توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثلاثة كتب فى المعرض

  مصر اليوم -

ثلاثة كتب فى المعرض

بقلم - محمد سلماوي

 إذا ذهبت إلى معرض الكتاب الذى فتح أبوابه للجمهور أمس السبت فلا تخرج منه قبل أن تشترى ثلاثة كتب أجدها من أهم ما صدر أخيرا على اختلاف مجالاتها، وأولهما كتاب لن تجده فى الأسواق فهو يطرح لأول مرة فى المعرض، وعنوانه هو «ملكات مصر» لعالم المصريات القدير وزير الآثار الأسبق الدكتور ممدوح الدماطى، والصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وأكثر ما يفاجئك فى الكتاب هو عدد الملكات اللاتى ساهمن فى صناعة التاريخ المصرى، سواء فى الحقبة الفرعونية، القديم منها والوسيط والحديث، أو فى الفترة البطلمية على امتداد سنواتها الـ 300، أو فى مصر الإسلامية، حيث يقدم لنا الكتاب ما لا يقل عن 20 ملكة، فيبدأ بمريت-نيت التى حكمت مصر بعد وفاة زوجها الملك واجيت فكانت أول سيدة تحكم بلادها فى تاريخ البشرية جمعاء، وقد حكمت مصر لمدة عشر سنوات كاملة من عام 2939 قبل الميلاد الى عام 2929 ق. م.، وحين كبر ابنها دن وتولى حكم البلاد انسحبت من مقدمة المشهد السياسى مكتفية بمشاركته الحكم باعتبارها الملكة الأم، وينتهى بالسلطانة شجر الدر فاتحة العصر المملوكى فى القرن الـ 13 التى وجهت الجيش بعد وفاة زوجها الصالح نجم الدين وانتصرت على القوات الصليبية لملك الفرنجة لويس التاسع، وما بين هذه وتلك يقلب المؤلف صفحات التاريخ ليكشف لنا أمجاد المرأة المصرية التى أدارت دفة الأمور بقوة واقتدار، وأيضا بحكمة ودهاء.

نقلا عن الأهرام القاهرية

وهناك فى تاريخ مصر من الملكات من جلسن على العرش الى جوار أزواجهن من الملوك فدعمنه وقدمن له المشورة وعضضن من قوته، لكن هناك أيضا من الملكات من حكمت كل منهن منفردة واتخذت لنفسها ألقاب الفراعين الرجال، وكان حكم الكثيرات منهن فترات نمو وازدهار. والكتاب مملوء بالحقائق التى لم يتوقف عندها المؤرخون كثيرا، فعند ذكر اسم كليوباترا غالبا ما نذكر واحدة منهن فقط وهى كليوباترا السابعة التى خلدها المؤرخون القدماء والأدباء والشعراء من كل عصر بسبب غرامياتها الشهيرة مع أقوى أباطرة عصرها من الرومان، متناسين قدراتها السياسية الفذة، وإدارتها الحكيمة لمختلف أمور البلاد، ودهاءها الأسطورى فى مواجهة روما القوة العظمى فى ذلك العصر، إلا أن الدكتور الدماطى يبرز لنا فى هذا المرجع أهمية كليوباترا الأولى مثلا، ابنة ملك سوريا، وكيف كانت سببا فى حالة الوفاق التى سادت بين مصر وسوريا بعد سنوات من الصراع، وذلك حين تزوجت وهى فى العاشرة من عمرها من بطليموس الخامس وريث العرش المصرى والذى كان فى الـ16 من عمره، كما كانت سببا أيضا للعداء الذى احتدم من جديد بين البلدين حين تم إقصاؤها. أما نفرتيتى مليكة أمنحتب الرابع أو أخناتون فى الأسرة الـ18، فيثبت لنا المؤلف أنها لم تكن فقط زوجة الفرعون وصاحبة النفوذ المعروف فى مملكته، وانما يشير إلى احتمال أن تكون قد حكمت البلاد منفردة لمدة لا تقل عن عام بعد وفاة أخناتون، وربما كانت هى نفسها الفرعون الذى حمل اسم سمنخكارع. وفى النهاية فإن كتاب «ملكات مصر» يؤكد بالحقائق التاريخية، أن قضية تمكين المرأة ليست وليدة عصر الحضارة الغربية الحديثة التى صدرت لنا حركات تحرر المرأة التى نعرفها اليوم، وإنما كانت قضية أساسية طوال التاريخ المصرى الذى امتد آلاف السنين، انتصرت فيها المرأة فى بعض العصور وانهزمت فى عصور أخرى.

أما الكتاب الثانى فهو «كيرياليسون» للكاتب الصحفى حمدى رزق الذى كتبه فى محبة الأقباط وقد صدر فى سلسلة الكتاب الذهبى لروز اليوسف، وهو يقدم لنا صفحات مهمة من تاريخنا المعاصر، ومن بينها لقطة ذات مغزى تعددت أطرافها لكن أيا منهم لم يكتبها الى أن نقلها لنا حمدى رزق فى كتابه، وهى واقعة أول لقاء عقده الرئيس الإخوانى محمد مرسى مع رؤساء تحرير الصحف بعد 48 ساعة فقط من توليه الحكم، وهو اللقاء الذى واجه فيه حمدى رئيس الجمهورية بشجاعة ليسأله بلا مهابة عن دستورية موقع مرشد الإخوان من الحكم، وهو الموقع الذى سمح له بالتحكم فى كل قرارات الدولة، وقد سبق حمدى رزق الثورة التى خرجت بعد ذلك بسنة والتى لم تهتف بسقوط مرسى بقدر ما هتفت بسقوط حكم المرشد. ومن أهم ما فى الكتاب تتبعه الدقيق لطائفية الإخوان وتعصبهم ورصده لعلاقتهم الوثيقة بالإرهاب منذ نشأتهم، حيث يعود الى كتابات حسن البنا السرية وليس خطاباته العلنية، كذلك يتطرق المؤلف الى وضع السلفيين الذى مازال ملتبسا، حيث يتمتعون بحرية نشر أفكارهم المتطرفة التى عادة ما تؤدى بأصحابها فى النهاية الى العنف والإرهاب، وكما سأل حمدى رزق بشجاعة الرئيس مرسى عن وضع المرشد غير المقبول فى الدولة، فهو فى هذا الكتاب يتساءل بنفس الشجاعة عن وضع السلفيين فى مجتمع ما بعد ثورة 30 يونيو.

ثم يأتى الكتاب الثالث الذى يحمل عنوان «الثورة العميقة» وهو للصحفى محمد شعير مساعد رئيس تحرير «الأهرام»، وقد صدر عن منشورات بتانة، وينبغى أولا الإشارة الى اختياره هذا العنوان الدال والمبتكر لكتابه الذى يجيب فيه على أسئلة كثيرة تشغل بال الناس حول ثورة 25 يناير، وهل كانت بالفعل ثورة؟ وهل ننحاز لها أم لثورة 30 يونيو؟ وبماذا أتت لنا هذه أو تلك؟ أى هل غيرت أى منهما من حياتنا؟ وهل تحققت أهداف الواحدة أو الأخرى؟ ثم أخيرا هل هناك بعد كل هذا أمل فى المستقبل؟ إن جزءا من عبقرية العنوان الذى اختاره شعير لكتابه أنه عنوان يجيب بشكل غير مباشر عن كل هذه الأسئلة، وإن كان الكاتب يؤكد فى النهاية أن إجابة السؤال الأخير تعتمد علينا نحن، فالفصل الأخير من الكتاب هو دعوة لأن نصنع الأمل سويا، وعنوانه هو «المبتغى والأمل.. ليتك تنضم إلى الطريق لنبدأ العمل»، وهو فصل لم يكتبه المؤلف بل تركنا نحن نكتبه، أما الطريق الذى يدعونا للعمل فى اتجاهه فهو ما يسميه فى الكتاب «الطريق الرابع» بخلاف طرق ثلاثة يراها سائدة فى المجتمع، وهى أولا الثائرون دوما والذين يعترفون بثورة يناير وحدها، وثانيا من يرفضون ثورة يناير لصالح ثورة يونيو، أما الطريق الثالث فهو طريق الإخوان الرافضين للطريقين الآخرين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثلاثة كتب فى المعرض ثلاثة كتب فى المعرض



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt