توقيت القاهرة المحلي 15:11:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

علّموها كويس تقف جنب مصر

  مصر اليوم -

علّموها كويس تقف جنب مصر

نهاد ابو القمصان

طالب الرئيس المرأة المصرية بأن تقف جنب مصر، وفى الحقيقة أثبتت المرأة قدرة على مواجهة التحديات. ومنذ قيام الثورة كانت المرأة المصرية المتضرر الأكبر، إلا أنها كانت المتفهم الأكبر، رغم أنها تعانى من مشكلات عدة، وفى مقدمتها التمييز الذى يبدأ منذ الصغر بين البنين والبنات، والحط من شأن البنت منذ الميلاد دون أى ذنب أو سند سوى أن الله خلقها أنثى، وكأنه اعتراض على خلق الله الذى إن أراد التفضيل لكان خلق البشر من جنس واحد. وقد كان النظام التعليمى قبل مبارك هو البوتقة التى ينصهر فيها الطلبة، يعلى من قيمة الإنسان من خلال التفاعل والأنشطة المشتركة بين الطلبة والطالبات لتتراجع معه أفكار الذكورة والأنوثة والتفضيل على أساس الجنس وتتقدم قيم الإنسانية، ويكون التفضيل على أساس العلم والتفوق والإتقان فى العمل. وبذلك كانت المدارس والجامعات هى قاطرة التنوير والتقدم فى المجتمع، ولكن مع انهيار التعليم فى عصر مبارك أصبح المجتمع هو الذى يؤثر على المدارس والجامعات وليس العكس، وأصبحت المدرسة تكرس التمييز بين البنات والبنين، كما أصبح يعانى أطفالنا فى المؤسسة التعليمية من نمط تنشئة اجتماعية لا تقوم على ثقافة الحوار والقيم والديمقراطية وما تعكسه هذه الثقافة من سلوكيات وممارسات فردية وجماعية ترتبط بقبول الحوار والاختلاف وحق النقد والإحساس بالمسئولية الاجتماعية وحرية التعبير عن الرأى. هذا النمط فى التنشئة القائم على قيم الاستبداد تتأثر به البنت ثم المرأة فى نوعية الصور النمطية فى المقررات التعليمية التى يتم تعميمها عن المرأة ودورها الاجتماعى الذى يتناقض بدرجات مع قيم المساواة والمشاركة فى الحياة العامة، حيث تركز على دورها فى الحياة كأم وزوجة فقط وحصر أدوارها فى الأعمال المنزلية أو الدور الإنجابى ورعاية الأبناء وتربيتهم، وإهدار قدراتها البشرية على العمل والمشاركة والإبداع.

هذه الممارسات وغيرها تُعد تحديات حقيقية لثقافة وقيم المشاركة، وترسخ فى تنشئة الطلبة والطالبات عدم وجود دور للمرأة خارج المنزل أو فى الحياة العامة، الأمر الذى يستلزم ضرورة تغيير هذه السياسات والاشتباك معها ووضع سياسات ورؤى بديلة والضغط من أجل تطبيقها، أيضاً التعاون مع منظمات المجتمع المدنى للمساعدة وتقييم الجهود سواء لرفع كفاءة العملية التعليمية، أو الحد من الأمية بين السيدات، التى بلغت ثلثى الأمية فى المجتمع.

والمساعدة فى حل المشكلات تكون عبر المشروعات المتعددة التى تقوم بها المنظمات الأهلية، وبناء آلية حقيقية للشراكة والحوار مع وزارة التربية والتعليم حول السياسات التعليمية المطبقة وما يرتبط بها من قضايا أساسية، ومشاركة مؤسسات المجتمع بشكل حقيقى فى عملية صناعة المناهج التعليمية وكيفية إعداد وتأهيل المعلم، ودعم دور منظمات المجتمع المدنى فى تقييم العملية التعليمية (النتائج والمحتوى) وتأكيد حقها فى التدخل لتحسين أوضاعها على مستوى المدرسة، وتوفير الخدمات التعليمة للمحافظات والأحياء والقرى بصورة عادلة حتى لا تُحرم البنات من التعليم لبعد المسافة الجغرافية بين البيت والمدرسة أو الجامعة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علّموها كويس تقف جنب مصر علّموها كويس تقف جنب مصر



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 16:27 2025 الأحد ,24 آب / أغسطس

سلامٌ.. من أجل القمح

GMT 14:34 2025 الأحد ,08 حزيران / يونيو

أي رسالة إسرائيلية للعهد بعد غارات الضاحية؟

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt