توقيت القاهرة المحلي 18:05:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ترامب يهدد أمن وسلامة العالم

  مصر اليوم -

ترامب يهدد أمن وسلامة العالم

بقلم : محمد سلماوي

 لا يبدو أن كوارث الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ستتوقف أو تخف حدتها قبل أن يترك الرئاسة ويغادر البيت الأبيض، وآخر تلك الكوارث التى أفزعت الكثيرين داخل أمريكا وخارجها هى تنحيته مستشار الأمن القومى هربرت ريموند ماكماستر وتعيينه جون بولتون بدلا منه والمعروف بمواقفه المتطرفة لمصلحة إسرائيل وضد العرب، وهو من المؤمنين بضرورة ضرب ايران بالقنابل، ولا يرى ما يمنع من استخدام الأسلحة النووية ضد أعداء أمريكا، وقد عبر بعض المراقبين داخل الولايات المتحدة عن استيائهم لهذا الاختيار قائلين إن بولتون له موقف ايديولوجى واضح يحول دون أدائه لمهمته التى تحتم عليه تقديم مختلف البدائل للرئيس.

وكان ريتشارد هاس رئيس مجلس العلاقات الخارجية منذ عام 2003 قد وجه نقدا خطيرا للسياسة الخارجية لدونالد ترامب باعتبارها تسعى لشن الحرب على ثلاث جبهات فى نفس الوقت، هى إيران والصين وكوريا الشمالية، مما يجعل اللحظة الراهنة أخطر لحظات التاريخ الأمريكى الحديث، وقد جاء اختيار جون بولتون ليؤكد أن المواجهة ستزداد خطورة فى المرحلة المقبلة بسبب مواقف بولتون الأكثر تطرفا من ترامب على كل من هذه الجبهات.

وربما كانت أخطر أفكار بولتون هى المتعلقة بالإسلام والمسلمين الذين يتهمهم باستمرار بالإرهاب وبالعداء للغرب، وما يتعلق بالصراع العربى الإسرائيلى حيث، أعلن أكثر من مرة تأييده المطلق لرئيس الوزراء الإسرائيلى المتطرف بنيامين نيتانياهو فى رفضه لحل الدولتين، فهو لا يرى هناك كيانا يسمى فلسطين، وما الهدف من المطالبة بالدولة الفلسطينية إلا مهاجمة اسرائيل وإضعاف قوتها، وهو يدعو لإلحاق الضفة الغربية بالأردن، وغزة بمصر.

ورغم مهاجمة ترامب أكثر من مرة الحرب فى العراق فإن مستشار الأمن القومى الجديد كان ومازال من أشد المؤيدين لغزو العراق، ويرى أنه كان يجب أن يتم أيضا غزو سوريا قبل سحب القوات الأمريكية من المنطقة، وإسقاط بشار الأسد كما تم إسقاط صدام حسين، ويعتبر بولتون الرمز الحى لكل ما يرفضه الرأى العام الأمريكى والعالمى فى غزو العراق، وقد صرح عام 2015 بأنه لا يزال يؤمن بجدوى الحرب على العراق، ويرى أن القرار الكارثى كان الانسحاب من العراق وليس غزوها، وأنه كان يجب على القوات الأمريكية أن تبقى فى العراق بشكل دائم.

وفى عام 2002 وقت كان وكيلا لوزارة الخارجية طالب جون بولتون الإدارة الأمريكية بضرورة غزو كوبا لنفس السبب الذى غزت به العراق، وهو امتلاك كوبا أسلحة دمار شامل، مؤكدا أن كوبا لديها أسلحة بيولوجية، وأنها قد تمد بها ليبيا وسوريا، ولما كانت تلك هى المرة الأولى التى يتهم فيها مسئول أمريكى كوبا بامتلاك أسلحة دمار شامل، فقد حاولت جريدة زنيويورك تايمزس الحصول منه على أدلة تثبت هذا الاتهام، لكنها لم تحصل منه على شيء.

ويطبق جون بولتون منطقه المتطرف والذى يؤمن بالتدخل العسكرى الأمريكى فى أى بقعة من العالم، وباستخدام السلاح بدلا من الدبلوماسية، كلما كانت هناك مصلحة لأمريكا فى ذلك من وجهة نظره، وهو يدعو للتدخل العسكرى أولا، ثم بعد ذلك يمكن بحث سبل الانسحاب أو عدم الانسحاب، وقد دعا فى عام 2011 الى ضرورة اغتيال القذافى واصفا ذلك بأنه هدف شرعى، قائلا إن الزعيم الليبى الراحل قتل مدنيين أمريكيين ولم تتم محاسبته «لذلك لا أتردد إطلاقا فى الدعوة لقتله» وفى خطاب آخر فى نفس السنة قال «إنه سيسعد إذا تم نفى القذافى خارج ليبيا، لكن الأسهل هو قتله ووضع قيادة أخرى مكانه». كذلك فهو دائم التحذير من أن تدع الولايات المتحدة فرصة شن الحرب ضد كوريا الشمالية تفلت من يدى البيت الأبيض.

أما فيما يتعلق بإيران فقد طالب بولتون أكثر من مرة بضرورة ضرب إيران، وكتب فى «نيويورك تايمز» عام 2015 مقالا بعنوان «للقضاء على قنبلة إيران، اضربوا ايران» أكد فيه أن القوة العسكرية وحدها هى القادرة على تحقيق المطلوب، وقدم خطة أثارت دهشة الكثيرين تقضى بضرب المفاعلات النووية الإيرانية وتغيير نظام الحكم الإيرانى، على غرار أسلوبنا الناجح فى تغيير الحكم فى الشرق الأوسط على حد تعبيره، وقد كانت حيثيات تلك الدعوة تتلخص فى أن نجاح إيران فى الحصول على السلاح النووى سيدفع دولا أخرى فى المنطقة للحصول عليه، ورغم أن بولتون لم يتحدث فى مقاله المذكور عن إسرائيل، إلا أن الموقف الذى دعا إليه هو نفسه موقف رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو من إيران وحثه إدارات أمريكية متتالية على ضرورة ضربها، كما أن الحجة التى دفع بها بولتون لتبرير ضرب إيران تنطبق على إسرائيل التى تمتلك بالفعل السلاح النووى أكثر مما تنطبق على إيران التى مازال امتلاكها للسلاح النووى موضع خلاف، فما من شك أن الترسانة النووية الإسرائيلية تثير المخاوف فى المنطقة، ويمكن أن تدفع جيرانها الى السعى لامتلاك السلاح النووى، لكن بولتون لم يذكر إسرائيل من قريب أو بعيد، وكأن خطر امتلاك السلاح النووى لا ينطبق عليها، بل لقد وصل به حد التهور لأن يطالب إسرائيل صراحة باستخدام سلاحها النووى ضد إيران، ففى محاضرة له فى جامعة شيكاغو عام 2009 قال إنه «ما لم تكن إسرائيل على استعداد لاستخدام السلاح النووى ضد البرنامج النووى الإيرانى، فإن إيران ستمتلك السلاح النووى فى المستقبل القريب» وقد كانت تلك هى المرة الوحيدة التى تدعو فيها أى جهة فى العالم إحدى الدول لاستخدام السلاح النووى ضد دولة أخرى، فى الوقت الذى يدعو الجميع للامتناع عن استخدام ذلك السلاح المدمر، والذى تمتد آثاره إلى خارج حدود الدول المستهدفة، ناهيك عن انتهاك مثل هذا العمل المتهور وغير المسئول لجميع القوانين والأعراف الدولية.

ويؤخذ على جون بولتون أنه دائم الاتصال بمسئولى المخابرات الإسرائيلية «الموساد» دون الحصول على إذن مسبق من وزارة الخارجية الأمريكية كما تقضى القوانين الأمريكية. هذه بعض أفكار ومواقف الرجل الذى اختاره دونالد ترامب مستشارا للأمن القومى الأمريكى والذى يهدد به فى الحقيقة ليس الأمن القومى الأمريكى وحده، وانما أمن وسلامة العالم أجمع.

نقلاً عن الآهرام القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب يهدد أمن وسلامة العالم ترامب يهدد أمن وسلامة العالم



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:30 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
  مصر اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 16:02 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
  مصر اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 17:12 2022 الثلاثاء ,11 كانون الثاني / يناير

بدلات كلاسيكية مميّزة للرجل لمختلف المناسبات

GMT 14:37 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

مرج الفريقين يتفقان!

GMT 03:18 2017 الخميس ,15 حزيران / يونيو

هند براشد تكشف عن مجموعة تصميماتها لصيف 2017

GMT 14:28 2022 الخميس ,25 آب / أغسطس

صورة البروفايل ودلالاتها

GMT 06:57 2019 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة رانيا يوسف تنعي الفنان هيثم أحمد زكي

GMT 07:13 2018 الأحد ,01 إبريل / نيسان

سيلينا غوميز تخطف الأنظار بإطلالتها المميزة

GMT 11:54 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد في مواجهة قوية أمام الأسيوطي في كأس مصر

GMT 12:13 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ميدو يؤكّد أنّ مدبولي وقّع لدجلة قبل الانتقال إلى الزمالك

GMT 03:31 2021 الأحد ,21 شباط / فبراير

توقعات ماغي فرح لبرج الأفعى الصيني للعام 2021
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon