توقيت القاهرة المحلي 02:30:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حكاية مواطن

  مصر اليوم -

حكاية مواطن

فاروق جويدة

لم يكن المواطن المصري حمادة صابر صاحب أشهر قضية سحل في تاريخ الدولة المصرية يتصور انه سيكون حديث العالم وهو يقف زائغ النظرات امام قصر الاتحادية‏..‏ انه في رحاب الرئاسة‏..‏ وامام بوابة القصر العتيق. حيث يوجد أول رئيس مصري منتخب.. لقد سمع كثيرا عن الثورة وان كان لم يشارك فيها, انه عامل بسيط يبحث عن قوت يومه ومنذ قامت الثورة وهو لايجد عملا إلا في حالات نادرة.. سمع كثيرا عن المكاسب التي ستحملها الثورة للمواطن المصري.. قالوا ان الملايين التي هرب بها رموز النظام السابق سوف تعود وان نصيب كل مواطن سوف يصل إلي70 الف جنيه واكتشف حمادة صابر ان القصة كلها تضليل في تضليل..ليس له في السياسة انه عامل محارة بسيط قضي كل سنوات عمره بين الرمال التي اكلت نصف عمره..فجأة وجد رأسه تحت عشرات الأقدام والأحذية السوداء تنهال عليه وتلقي به بعيدا ثم تطرحه أرضا..كانت الأقدام ثقيلة وكانت روائحها كريهة يخرج منها غبار اسود وكانت الصرخات والشتائم قذائف من نار تحاصر جسده المتعب..في هذا اليوم لم يكن قد عاد إلي بيته من أول النهار فلم يأكل شيئا..كان بطنه خاويا ورغم برودة الجو كان يشعر بالعطش..حين انهالت عليه الأحذية السوداء وروائحها الكريهة تمني لو ان احدا قدم له بعض الماء حين شعر بالدوار..لم يشعر والأحذية تحاصر جسده المنهار, ان ملابسه القديمة قد هربت من جسده وانه اصبح عاريا تماما..حاول ان يقنع نفسه انه يعيش حلما كئيبا وان ما يدور حوله مجرد كابوس ثقيل ولكن جسده العاري كان يئن علي برودة الأسفلت وسرت في جسده رعشة تشبه الموت..لم يكن لديه كلام فقد دخل لسانه في جوفه فلم ينطق بشيء..كان يتمني ان يصحو من هذا الكابوس الأسود ليعود لأبنائه ويطوي هذه الصفحة السوداء المظلمة..حاول ان يخفي حقيقة ما حدث ولم يستطع ذلك حين وقف علي الرصيف وشاهد جسده العاري والملايين ينظرون إليه حين افاق من الكابوس سمع اغنية قديمة كان يحبها.. المصريين اهمه..المصريين اهمه وسمع صوتا يأتي من بعيد.. ندالة وبطش وخراب ذمة. نقلاً عن جريدة "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكاية مواطن حكاية مواطن



GMT 02:30 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الإعلام البديل والحرب الثقافية

GMT 02:26 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

«الدارك ويب» ودارك غيب!

GMT 02:11 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاستثمار البيئي في الفقراء

GMT 01:49 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

غزة بين انتصارين ممنوعين

GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:30 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
  مصر اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 18:29 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

طلعت زكريا يفاجئ جمهوره بخبر انفصاله عن زوجته

GMT 12:07 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

كيفية تحضير كب كيك جوز الهند بالكريمة

GMT 09:10 2018 الأربعاء ,15 آب / أغسطس

"الهضبة" يشارك العالمي مارشميلو في عمل مجنون

GMT 10:56 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

النسخة العربية للعبة كابتن تسوباسا

GMT 14:08 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

أوستراليا تسجل أدنى درجة حرارة خلال 10 سنوات

GMT 01:41 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

تريزيجيه يدعم محمد صلاح بعد الإصابة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon