توقيت القاهرة المحلي 19:58:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حجة البليد

  مصر اليوم -

حجة البليد

بقلم : عمرو الشوبكي

فى البلاد المتقدمة والديمقراطية، هناك عقوبات تُطبق على العنصرية والتنمر، ولذا يفكر أى متطرف أو فاشل ألف مرة قبل أن يعلن هذا السلوك القبيح.

فلم نسمع مثلًا عن حملة قام بها لاعبون فرنسيون بيض ضد زملائهم من الأصول الإفريقية، لأنهم يمثلون منتخب فرنسا بدلًا منهم (فى بعض الأوقات كانوا 10 من 11)، ولم يقولوا لهم إن نهائى كأس العالم الذى فازت به فرنسا مرتين مناسبة قومية كبرى لا يجب أن يشارك فيها إلا الفرنسيون البيض، أو أن اختيار المدرب الفرنسى (الأبيض) فرنسيين من أصول إفريقية لتمثيل المنتخب لم يُثر رفض باقى اللاعبين لأنهم يعلمون أنهم الأكثر موهبة والأنسب، وأنهم أيضًا لو مسّوهم بأذى ولو لفظيًا فسيقعون فورًا تحت طائلة القانون.

ونفس الأمر فى احتفالات الثورة الفرنسية (14 يوليو) التى يشارك فيها فرنسيون من كل الأعراق، ومقبرة العظماء لم تعد تضم فقط «فرنسيين بيض»، ولا أحد يمكن أن يتكلم عن الفن أو البحث العلمى، فهى مهن بحكم التعريف والطبيعة عابرة للحدود والثقافات، لأنها تقدم الموهبة والكفاءة على أى معايير أخرى.

الحقيقة أن الحملة التى قادها بعض محدودى الموهبة (منهم من يسمون فنانين) تجاه فنانة تونسية مصرية لأنها شاركت فى حفل نقل المومياوات ترجع أولًا لغيرتهم منها، لأنها أكثر موهبة وقبولًا، وثانيًا، وهو الأخطر، لأنهم يعرفون أن التنمر والعنصرية بحق أى مواطن غير محصن متاحة، ولن يحاسب عليها.

والحقيقة أن القضية لا تخص أسماءً بعينها، إنما هى أزمة مجتمعات لا تعير أى اهتمام لمسألة الموهبة والكفاءة فتبدأ فى البحث عن «حجج البليد»، فهذا «مش ابن ناس»، وهذا ليس عنده واسطة، وهذا صعيدى، وهذا شاب، وهذه ست، وهذا كَبر فى السن، وهذه مش مصرية.. إلى غيرها من المفاهيم البالية التى تقول إن كثيرين فى هذا المجتمع تجاهلوا قيمة الموهبة فى كل المجالات وحاربوها.

معروف أن تنمر الكثيرين بحق المختلفين فى العرق والجنس واللون والخلفية الاجتماعية يرجع، ليس فقط لتعصبهم، إنما أيضًا لفشلهم و«خيبتهم الثقيلة».

اللافت أن مصر ليست بلدًا متقدمًا فنقول إنه مصدر جذب للعلماء والأطباء والمهندسين، بل هى من البلاد الطاردة لهم، كما أنها ليست دولة ثرية نفطية يسعى ملايين العمال عبر العالم للعمل فيها من أجل تحسين دخولهم، ولم يكن لها تقريبًا إلا الفن، الذى كان منذ العشرينيات نقطة جذب لكثيرين منهم عاشوا وماتوا على أرضها، ولم يطالبهم أحد بأن يختاروا بين مصر ووطنهم الأصلى.

ومع تراجع تأثير الثقافة المصرية والفن المصرى على يد محدودى الموهبة عديمى الإبداع، بدأت حملات التنمر على القلة القليلة من الفنانين العرب الذين اختاروا أن يعيشوا فى مصر التى أضافوا لها الكثير كما أضافت لهم. وهى مسألة حان وقت إنهائها ولو بالقانون

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حجة البليد حجة البليد



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:59 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
  مصر اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 03:33 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة علوش
  مصر اليوم - عمرو يوسف يتحدث عن شِقو يكشف سراً عن كندة علوش

GMT 13:37 2023 الجمعة ,03 آذار/ مارس

افتتاح مطعم وجبات خفيفة أثري في إيطاليا

GMT 08:36 2021 الخميس ,14 تشرين الأول / أكتوبر

خبير ديكور يوضح الفرق بين الحجر الطبيعي والحجر الصناعي

GMT 16:31 2021 الأربعاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

"AZZI & OSTA" تطلق تشكيلتها الجديدة

GMT 23:47 2021 الأربعاء ,18 آب / أغسطس

"Dior Baby" تكشف عن مجموعتها لموسم خريف شتاء 2021-2022

GMT 23:17 2017 الأحد ,10 كانون الأول / ديسمبر

​المصري يبحث التعاقد مع حارس مرمى في كانون الثاني

GMT 03:00 2020 الثلاثاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

فتاة توجه نصيحة للمصريين بعد إصابة 12 فردًا من أسرتها بكورونا

GMT 21:54 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

5 خطوات لاستخراج بدل فاقد لبطاقة التموين فى مصر إلكترونيا

GMT 22:12 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

الأسهم الباكستانية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 22:31 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الثلاثاء 28 يوليو

GMT 09:35 2020 السبت ,25 تموز / يوليو

غاريث بيل يضع شرطًا للرحيل عن ريال مدريد

GMT 10:49 2020 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

تعرف على عمر هالة فاخر في عيد ميلادها

GMT 06:42 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

طريقة إعداد الدجاج على الطريقة التركية

GMT 11:54 2020 الأحد ,17 أيار / مايو

بريشة : علي خليل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon