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك

GMT 12:36 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها
  مصر اليوم - أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها

GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

مندوب مصر يؤكد رفض بلاده العدوان على رفح
  مصر اليوم - مندوب مصر يؤكد رفض بلاده العدوان على رفح

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

تكريم نيللي كريم على جهودها لنشر الوعي الصحي
  مصر اليوم - تكريم نيللي كريم على جهودها لنشر الوعي الصحي

GMT 02:55 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

نيللي كريم تتحدث عن ظهورها في فيلم "كازابلانكا"

GMT 20:58 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

دي ليخت بين مطرقة عمالقة أوروبا وسندان برشلونة

GMT 18:43 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

خبير أرصاد يُحذّر من استخدام الكمامات في العاصفة

GMT 12:42 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

خطرٌ يُهدد حياتك بسبب النوم أكثر أو أقل من 8 ساعات يوميًا

GMT 02:16 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

بدران يؤكد أن الموز يُخفّف حموضة المعدة

GMT 12:55 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

مباراة توتنهام ضد تشيلسي تخطف الأضواء في الدوري الإنكليزي

GMT 03:34 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

مميزات استخدام ديكور الجدران الخرسانية في غرف النوم

GMT 21:44 2018 الأحد ,09 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جديدة مثيرة في واقعة "مذبحة الشروق"

GMT 23:32 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

صخرة برشلونة مهددة بالغياب عن مواجهة فياريال

GMT 15:00 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

محمد الحنفى يؤكد انتظاره إدارة القمة منذ 3 سنوات

GMT 05:38 2018 الجمعة ,20 إبريل / نيسان

انطلاق أول رحلة لطائرة في الصيف "Stratolaunch"

GMT 10:06 2018 الجمعة ,13 إبريل / نيسان

هادجنز تتألق في تقديم مجموعة "سينفول كلورز"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon