توقيت القاهرة المحلي 10:41:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مؤامرات أم خطط سرية

  مصر اليوم -

مؤامرات أم خطط سرية

بقلم : عمرو الشوبكي

إذا اعتبرنا المؤامرة هى خطط سرية، فإن هذا يعنى أنها دعوة للعمل والجهد وتشغيل العقل فى مواجهة الخرافة والتبلد والكلام الفارغ، وإذا اعتبرنا أن العالم تحكمه المصالح فإن هذا يعنى أن هذه الخطط ليس كلها سرى، فكثير منها معلن، وتعرف قوة أى دولة بتقدمها الداخلى وكفاءة نظامها السياسى الذى يعطيها فرصة للتعامل مع هذه الخطط، وامتلاك أوراق ضغط لمواجهة المنافسين والخصوم، وأوراق قوة لجذب الحلفاء والأصدقاء.

والحقيقة أن بلدا مثل مصر يواجه حاليا تحديين كبيرين، أحدهما وجودى يتعلق ببناء سد النهضة، والثانى حدودى يتعلق بالتمدد التركى الداعم لعناصر متطرفة وإرهابية على حدود مصر الغربية، وأن إصرار البعض على أخذ البلد فى سكة دول العالم التى تركت كل مشاكلها ولم تعد تفكر إلا بالتآمر على مصر واستهداف جيشها وغيرها من النظريات الفارغة التى تقتل العمل وتقيل العقل.

ومع ذلك فإن كثيرا من الناس شغلت عقولها وتابعت قنوات وصحفا عربية وعالمية كثيرة لتعرف ما يجرى فى إثيوبيا وليبيا، وتوصلت إلى ما هو بديهى بأن هناك صراع مصالح وخططا معظمها علنى وأوراق تمتلكها مصر وأخرى يمتلكها خصومها، وإننا فى امتحان صعب علينا أن نسعى لامتلاك مزيد من الأوراق وجذب مزيد من الحلفاء بدلا من الكلام عن مؤامرات تجعلنا طرفا مفعولا به وليس فاعلا، فى حين أن المطلوب أن نعرف أين هى نقاط ضعفنا لنصلحها بالعلم والعمل وليس بنظريات المؤامرة.

معركة مصر الوجودية مع سد النهضة أيدتها فيها الإدارة الأمريكية الحالية، بما يعنى أن الموضوع ليس مؤامرة أمريكية، صحيح أنها لن تحارب معركتنا، وربما يقل حماسها لو تغيرت هذه الإدارة، ولذا المطلوب أن نمارس فى الفترة القادمة مزيدا من السياسات الخشنة تجاه إثيوبيا وتجاوز مرحلة السياسات الناعمة التى طبقت منذ التوقيع على إعلان المبادئ فى 2015، والعمل على امتلاك مزيد من أوراق الضغط على إثيوبيا وبناء خطاب مضاد لما تروجه من حجج مضللة على مستوى العالم.

أما معركة مصر فى ليبيا، فهى معركة تتعلق بأمنها القومى وبمحاولات حكومة الوفاق المدعومة من تركيا ومن تنظيمات إرهابية التقدم نحو الشرق الليبى حتى الحدود المصرية، وهو أمر يمثل تهديدا للأمن المصرى.

مصر تمتلك أوراقا كثيرة لو أحسنت توظيف السياسى منها ستتفوق على أوراق الجانب التركى، وهناك دول غربية مثل فرنسا تدعم مصر، وهناك دول أخرى أقرب لتركيا مثل إيطاليا، وهناك قوى عظمى مثل أمريكا وروسيا تتحركان وفق حسابات مصالحهما فى المنطقة.

نظريات المؤامرة التى عششت فى عقول البعض هى سلاح الفاشل، فى حين أن الواقع يقول إن العالم يتحرك بخطط معلنة أو سرية دفاعا عن مصالحه، والشاطر هو من يفعل مثله ولو حماية لنفسه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مؤامرات أم خطط سرية مؤامرات أم خطط سرية



GMT 13:02 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (51) الهند متحف الزمان والمكان

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

حسابات المكسب

GMT 12:51 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

منير وشاكوش وحاجز الخصوصية!

GMT 12:47 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الضربة الإيرانية

GMT 06:18 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

سفير القرآن!

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي

GMT 09:23 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

ضغوط متزايدة على لامبارد بعد أحدث هزيمة لتشيلسي

GMT 04:38 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

نفوق عشرات الآلاف من الدواجن قرب بلدة "سامراء" شمال بغداد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon