توقيت القاهرة المحلي 02:54:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وزيرة شئون المرأة

  مصر اليوم -

وزيرة شئون المرأة

نهاد أبو القمصان

آن الأوان أن يشمل التشكيل الوزارى وزيرة لشئون المرأة، فقد أُوكلت شئون المرأة إلى مجلس نشأ سلطوياً بعيداً عن الشعب كنادٍ للسيدة الأولى وتابعاتها والطامعات فى جنتها بدلاً من أن يكون آلية وطنية تجمع الخبراء والمتخصصين والمدافعين والمدافعات عن حقوق النساء للعمل على إلغاء تهميشهن والاستفادة منهن كقوة إنتاجية واجتماعية لبناء الوطن بصورة حقيقية.
مجلس تم تشكيله أكثر من مرة بمعايير ليس لها أى علاقة بالموضوعية، ومن ثم كان العمل فى المجلس يدور وجوباً وعدماً مع توجهات السيدة الأولى، فكان رد فعل المجلس تجاه أول قضية تحرش جماعى بالصحفيات والمحاميات على سلم نقابة الصحفيين، اعتراضاً على التعديلات الدستورية المباركية، هو إدانة الضحايا واعتبارهن المسئولات عما حدث، وجاء على لسان رئيسته وأمينته العامة آنذاك أن المتظاهرات لم يخرجن لقضايا نسائية حتى يدافع عنهن المجلس!!
بعد ثورة 25 يناير حاولنا تغيير تشكيل المجلس ولائحته بما يضمن أن يكون مجلساً وطنياً بحق، معبراً عن كل النساء وننقل ملكيته إليهن، لكن للأسف أصابه ما أصاب مصر كلها من إخفاق، وتم استخدامه بنفس منهج ما قبل الثورة وتحويله إلى مكافأة نهاية الخدمة لبعض الأشخاص، وعندما ظهرت مرة أخرى ظاهرة التحرش الجماعى المنظم، صرخت النساء واعترضت وقدمت بلاغات للنائب العام وخرجت فى مسيرات حاشدة فى الشوارع والميادين تطالب بالتحقيق واتخاذ إجراءات لكشف هذه الجرائم السياسية، التى تصل إلى حد الجرائم ضد الإنسانية، ولكن أداء المجلس ظل على حاله متفرجاً ينتظر الأوامر، مما ساهم فى عزل المجلس وتثبيت الصورة الذهنية عنه بأنه تجمع للهوانم لا صلة له بالنساء، وبعد فجر جديد استحضرته نساء مصر وخرجت تحتفل بالجائزة الكبرى وانتصار إرادتها وإرادة كل المصريين بتعيين رئيس اختارته تمت أعمال تحرش إرهابية انتقامية ضد نساء مصر، جرائم جنائية بدوافع سياسية إرهابية لتشويه النصر والميدان أيقونة الحرية، وقف المجلس القومى للمرأة كعادته ينتظر الأوامر للتحرك بدلاً من أن يكون قائداً للتحرك، مرشداً للدولة عما يجب فعله، وجاء التحرك تلقائياً ومباشراً ممن يحمل إرادة وإحساساً بالمسئولية، بصرف النظر عما إذا كان هذا دوره وواجبه كوزير أو كإنسان، حيث تحركت وزيرة التضامن ووزير الصحة دون انتظار إشارة أو أوامر، وجاء التحرك الذى أعاد لكل النساء كرامته وهو تحرك الرئيس الأمر الذى لم نره من قبل، تحرك يعكس الحس بالمسئولية لا سيما مع ما صاحبه من اعتذار عما فات، ووعد بعدم التكرار، واتخاذ إجراءات للمواجهة الشاملة لهذه الجريمة التى طالما أرقت نساء وبنات مصر وكل زوارها.
أعلن الرئيس عن حزمة من الإجراءات المهمة للقضاء على هذا الإرهاب الجنسى الذى لطخ سمعة مصر وأساء لرجالها قبل نسائها وبناتها، لكن تظل هذه الإجراءات محدودة بمحدودية القضية، وناتجة عن اهتمام الرئيس شخصياً، لكن من الظلم أن نطلب هذا المستوى من الاهتمام من الرئيس فى كل قضية تخص المرأة فى وقت القضايا المهمة والعاجلة على المستويين المحلى والخارجى من الكثرة التى تحتاج إلى شهور وسنين، لذا آن الأوان أن تكون هناك وزيرة لشئون المرأة يتم اختيارها على أسس الكفاءة والخبرة، تساهم فى ترسيخ البعد النوعى فى خطط الدولة ومشروعاتها وميزانيتها والحوار مع بعض الوزراء الذين قد تكون لديهم مصالح فى الحد من مشروعات ذات صلة بالمرأة، مثلما حدث من قرابة شهرين عندما شكلت وزارة العدل لجنة تضم الشئون الاجتماعية والداخلية والصحة والمجتمع المدنى للقضاء على العنف ضد المرأة، ووقف المجلس القومى ضدها واعترض بعض الوزراء على هذه اللجنة مجاملة للمجلس، ونظراً لتعدد مسئوليات رئيس الوزراء لم يعر هذا الملف الاهتمام الكافى الذى ربما لو كانت أنشئت هذه اللجنة لكانت ساهمت فى وضع خطط تأمين للاحتفالات ضد التحرش واغتصاب فرحة المصريين والمصريات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وزيرة شئون المرأة وزيرة شئون المرأة



GMT 02:54 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

بلينكن يعظ!!

GMT 02:52 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

احتجاجات أمريكا ودلالاتها

GMT 02:50 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

أن تُصلح الفساد بالأفكار

GMT 02:49 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هوامش في قمة البحرين: مجلس أم «مقنص»

GMT 02:46 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

الانهيار المخيف

GMT 02:44 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

نكبة مستمرة... وقضية مُختطفة

GMT 02:41 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

حكومة أخنوش: حصيلة نصف الولاية

GMT 02:37 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

الازدواجية الأميركية والأسلحة الإسرائيلية

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:44 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في "كان"
  مصر اليوم - نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في كان

GMT 14:26 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تتركز الاضواء على إنجازاتك ونوعية عطائك

GMT 00:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الكويت يتأهل إلى نهائي كأس ولي العهد بهدف قاتل على النصر

GMT 21:03 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

أياكس أمستردام يضم مدافع منتخب الأرجنتين

GMT 12:23 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

"جبل الصايرة البيضاء" موقع سياحي مهجور رغم إمكاناته الكبيرة

GMT 11:51 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

طوارئ في مطار القاهرة استعدادًا للتفتيش الأمنى الأميركي

GMT 19:40 2015 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث أشجار الأمازون ونصف أنواعها مهددة بالإندثار

GMT 19:50 2015 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

يرقة الفراشة اليابانية تتحول إلى براز لتحمي نفسها من الطيور
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon