توقيت القاهرة المحلي 07:15:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عطاء بلا حساب

  مصر اليوم -

عطاء بلا حساب

بقلم: فاروق جويدة

كان د.عبد المنعم القيسونى من أهم الشخصيات الاقتصادية فى تاريخ مصر الحديث، وقد تولى الوزارة أكثر من مرة وكان يتمتع بعلاقات مع الأوساط الاقتصادية فى العالم لم تتكرر، ومنها البنك الدولى وصندوق النقد والمؤسسات المالية وأهم البنوك فى العالم، كنت قريبا منه فى تلك الفترة التى خرج فيها من الوزارة حتى إنه افتتح مكتبا فى الشواربى بوسط القاهرة واعتدت أن أزوره فيه.. وفى شخصية د.القيسونى اجتمع التواضع مع الفكر مع الأمانة.. كنت أحيانا أزوره فى بيته فى مصر الجديدة، وذات يوم دعانى الأستاذ هيكل وسألنى متى رأيت د.القيسونى، قلت له منذ أيام، قال اذهب إليه فلديه أخبار مهمة..كنت أحيانا أزوره فى بيته ولا اجد أحدا ونجلس معا ونحكى فى كل شيء..وبعد حديث الأستاذ هيكل أخذت سيارتى الصغيرة وعندما اقتربت من بيت د.القيسونى رأيت الشوارع مغلقة والناس أمام الفيلا بالمئات، ووسط هذا الزحام استطعت أن أصل إليه وأصافحه وسألته ماذا هناك؟ قال جاءت فجاءوا..هذه هى الدنيا إن سعت إليك وجدت الناس حولك وإن بعدت عنك فلا شىء على الإطلاق.. يومها كان الرئيس الراحل أنور السادات قد أصدر قرارا بتعيين د.القيسونى رئيسا للبنك العربى الدولى وهو أول بنك استثمارى لا يخضع لقوانين وإجراءات الجهاز المصرفى فى مصر..واستطعت يومها أن أحصل على حديث قصير مع د.القيسونى حول البنك الجديد الذى شاركت فيه مجموعة من البنوك والمؤسسات المالية العربية..لقد بقيت فى ذاكرتى كلمة د.القيسونى وسط زحام الناس جاءت فجاءوا، رغم أنه قبل ذلك كان يقضى الساعات جالسا وحيدا سواء فى مكتبه فى الشواربى أو بيته فى مصر الجديدة..وتعلمت من هذا الدرس، ولهذا لم يعد يزعجنى أن أجد نفسى وحيدا بين أوراقى أو أن أتوقع سؤالا من أحد ولا يسأل أو أن تمضى الشهور وأنت تتمنى لو اتصل بك صديق قديم، يحدث هذا معى رغم أننى لم أمارس فى حياتى لعبة المناصب فلا فصلت من عمل ولا تمتعت من عطايا سلطة أو صاحب قرار لأنى دائما أخاف أن من يعط يستطع أن يأخذ ما أعطى إلا الله سبحانه الذى يعطى بلا حساب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عطاء بلا حساب عطاء بلا حساب



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

خسائر خام برنت تتفاقم إلى 24% في هذه اللحظات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon