توقيت القاهرة المحلي 17:14:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أمراء الجريمة فى الشارع المصرى

  مصر اليوم -

أمراء الجريمة فى الشارع المصرى

بقلم : نهاد أبو القمصان

نشرت شابة على صفحتها على الفيس بوك صورة لها وهى ترتدى فستاناً عادياً وتقول إن رجلاً كان يركب سيارة بصق عليها بطريقة بللت فستانها، وبالطبع هرب، وبمتابعة التعليقات جاءها سيل من شباب ورجال يحيون فعل الرجل ويهاجمون الفتاة، وهو أمر غريب للغاية، لأن مثل هذا الفعل يشكل جريمة والجميع يعلم أنه جريمة أخلاقية وقانونية، ورغم ذلك فالتعليقات تعكس أن هناك حالة عامة بين قطاعات واسعة من الشباب والرجال نصبوا أنفسهم أمراء الجريمة فى الشارع، يمارسون جرائم التحرش والعنف بشكل يومى بلا رادع وبارتياح شديد، فأغلب التعليقات ترى أن هذا الاعتداء من حق أى رجل فى مواجهة أى امرأة يراها فى الشارع لا تتفق مع تصور ما فى عقله، بل وأن يضربها أيضاً إذا رأى ذلك، الغريب أن التعليقات تدعم الاعتداء على النساء فى الشارع بالقول أو البصق أو الضرب بارتياح شديد ما أقلقنى على مفهوم الدولة والأمن، الأمن غائب تماماً عن أى حديث، لا قلق أو تخوف من أن يتم القبض على أحد أو معاقبة أحد، لذا أدعو المسئولين عن الأمن إلى متابعة وتحليل ما تكتبه البنات من شكاوى مريرة حول جرائم التحرش والعنف والإحساس بانعدام الأمن، ومراجعة تعليقات بعض الرجال والشباب، التى تعكس ارتياحاً تاماً بل وتشجيعاً على ارتكاب هذه الجرائم، هذا التحليل يساعد على فهم لماذا تصنف مصر عالمياً كإحدى الدول الخطرة على النساء، رغم ما قمنا به من تقدم حقيقى على مستوى القانون وتم إدراج التحرش كجريمة وتشديد العقاب عليها، ما يعكس إرادة سياسية فى مواجهة العنف ضد المرأة، ولكن هل نصوص القانون وحدها كافية للحماية؟، بالطبع لا فالقضية تتلخص فى مقولة «من أمن العقاب أساء الأدب»، وما زال تطبيق القانون ضعيفاً للغاية وإجراءاته معقدة ما حول الشوارع إلى ساحات للجريمة اليومية، فى الأدبيات العالمية تسمى جريمة التحرش «لدغة البعوض»، لأنها تبدو بسيطة لكن تكرارها يحول الحياة إلى جحيم وعدم علاجها يجعل الناس يهجرون حتى أجمل الأماكن، لذا الحسم فى تطبيق القانون فى هذه الجرائم يكون بمثابة المبيد الحشرى الذى يقضى على حشرات الشارع ويعلم حشرات الإنترنت أن لدغات البعوض غير مسموح بها، ولا بد من تقديم كل الدعم لجهاز الشرطة لإعادة الانضباط والأمان إلى الشارع المصرى، سواء دعم فنى بالتكنولوجيا والمعدات، أو دعم بشرى لزيادة أعداد وتفعيل وحدات مواجهة العنف ضد المرأة بوزارة الداخلية أو زيادة أعداد الشرطة المعنية بهذه الجرائم، التى تبدو للبعض أنها صغيرة من وجهة نظر البعض، لكنها خطيرة، فالباحث عن وجهة سياحية أول ما يبحث عن مصر يجد تحذيرات شديدة من القدوم نتيجة التحرش، ليس هذا فحسب فالتصنيفات المتعلقة بالأمن، السياحة، الاستثمار، متأثرة بالسلب والأهم من ذلك هو الأثر السيئ لانعدام الإحساس بالأمان لدى الفتيات والسيدات، وهو إحساس يقلق حتى الرجال على بناتهم وزوجاتهم وأخواتهم، وما يعد الأخطر هو الصورة الكلية والثقة فى الشرطة والعدالة والقدرة على ضبط الأمن، أعرف أن لدى الشرطة العديد من القضايا ومواجهة مخاطر جمة على الأمن القومى كالإرهاب، لكن تظل مثل هذه الجرائم اليومية والمتكررة والمقلقة، هى وثيقة الصلة بالحياة اليومية للمواطنين، وأى ضبط فيها ينتج أثره الإيجابى مباشرة على المستوى الفردى وعلى علاقة الشرطة بالناس.

نقلًا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمراء الجريمة فى الشارع المصرى أمراء الجريمة فى الشارع المصرى



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 16:02 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
  مصر اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 13:43 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 10:39 2022 الثلاثاء ,19 تموز / يوليو

الأهلي يسوّق بدر بانون في الخليج والرجاء يريده

GMT 11:36 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

النجم الألماني مسعود أوزيل يختار الأفضل بين ميسي ورونالدو

GMT 04:38 2020 الثلاثاء ,25 آب / أغسطس

دنيا سمير غانم تتألق رفقة زوجها

GMT 20:38 2020 الأربعاء ,22 تموز / يوليو

كوريا الجنوبية تسجل 63 إصابة جديدة بكورونا

GMT 13:16 2019 الخميس ,17 كانون الثاني / يناير

طريقة سهلة لتحضير الهريسة الحلوة

GMT 11:35 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إنتاج الجيل الثالث من المحفظة الذكية المضادة للسرقة

GMT 21:19 2017 الأحد ,04 حزيران / يونيو

زهير مراد يعلن عن فساتين زفاف لربيع وصيف 2017

GMT 15:06 2013 الإثنين ,20 أيار / مايو

خان الخليلي وجهة سياحية مصرية لا تُعوض

GMT 15:15 2021 الأربعاء ,21 تموز / يوليو

حمادة هلال يتصدر تريند يوتيوب بكليب «أم أحمد»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon