توقيت القاهرة المحلي 01:08:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عندما تريد الدولة

  مصر اليوم -

عندما تريد الدولة

نهاد أبوالقمصان

كان من أهم السمات لأى مناسبات دينية أو اجتماعية هو التحرش الجنسى بالفتيات، وكانت تزداد معاناتهن فى المناسبات التى من المفترض أنها مناسبات سعيدة جراء التحرش بهن، حتى تحولت هذه المشكلة إلى انتهاكات حقيقية لأبسط الحقوق الإنسانية كالحق فى الحركة، حيث تضع كثير من الأسر قيوداً على الفتيات والسيدات فى الخروج للدراسة أو العمل أو التنزه، ما يؤثر على فرصهن فى الحياة، سواء العملية أو الاجتماعية، ووصل الأمر إلى تعبير كثير من الفتيات والسيدات عن حالات من القلق والخوف والإحساس بأنهن يعشن فى سجن كبير اسمه للأسف «وطن».

لذا دأبت المنظمات الحقوقية النسائية على المطالبة بضرورة وجود وتكثيف الوجود الأمنى فى الشارع والرغبة الحقيقية فى إنهاء معاناة النساء، بالإضافة للمطالبة بتعديل قانون العقوبات ليشمل الجرائم المستحدثة، نظراً لعدم وجود قانون للتحرش الجنسى، مما يزيد معاناة النساء اللاتى يلجأن لتحرير محاضر بأقسام الشرطة، الأمر الذى كان يستغله المتحرشون لمعرفتهم جيداً أنه لا عقاب لهم، مع وجود ثقافة تدعم أعمالهم الإجرامية بإلقاء اللوم دائماً على المرأة حال تعرضها للتحرش تحت ادعاء مبررات عدة ما بين أن ملابسها غير محتشمة أو أنها تسير بمفردها. ولم يقتصر الأمر على التحرش الفردى بل امتد ليصل إلى التحرش الجماعى الممنهج ضد السيدات فى الميادين العامة، خاصة فى ذكرى احتفالات ثورتى 25 يناير و30 يونيو، ولم يكن هناك أى رد فعل رسمى بل كان هناك استخدام لبعض المسئولين للثقافة التى تلوم الضحية، وذلك للهروب من مسئوليتهم فى مواجهة جريمة تحولت إلى ظاهرة، حتى وقعت حادثة التحرش بفتاة التحرير أثناء احتفال المصريات والمصريين بفوز الرئيس عبدالفتاح السيسى فى انتخابات الرئاسة، وكأنها كانت جرس إنذار بضرورة وجود إرادة سياسية للقضاء على العنف ضد المرأة خاصة التحرش الجنسى،

ومع تحرك الدولة وتحملها المسئولية لم يعد هناك استخدام للمبررات التافهة أو لوم الضحية، فقد جد الجد وتوافرت الإرادة السياسية للمواجهة، لذلك تقدم الصفوف الجادون وظهرت الخطوات الحازمة، غير القانون فساعد القضاة على المواجهة وصدرت أحكام القضاء لأول مرة فى يوليو الماضى بأحكام المؤبد والسجن 20 عاماً بحق التسعة رجال المتهمين فى قضية التحرش الجنسى بفتاة التحرير، وتعد هذه الأحكام الأشد فى تاريخ قضايا التحرش الجنسى.

وكانت هذه الأحكام بمثابة البداية الحقيقية لإعلاء دولة القانون ورسالة قوية لكل من يفكر فى التحرش بالنساء بأن هناك يداً من حديد فى انتظاره هى يد القانون.

عندما توافرت الإرادة السياسية تمت الاستعانة بالخبراء الدارسين فى وزارة الداخلية لعمل وحدات لمواجهة العنف ضد المرأة تعمل مكتبياً وميدانياً، لذا ظهرت النتائج المباشرة بمرور عيد الفطر بنسبة أقل من التحرش الجنسى عن الأعوام السابقة، حيث رصدت هذا العام 3 حركات مناهضة للتحرش الجنسى 28 حالة تحرش خلال أول أيام عيد الفطر، فيما ضبطت قوات الأمن 5 حالات أخرى، أى بإجمالى 33 حالة تحرش، وهى أرقام أقل بكثير من حوادث التحرش التى حدثت فى الأعوام السابقة، فقد تم تسجيل 727 حالة تحرش وضبط 369 متهماً فى القاهرة وحدها خلال أيام العيد فى عام 2012.

ولم يقتصر الأمر على العيد فقط بل انعكس على الحركة اليومية للفتيات والسيدات والأسر التى شعرت أنها استردت الشارع، فعادت القاهرة والمدن الساحلية مرة أخرى زاهرة لا تنام، فقد استردت أمانها وبهاءها لتثبت أن الدولة إن أرادت فعلت.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما تريد الدولة عندما تريد الدولة



GMT 20:54 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

تشات جى بى تى!

GMT 20:53 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

تقدم «101»

GMT 20:51 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

عمرك أغلى

GMT 19:48 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

حرب تبحث عن مشروع سياسي

GMT 19:45 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

العقل الشعبي و«التجديد»

GMT 19:44 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

المرأة ونظرية المتبرجة تستاهل

GMT 19:43 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«تكوين»

GMT 19:26 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هذه ظروف القمة العربية رقم ٣٣

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:44 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في "كان"
  مصر اليوم - نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في كان

GMT 19:30 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

طريقة إعداد ورق عنب مع كوسا وريش

GMT 08:40 2014 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

التونة والدجاج تساعدان في زيادة خصوبة الزوجين

GMT 08:42 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريم البارودي تبدو أنيقة في بدلة وردية اللون

GMT 05:38 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتور محمود الموجي يُبيّن أسباب رائحة الفم الكريهة

GMT 20:55 2014 الخميس ,14 آب / أغسطس

استقرار اﻷوضاع اﻷمنية في شوارع الأقصر

GMT 05:44 2015 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مربى التفاح بالقرفة

GMT 16:29 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شركة سكودا تطلق الجيل الجديد من موديل سوبيرب

GMT 11:12 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

حمو بيكا يدعم طفلة مريضة سرطان ويقدم لها هدية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon