توقيت القاهرة المحلي 21:28:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«داعش» عنوان الفشل

  مصر اليوم -

«داعش» عنوان الفشل

بقلم : عمرو الشوبكي

نجحت القوات الحكومية العراقية فى تحرير الموصل وتلعفر من قبضة تنظيم داعش الإرهابى ونجح الجيش اللبنانى فى طرد عناصر داعش من داخل الأراضى اللبنانية وحققت القوات السورية تقدما محلوظا فى أكثر من مدينة سورية حتى أصبحت على مشارف الرقة ودير الزور، آخر معاقل التنظيم الإرهابى.

والسؤال المطروح: «لماذا ظهر داعش فى المناطق السنية؟ وكيف تحول هذا التنظيم الإرهابى إلى عنوان حقيقى لفشلنا الحضارى والسياسى ودلالة على جمودنا المذهبى وعجز واقعنا عن خلق تنظيم معارض حتى لو كان طائفيا ومتشددا، ولكنه ليس قاتلا ولا مجرما ولا منفرا لبيئته الحاضنة من السنة قبل أن يكون منفرا للإنسانية جمعاء.

والحقيقة أن صعود ظاهرة «داعش» أو الطبعة الأبشع من تنظيم القاعدة فتح جروح العالمين العربى والإسلامى من جديد، بعيدا عن الأسطوانات الجاهزة التى ترى أن التنظيم جزء من مؤامرة كونية علينا، وأننا دائما ضحايا أبرياء.

والسؤال: لماذا أنتجت المؤامرة العالمية «داعش» فى بلادنا، وأنتجت ظواهر أخرى فى بلاد ثانية، ما لم يكن هناك واقع محلى ساعد على وجوده وانتشاره وارتدائه هذه «الثياب الداعشية»؟.

والحقيقة أن نكبة «داعش» على البلاد العربية والإسلامية كبيرة ومركبة، فالسؤال الذى علينا أن نطرحه: لماذا لم يخرج من الواقع السنّى تنظيمات دينية طائفية ومتشددة، قادرة- فى الوقت نفسه- على كسب تعاطف بيئتها الحاضنة أى السنة؟، فقد خسرت هذه التنظيمات السنيّة الشيعة والمسيحيين وباقى أبناء الطوائف الأخرى وواجهت نظم الحكم القائمة التى كثيرا ما وظفتها لصالحها وخسرت بيئتها السنيّة، لأنها امتلكت فهما إجراميا للدين جعلها ترتكب مجازر فى كل مكان سيطرت عليه، ومثلت عاملا رئيسيا فى كراهية الناس له وتسهيل مهمة سقوطه عسكريا، لأنه سقط قبلها مجتمعيا.

المدهش أن تنظيمات الشيعة طائفية ومارست بدرجات متفاوتة جرائم بحق السنة، خاصة ميليشيا الحشد الشعبى فى العراق وحزب الله فى لبنان، ومع ذلك سنجد أن هذه التنظيمات لم تخسر فى أى مرحلة بيئتها الشيعية أو القسم الأكبر منها، ونجحت تجربة حزب الله فى لبنان، رغم النقد العنيف الذى يوجه لها من قبل بعض الشيعة وتململ البعض الآخر من توريط الحزب لقطاع واسع من الطائفة الشعبية فى دعم نظام استبدادى فى سوريا، إلا أن الحزب بنى منظومة اجتماعية واقتصادية وسياسية أعطت للناس قدرا من الحرية فى الزى والاختلاط والتعامل الإنسانى الطبيعى بين البشر، كما أنه أدار ملفاته الإقليمية بدهاء شديد وتعايش مع رافضيه فى لبنان، حتى لو كان اتهم بقتل بعض رموزهم فى فترة من الفترات، إلا أنه فى النهاية قدم نموذجا قابلا للحياة، رغم تصنيفه أمريكيا وخليجيا بأنه تنظيم إرهابى، مثل «داعش» إلا أن الفارق بين أداء التنظيمين واضح وضوح الشمس.

«داعش» ليس فقط عنوان فشل دينى إنما أيضا أو أساسا عنوان فشل مجتمعى وسياسى وإنسانى، فعلينا تأمل أسباب وجود بيئة حاضنة جعلت كل هذا الإجرام يتركز فى تنظيم واحد، حرم الناس من فرحة الأعياد والحياة وأسس للكآبة والكراهية وجعل كل معارض فى سوريا والعراق لنظام حكمه ينتظر اليوم الذى يحرره هذا النظام من قبضة «داعش» عنوان الفشل والكراهية والدماء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«داعش» عنوان الفشل «داعش» عنوان الفشل



GMT 09:13 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

مبروك للأبيض.. عقبال الأحمر

GMT 09:11 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

ماذا بعد رئيسى؟

GMT 02:27 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

تحشيش سياسي ..!

GMT 02:21 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

السلطة والدولة في إيران

GMT 12:49 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك
  مصر اليوم - افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك

GMT 12:36 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها
  مصر اليوم - أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها

GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

مندوب مصر يؤكد رفض بلاده العدوان على رفح
  مصر اليوم - مندوب مصر يؤكد رفض بلاده العدوان على رفح
  مصر اليوم - ظافر العابدين يعود الى دراما رمضان بعد طول غياب

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 12:24 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:57 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

لكى تعرفَ الزهورَ كُن زهرةً

GMT 08:45 2024 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

برج الجوزاء تبدو ساحرا ومنفتحا

GMT 14:27 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تفسدوا فرحة ”الديربي“

GMT 18:30 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

قمة نارية بين ميلان ضد يوفنتوس في الدوري الإيطالي الأربعاء

GMT 11:36 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

بارتوميو يعلن مشاركة برشلونة في بطولة كبيرة قبل استقالته

GMT 23:41 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

تطبيق جديد تستخدمه المرأة الحامل للعثور على مكان في المترو

GMT 03:22 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أسعار البيض في الأسواق المصرية الإثنين

GMT 06:41 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا تنشر صورتها بملابس السيدة العذراء

GMT 21:57 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

رمضان صبحي يفوز بجائزة لاعب الشهر في بيراميدز

GMT 09:39 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

يورغن كلوب يحسم الجدل حول مستقبل صلاح

GMT 10:53 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

شوبير يعلق على هزيمة منتخب مصر لكرة اليد من السويد

GMT 14:26 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

إدارة الملوثات العضوية الثابتة بالبيئة المصرية تعلن حصاد 2020

GMT 12:51 2021 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

طريقة تحضير لسان العصفور بالخضار
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon