توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مخاوف سودانية

  مصر اليوم -

مخاوف سودانية

بقلم : عمرو الشوبكي

المرارة التى خلفها حكم البشير الإخوانى فى السودان كبيرة، ومخاوف قطاعات واسعة من الحكم الدينى حاضرة بقوة وخاصة عقب التوقيع على إعلان مبادئ بين المجلس الانتقالى والحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بزعامة عبدالعزيز الحلو والذى نص على تحقيق سيادة السودان واستقلاله ووحدة أراضيه والاعتراف «بتعدد الأعراق والديانات والثقافات». كما نص على «تحقيق العدالة فى توزيع السلطة والثروة بين جميع أبناء شعب وأقاليم السودان للقضاء على التهميش التنموى والثقافى والدينى، كما نص أيضا على فصل الدين عن الدولة وألا يكون هناك أى إشارة لدين الدولة فى دستور المرحلة الانتقالية.

وقد جاء هذا الاتفاق ليستكمل اتفاق جوبا للسلام الذى وقع العام الماضى مع الجبهة الثورية وحركة تحرير السودان جناح مناوى لينص على دمج الفصائل المسلحة فى مجلس السيادة الانتقالى والحكومة التنفيذية وأيضا دمج مقاتلى الحركات المسلحة فى الجيش السودانى على 3 مراحل، كما جرى التفاهم على أن تبدأ الفترة الانتقالية (39 شهرا) عقب التوقيع على اتفاق السلام وتجاهل الفترة التى سبقته.

ورغم أهمية هذه الاتفاقات من أجل بناء الدولة المدنية الديمقراطية، إلا أنه من المهم الوعى بالصعوبات التى ستخلفها، أمران: الأول دمج فصائل مسلحة فى جيش تأثر بمرحلة السيطرة الحزبية علية فى عهد البشير، وأن عملية الدمج لن تكون بشروط جيش وطنى مكتمل الأركان إنما ستعنى إعادة بناء الجيش والفصائل المسلحة حتى يمكن استيعابهما معا فى كيان وطنى جديد، وهو تحد ليس سهلا.

أما التحدى الثانى فيتعلق بحذف النص على أن دين الدولة الإسلام أو الالتزام بمبادئ الشريعة الإسلامية وهو أمر قد يكون مفهوما فى المرحلة الانتقالية وقد يقبله كثيرون أيضا بعدها لكن التحدى الذى سيثار هنا سيتعلق بكيفية التعامل مع القوى المحافظة والمتدينة فى المجتمع السوادنى، وكيف يمكن إقناعها بأن مدنية الدولة لا تعنى أنها ضد الدين، وهو تحد قد يستغله «أنصار الشريعة»، الذين تظاهروا مرات عديدة فى السودان، لكى يقوضوا المسار الانتقالى برمته على اعتباره معاديا للدين.

والسؤال المطروح: ماذا سيفعل ممثلو الفصائل المسلحة إذا انتخب الشعب السودانى مرشحا محافظا دينيا وضع الالتزام بمبادئ الشريعة كنص فى الدستور؟ ودون أن يكون إخوانيا أو جزءا من مشروع الإسلام السياسى إنما يلعب على المشاعر الدينية لكثير من السودانيين؟.

يقينا السودان يحتاج إلى صيغ توافق دستورية ومؤسسية بأن يكون دستور الدولة مدنيا لا يميز بين المواطنين على أساس العرق والدين والجهة، ولا يبدو أيضا أنه ضد الدين، أى لا يتطرف فى الصيغ العلمانية حتى يقبل من الغالبية العظمى من الناس، كذلك فإن إعادة بناء مؤسسات الدولة تتطلب شروطا يلتزم بها الجميع: أى كل من القوات النظامية الحالية والفصائل المسلحة وليس طرفا واحدا على حساب آخر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مخاوف سودانية مخاوف سودانية



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر

GMT 06:58 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

علاج محتمل للسكري لا يعتمد على "الإنسولين" تعرف عليه

GMT 14:10 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أسوان يخطط لعقد 9 صفقات قبل غلق باب القيد لتدعيم صفوفه

GMT 21:53 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

جهاز المنتخب الوطني يحضر مباراة الأهلي والإنتاج الحربي

GMT 17:44 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تونس تتصدر أجانب الدوري المصري بـ16 لاعبًا في الأندية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon