توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قاضية الحسبة (1)

  مصر اليوم -

قاضية الحسبة 1

بقلم : نهاد أبو القمصان

  كل عام وأنتم بخير بحلول شهر رمضان الكريم، وهو الشهر الذى يحمل الكثير من كل شىء ويتّسع لكل شىء حتى ما يبدو متباعداً نسبياً، مما يؤكد قيمة الاختلاف والقدرة على الجمع بين العديد من الأشياء، فهو شهر الكثير من قراءة القرآن، الكثير من عمل الخير، الكثير من الطعام، الكثير من متابعة الأعمال الفنية، ولبعض الناس الكثير من النوم والبعض الآخر الكثير من العمل بلا مشتتات كطلب القهوة والشاى والطعام وغيره، فى رمضان جميل أن نعمل على شحن طاقتنا الروحية بقراءة القرآن، وإن كان ذلك لا بد أن يمتد لقراءة التاريخ الإسلامى، فالواقع وقت نزول القرآن يساعد على فهم أكثر عمقاً دون الارتكان إلى تفاسير تخضع لمدارس واتجاهات وأغراض متباينة، لذا قرّرت أن أشارككم فى هذا الشهر الفضيل سير السيدات اللاتى عشن فى عصر النبوة، لنجد أن كثيراً من الآراء والأفكار حول المرأة مختلفة كلياً عما نعتقده الآن، وكانت النساء أكثر قوة ومعرفة بحقوقها والتمتّع بها دون انتظار إذن أو منحة. من هؤلاء السيدة سمراء بنت نهيك الأسديّة، قاضية حسبة قبل 1400 سنة، لم تكن تعرف أنه بعد أربعة عشر قرناً من عصرها ستناضل المتفوقات من كلية الحقوق للعمل فى القضاء.

يقال عن «أسماء» إنها أدركت رسولَ الله صَلّى الله عليه وسلم وعُمّرت (أى عاشت فترة طويلة بعده)، وكانت تمرّ فى الأسواق، وتأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتضرب النّاس على ذلك بِسَوْطٍ كان معها، أى أنها كانت تشرف على البيع والشراء وتضبط جرائم الغش وتوقع العقوبة على من يثبت غشه، أى أنها جهاز عدالة متنقل بدءاً من الضبط والتحقيق وإصدار الحكم وتنفيذه أيضاً.

وقد ثبت أن هناك من الصحابيات على عهد النبى كن يحتسبن، وأقرهن على ذلك النبى، صلى الله عليه وسلم.

لقد كانت الحسبة فى عهده، صلى الله عليه وسلم، ولم تكن هناك ولاية مختصة بالحسبة، بل كانت الحسبة بشكل تطوعى لا تديره ولاية، ولا يتم عن طريق منظمة معينة، بل كانت الحسبة كباقى أعمال وخطط الحكومة النبوية، كانت تُدار بشكل فردى، وأن نظام الحسبة لا يرتبط بنشأة الدولة، بل مارسها المسلمون منذ بداية الدعوة الإسلامية.

وقد أخرج الطبرانى عن يحيى بن أبى سُليم، قال: رأيت سمراء بنت نَهيك -وكانت قد أدركت النبى صلى الله عليه وسلم- عليها درع غليظ، وخمار غليظ، بيدها سوط؛ تؤدّب الناس، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.

وقال الشيخ الألبانى: «هذه وقائع صحيحة تدل دلالة قاطعة على ما كان عليه النساء من الكمال والسماحة والتربية الصحيحة حتى استطعن أن يقمن بما يجب عليهن من التعاون على الخير.

فى عصر النبوة لم تكن هناك مساحات حول ماذا تستطيع المرأة عمله وما لا تستطيع، وإنما كان النساء يعاملن كإنسان من حقها، بل واجب عليها العمل والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، كما يجب على الرجال، ويدل على ذلك النصوص العامة الدالة على فرضية الاحتساب بصفة عامة، كما يدل على ذلك بعض النصوص الواردة فى شأن النساء بصفة خاصة.

إذاً ما الذى تغيّر وأوصلنا إلى ما نحن فيه من تمييز وظلم، لنقرأ التاريخ لعلنا نفهم الواقع، ونستشرف المستقبل، ورمضان كريم.
 
نقلًا عن الوطن القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قاضية الحسبة 1 قاضية الحسبة 1



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt