توقيت القاهرة المحلي 08:41:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وزير التعليم ومهمة إنقاذ الأُسود

  مصر اليوم -

وزير التعليم ومهمة إنقاذ الأُسود

بقلم : نهاد أبو القمصان

الحياة اليومية لأى طفل فى مراحل التعليم من أولى ابتدائى إلى الثانوية العامة هى الذهاب للمدرسة ثمانى ساعات، ثم العودة للمنزل منهك القوى كارهاً للمدرسة والمدرسين والتعليم برمته، ما إن يتحرر من هذه الزنزانة المسماة خطأ بالمدرسة حتى يعود للمنزل ليبدأ سلسلة من العذاب فى دروس إما فى المنزل ليستقبل مدرساً أو مدرسة يكرههما لشرح مادة يكرهها، أو الخروج مع أمه أو أبيه للدرس، وهى مرحلة تعذيب مشترك له ولأسرته جسمانياً ومادياً ومعنوياً، هذه الدائرة العبثية تنتج لنا فى سوق العمل أشباه متعلمين، لا يعلمون شيئاً عما درسوه لنبدأ مرحلة أخرى من التعذيب وهى القضاء التام على ثقة هؤلاء الخريجين فى أنفسهم أو فى أى علم تعلموه، ورغم أن الجميع يعانى فى هذه الدائرة البائسة، إلا أن الأسر المصرية ترفض أى تغيير، وتنظر أى أم معذبة فى هذه الدائرة لأم أخرى سولت لها نفسها أن تنأى بأولادها عن هذا العبث ولا تعطى دروساً أو تتعامل مع التعليم بأهدافه وليس بدرجاته ودروسه، على أنها قطعاً أم مذنبة فى حق أولادها بل مهملة وتستحق العقاب، وأى خطة للخروج من دائرة البؤس هذه لا يستجيب لها الأهالى بل يهاجمون من يحاول فعل أى شىء لوقف هذه المهزلة، هذا الأمر يذكرنى بعمليات إنقاذ الأسود، حيث يتعرض المدافعون عن حقوق الأسود إلى الهجوم من الصيادين ومن الأسود أنفسهم، ولكن ربما لأن الأسود لا تعى فعلياً عملية الإنقاذ أما الأسر وأولياء الأمور والطلاب يتعاملون مع محاولات التغيير بمنطق «شر نعرفه أحسن من خير لا نعرفه»، والحقيقة ما نحن فيه هو شر مطلق وليس تعليماً، وإذا استمر الوضع كذلك سيكون الأهالى أنفسهم هم من يقضون على مستقبل أولادهم، لأن حقيقة أن ما يحدث ليس تعليماً إنما ببساطة استلام كتب وزارة لا يستخدمها الأولاد، ثم شراء كتب خاصة مبتسرة بلا أى تعليم وإنما تستهدف التركيز على إجابات نموذجية للوصول إلى درجات امتحانات وليس المعرفة المفيدة للمستقبل وسوق العمل، دروس خاصة لذات الهدف وهو الدرجات، دوامة دامية بلا نتيجة، لينقسم الخريجون إلى فئة تجيد لغات وتعلمت بصورة جيدة، تحظى بالوظائف المعقولة والمرتبات المقبولة، وفئة لم تتعلم ولا تجد عملاً وإن وجدت لا يكفى الراتب تكلفة الذهاب للعمل، هذه الدائرة أصبحت حاضرة وبقوة فى سوق العمل وتتسع، ما يحاول وزير التعليم فعله هو كسر هذه الدائرة البائسة والدامية لكن أمامه معارضة شرسة من الطلاب وأولياء الأمور، وطبعاً أصحاب المصالح المستفيدين من الكتب والأبنية التعليمية والتوريدات وغيره، لذا أرى حملات شرسة، من صور مدارس لا يوجد بها مقاعد للأطفال، إلى الحديث عن مليارات ضائعة فى التطوير، إلى أبنية متهالكة، كل هذا قد يكون حقيقياً، وقد يكون مصطنعاً، وقد يكون جزءاً من الحقيقة، ولكنه مضخم لخلق رأى عام ضد التطوير، لكن المؤكد أن الوزارة ما زالت غير قادرة على التواصل مع أصحاب المصالح الأساسيين وهم الطلبة وأولياء الأمور، والمؤكد أن مهمة تطوير التعليم ليست سهلة، فربما إنقاذ الأسود المعرضين للخطر أسهل حتى وإن كانت الأسود قد تهجم على المدافعين عنها وتقتلهم، لذا أتمنى أن يتمكن الوزير من حصد نتائج يشعر بها الناس قريباً، وأن يسوق أفكاره بطريقة أكثر تواصلاً مع أصحاب المصالح الحقيقيين وهم الطلاب والأسر ولكن بلغة أكثر دفئاً وبال أطول فى الشرح ومتابعة عرض التطورات والنتائج.

 

نقلًا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وزير التعليم ومهمة إنقاذ الأُسود وزير التعليم ومهمة إنقاذ الأُسود



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt